هناك أدبيات علمية حقيقية فيما يتعلق بعلاج الإدمان، ولكنني لم أورد مصادر هذه الأدبيات في النص؛ لأنها لا تحمل قيمة فورية لمن يرغب في التعافي من الإدمان، وستجد في قائمة المراجع الموضحة (ملحق ب) العديد من الأعمال التي تعتبر بمنزلة بوابة للأدبيات العلمية، والأدبيات التي تتناول النمط الشائع
من الإدمان. لم يدرس علاج أنواع إدمان الأنشطة على نطاق واسع، وحاليا ليس هناك علاج لإدمان المواد، باستثناء الكحول، سوى علاج واحد، وهو استخدام مادة الميثادون لعلاج الهيروين؛ فعلاوة؛ على أنه علاج في ذاته، يمهد تعاطي الميثادون بدلاً من الهيروين لحدوث عدد من التطورات. ويستثنى من ذلك علاج شكلات إدمان الكحول، التي درست بعناية لحسن الحظ؛ فقد نشر في الأدبيات العلمية أكثر من ٣٥٠ تجربة سريرية عشوائية ناجحة للعديد من الأساليب العلاجية لإدمان الكحول. وقد برهن العديد من الأساليب العلاجية على أنها فعالة، ومن بينها منهجية تعزيز المجتمعات، والعلاج الزواجي السلوكي‘ والتدريب على تقليل جرعة المخدر‘ وتقديم المشورة في المقابلات التحفيزية، والتدريب على المهارات الاجتماعية ومهارات التأقلم، و الإشراط المنفر. كذلك بعض العقاقير الطبية والتدرب على السيطرة على الضغط فعالة، لكن لسوء الحظ، هذه الأساليب العلاجية ليست مشهورة، أو ليست متوافرة على نطاق واسع. أيضا، يعتبر العلاج الأمريكي للإدمان أسلوبا تقليديا تماما (التعامل مع الإدمان باعتباره مرضا، وتطبيق الاثنتي عشرة خطوة)؛ لذلك فإن هذا النقص في البدائل يعد واحدا من أسباب الحاجة إلى هذا الكتاب. ويقدم هذا الكتاب مجموعة متكاملة من الأفكار التي تأخذ أشكالاً عدة في كل الأساليب العلاجية لإدمان الكحول أو الكثير منها؛ فهو يقدم علاجا شاملاً للإدمان يعتمد على التجربة والاختبار. ولحسن الحظ، هذه المنهجية الشاملة تبدو قابلة للتطبيق على أنشطة أو مواد الإدمان المختلفة. وبالطبع، تضم هذه المنهجية الآراء السريرية، وربما طبق بعض الأطباء السريريين هذه الأساليب العلاجية على نحو مختلف. ومع ذلك، أنا واثق بأن أكثر الأطباء الملتزمين بأساليب العلاج التجريبية للإدمان سيتفقون مع الأفكار الأساسية المطروحة في هذا الكتاب.