منذ بضع سنوات، تشرفت بالتحدث على نفس المنصة مع جيم ويتاكر، أول أمريكي يتسلق جبل إيفرست. أثناء الغداء سألته ما الأمر الذي منحه أكبر شعور بالرضا كمتسلق جبال. أدهشتني إجابته.
أجاب: لقد ساعدت أناساً على الوصول إلى قمة جبل إيفرست أكثر من أي شخص آخر. اصطحابي إلى القمة أشخاصا لم يكن ليتسنى لهم الوصول إليها دون مساعدتي هو أعظم إنجازاتي من الواضح أن هذه طريقة تفكير شائعة لدى مرشدي تسلق الجبال العظماء.
منذ سنوات رأيت مقابلة شخصية مع أحد المرشدين في برنامج 60 -Min Utes. كان بعض الناس قد لقوا حتفهم أثناء محاولتهم تسلق جبل إيفرست، وسئل المرشد الناجي: هل كان المرشدون ليلقوا حتفهم إن لم يصطحبوا معهم آخرين إلى القمة؟ ٠ أجاب قائلاً: لا، ولكن غاية المرشد هي اصطحاب الناس إلى القمة.
فعندئذ سأله المحاور: لماذا يجازف متسلقو الجبال بحياتهم ليتسلقوا الجبال؟". أجابه المرشد: من الواضح أنه لم يسبق لك الصعود إلى قمة الجبل من أتذكر أنني قلت في نفسي بأن مرشدي تسلق الجبال والقادة لديهم الكثير من القواسم المشتركة. هناك فرق كبير بين المدير والقائد. المدير يقول: اذهبوا والقائد يقول: فلنذهب. غاية القيادة هي اصطحاب الآخرين إلى القمة.
وعندما تصطحب أشخاصاً لم يكونوا ليصلوا إلى القمة دونك، ستختبر شعوراً لا مثيل له في العالم. من لم يمر بهذه التجربة من قبل، لا يمكنه التعبير عنها ٠ ومن مر بها،لا يحتاج إلى التعبير عنها ٠
في كثير من الوقت، لا يكون القادة على القمة نادراً ما يبقى القادة في مكانهم دون حركة. إنهم يتنقلون باستمرار. في بعض الأحيان يهبطون أسفل الجبل للعثور على قادة محتملين جدد. وفي أحيان أخرى يحاولون تسلق الجبل مع مجموعة من الناس. وأفضل القادة يقضون الكثير من وقتهم في خدمة قادة آخرين والارتقاء بهم.
وعلى حد تعبير جولز أورمونت: القائد العظيم لا يميز نفسه عن التابعين له سوى في تحمل المسئوليات . القادة الجيدون المحافظون على تواصلهم مع التابعين لهم ينزلون إلى مستواهم؛ إنها الطريقة الوحيدة للوصول إليهم وجذبهم إلى الأعلى. إذا كنت تود أن تكون أفضل قائد ممكن، لا تدع الشعور بعدم الأمان أو الضآلة أو الغيرة يحول بينك وبين الوصول إلى الآخرين.