أثناء إحدى جلسات الأسئلة والأجوبة في أحد المؤتمرات، سأل أحدهم: ما أعظم إنجاز لك كقائد؟ . أعتقد أن إجابتي فاجأت كل الحضور تقريبا.
لقد أجبته قائلاً: قيادة لنفسي! لطالما كان ذلك أكبر تحد أمامي كقائد أعتقد أن ذلك ينطبق على جميع القادة بصرف النظر عن الأشخاص الذين يقودونهم والأمور التي يحققونها. أحيانا ما نفكر في القادة التاريخيين الذين حققوا أمورا عظيمة ولنفترض أنهم كانوا يعرفون كيف يمسكون بزمام الأمور.
لكن إذا تفحصنا حياتهم فعلدا، سواء كان ذلك جورج واشنطن أو وينستون تشرشل، سنرى أنهم كانوا يجدون صعوبة في قيادة أنفسهم بشكل جيد. ولهذا أقول إنه دائما ما يكون أصعب شخص في قيادته هو أنت نفسك. كما هتف والت كيلي في كرتونpogo: لقد قابلنا العدو وهو نحن. 1 الاعتراف بأن قيادة نفشي تعتبر تحدياً يستحضر في ذهني بعض الذكريات المؤلمة. الكثير من عثراتي القيادية كان عثرات شخصية. في مسيرتي القيادية التي امتدت لأربعة عقود تقريباً، اقترفت الكثير من الأخطاء، لكنني مررت فقط بأربع أزمات قيادية كبرى. ويؤسفني القول بأنها كانت جميعاً بسبب أخطاء مني.
حدثت الأزمة الأولى عام 1970 ، بعد عامين فقط من تولي أول منصب قيادي رسمي لي. بعد عامين من العمل، كنت قد كسبت تأييد الكثير من الناس وكان هناك الكثير لأقوم به. لكنني أدركت ذات يوم أنه لم يكن لمنظمتي وجهة محددة. لماذا؟ لأنني كنت أفتقر إلى القدرة على ترتيب الأمور على نحوصحيح من حيث الأولوية والتركيز على قيادتي. كقائد شاب، لم أكن قد فهمت بعد أن النشاط لا يعني بالضرورة تحقيق إنجاز. نتيجة لذلك، ظل التابعون لي، اقتداء بخطواتي، يهيمون على غير هدى لستة عشر شهراً. في النهاية، لم أقدهم حقاً إلى أي مكان.
حلت الأزمة التالية عام 1979 . في ذلك الوقت كنت أشعر أنني أقف على مفترق طرق. لقد حققت نجاحا في منصبي القيادي الثاني، لكنني أدركت أيضاً أنني إذا أردت الوصول إلى جمهور أوسع نطاقاً، وهو ما شعرت أنه الأمر السليم الذي ينبغي أن أحاول تحقيقه، يتعين على مغادرة المنظمة التي كنت جزءاً منها طوال الاثني عشر عانا الأولى من مسيرتي المهنية. شعوري بعدم اليقين والتغييرات الشخصية التي كنت أمر بها أثرا سلباً على المنظمة التي كنت أقودها. حيث انعدم تركيزي، وأصبحت رؤيتي للمنظمة ضبابية.
كما بدأ شففي وطاقتي في التضاؤل. افتقاد القادة إلى التركيز لا يجعلهم فعالين بالقدر الذي يستطيعونه. نتيجة لذلك، لم نكن نتقدم للأمام بالفاعلية التي كنا نستطيع التقدم بها.
يبدو أن الطبيعة البشرية تهب لنا القدرة على تقدير حجم أي شخص في العالم عدا أنفسنا.
حدثت الأزمة الثالثة عام 1991 عندما كنت مثقلاً بالعمل وكانت حياتي مختلة التوازن. ولأنني كنت أقود منظمتي بنجاح لعشر سنوات، ظننت أنه بإمكاني اتخاذ بعض الطرق المختصرة لجعل الأمور أسهل بالنسبة لي. وقد اتخذت ثلاثة قرارات صعبة في تعاقب سريع دون اتخاذ الاحتياطات اللازمة المناسبة أو الوقت اللازم لإعداد الجميع للتعامل معها. يا له من خطأ فادح! نتيجة لذلك، لم يكن الناس مستعدين للقرارات؛ ولم أكن أنا مستعدا لردة فعلهم. الثقة التي أخذت مني عشر سنوات لبنائها بدأت تتزعزع. وما زاد الأمور سوءا هو أنه عندما أحجم الناس الذين ثارت شكوكهم بشأن صحة قراراتي عن اتباع خطاي، أخذ صبري ينفد بصورة مطردة. وقد فكرت غاضباً، ما مشكلتهم؟ لماذا لا يتفهمون الأمر ويتماشون معه؟ في غضون بضعة أسابيع، أدركت أن المشكلة لم تكن فيهم. بل في أنا. واضطررت في النهاية إلى الاعتذار للجميع عن توجهي الذهني. حدثت الأزمة الرابعة عام 2001 وتضمنت موظفاً كان على فصله من العمل.
سأخبرك المزيد عن ذلك في فصل أولى مسئوليات القائد هي تعريف الواقع. خلاصة القول هي أن عدم استعدادي لاتخاذ قرارات صعبة كلفني الكثير من المال وبعض الموظفين الرئيسيين. ومرة أخرى، كنت أنا سبب المشكلة.
احكم بنفسك
إذا كنا صادقين مع أنفسنا، فسنعترف بأن أصعب شخص في قيادته هو نحن. أغلب الناس لا حاجة لهم لأن يقلقوا بشأن المنافسة. الآخرون ليسوا سبب خسارتهم. إن لم يربحوا، فذلك لأنهم يجردون أنفسهم من الأهلية.
وينطبق ذلك على القادة كما ينطبق على غيرهم. فإنهم عادة ما يكونون ألد أعداء أنفسهم. لماذا؟