اكتشاف داروين لنظرية التطور - The Theory of Evolution
متى تم التوصل إلى نظرية التطور؟
- توصلّ داروين إلى نظرية التطور عام 1858م
ما هي نظرية التطور وما هو الاكتشاف ؟
- تتطور الأنواع على مر الزمن للحصول على أفضل اسفادة من بيئتها المحيطة، فتحظى أصلح الأنواع لبيئتها بأفضل فرص العيش والبقاء.
من المكتشف لنظرية التطور ؟
- تشارلز داروين Charles Darwin
لماذا تُعد نظرية التطور ضمن أعظم 100 اكتشاف تاريخياً؟
تُعتبر نظرية داروين في التطور ومفهومها عن البقاء للأصلح الاكتشاف الجوهري والأهم في علم الأحياء والبيئة الحديثين. يبلغ عمر اکتشافات داروین 150 عاماً وهي ما زالت تشكل أساسيات فهم العلماء بتاريخ وتطور الحياة النباتية والحيوانية.
لقد ردت نظرية داروينªعلى عدد لا يحصى من الألغاز التي حيرت علماء الأنثروبولوجيا والإحاثة، وفسرت الانتشار الواسع والتصميم المميز للأنواع والأنواع الثانوية على سطح الأرض.
في حين أثارت هذه النظرية الكثير من نعرات الاختلاف والمعارضة، إلا أنها لاقت في صفها جبالاً من البيانات العلمية الدقيقة التي أثبتتها ودعمتها على مر ال150 سنة الفائتة. كانت كتبه الأكثر مبيعاً على أيامه ولا تزال تحظى بشريحة واسعة من قراء اليوم.
كيف توصل داروين إلى نظرية التطور؟
دخل تشارلز داروین Charles Darwin جامعة كامبردج في 1827م ليصبح كاهناً، لكنه تحول إلى دراسة الجيولوجيا وعلم النبات. تخرج عام 1831م، وبعمر الثانية والعشرين حظي بمكان على متن سفينة اش ام اس بغل HMS Beagle التي أبحرت من انجلترا إلى أمريكا الجنوبية والباسفيك، وذلك بوصفه عالم طبيعة.
تمددت رحلة البيغل من ثلاث سنوات لخمس. فتعجب داروين طوال حياته بذلك الكم اللامتناهي من الأنواع الحياتية التي شاهدها في كل مكان حطت عليه السفينة رحالها . ولكن يعود الفضل الرئيس في تفتق أفكار داروين على نظريته الجديدة إلى تحديد وقفتهم بجزر غالاباغوس بالمحيط الهادئ.
في أول جزيرة من سلسلة الجزر التي زارها داروین (جزيرة تشائام)، وجد داروین نوعين مختلفين من السلاحف - واحد طویل العنق يقتات على أوراق الأشجار، وآخر قصير العنق يقتات على أعشاب الأرض. كما وجد أربعة أنواع جديدة من عصافير الحسون (و هي طيور صغيرة صفراء واسعة التواجد في أغلب مناطق أوربا). ولكن كانت هذه العصافير مناقير مختلفة الشكل عن بنات عمومتها في أوربا.
وصلت البيغل ثالث جزر الغالاباغوس (جزيرة جيمس) وذلك في تشرين الأول أكتوبر) من عام 1835م. هنا، على خط الاستواء، لا فرق يذكر بين يوم لئان وفصل لآخر.
وكعادته كل يوم على الساحل، رفع داروین حقيبة ظهره المملوءة بأوعية نماذج البحث مع دفتر ملاحظاته الصغير وشباكه ومصائده، منطلقاً نحو المشهد المريع للحقول الملتوية من الحمم السوداء المسحوقة والتي تفشت على شكل موجات متعرجة عملاقة. فاعترضت طريقه تشققات صخرية عميقة فاغرة تصدر صفيراً مزعجاً وأبخرة صفراء كثيفة. كانت الحمم مكسوةّ بفتات خشب قصيرة وسوداء من لفحات الشمس الملتهبة، فبدت أقرب إلى الموت منها للحياة.
وسط هذا المشهد المريع، عثر داروین علی بستان أشجار تتغنى عليها الطيور. هناك جائه العجب، إذ وجد النوع الثالث عشر والرابع عشر من عصافير الحسون، بمناقير أطول وأكثر استدارة قياساً بكل ما وقعت عليه عيناه من نظيراتها في الجزر الأخرى. والأهم من كل هذا، أنها كانت تقتات على ثمار التوت الحمراء الصغيرة.
في أي مكان آخر على وجه البسيطة، تأكل عصافير الحسون الحبوب إلا في هذه الجزيرة، فالبعض منها يأكل الحبوب، وبعض آخر الحشرات، وبعض ثالث ثمار التوت! والأدهى من ذلك، أن لكل نوع من هذه العصافير منقارة مصممة تماماً لجمع ما يفضله من الطعام.
بدأ الشك يتوغل في نفس داروين حول التعاليم الكنسية التي تقضي بأن الله خلق كل نوع من الكائنات الحية على الهيئة التي يتواجد عليها ودون أن يتغير. فقد استنتج بأن نوعاً ما من العصافير قد وصل في قديم الزمان إلى جزر غالاباغوس من أمريكا الجنوبية، ثم تفرقت أفراده بين مختلف الجزر، فتكيفت (تطورت) لعيش أفضل في محيطها الخاص وحسب مصادر غذائها المعينة. نشر داروین ملاحظاته هذه في كتابه A Naturalists Voyage on the Beagle أو «رحلة عالم طبيعة على متن البيغل». .
لدى عودته إلى بلاده إنجلترا، قرأ داروین مجموعة من مقالات عالم الاقتصاد توماس مالئوس Thomas Malthus والتي أوضح فيها ما كان يحدث للمجتمعات البشرية عند عجزها عن إنتاج ما يكفيها من الطعام، فالشرائح الأضعف كانت تموت جوعاً ومرضاً أو جراء التراعات، الأقوياء منهم فقط كانوا يعيشون. آمن داروین بانطباق هذا المفهوم على عالم الحيوان كذلك (البقاء للأصلح).
مزج داروين هذه الفكرة مع تجاربه و ملاحظاته على متن سفينة البيغل ليستنتج بأن جميع الأنواع الحياتية قد تطورت سعياً لضمان أفضل للعيش، وأسماه الإنتخاب الطبيعي.
نظراً لكونه رجلاً خجولاً وانطوائياً، عانى داروین عذاباً أليماً بداخله ولسنوات طوال حيال الكشف عن نظرياته للرأي العام، إلى أن أقنعه علماء طبيعة آخرون لتأليف ونشر كتابه الأشهر «أصل الأنواع». وبهذا الكتاب، أصبحت اکتشافات داروین ونظريته عن التطور نبراساً للعلوم البيولوجية.
الهوامش المرجعيّة
ª رغم اعتراف الفاتيكان بنظرية التطور مؤخراً، إلا أن هذه النظرية لا تزال تعتبر من أكثر النظريات إثارة للجدل. جاء اعتراف الفاتيكان على لسان رئيس المجلس البابوي للثقافة، المونسينيور جيان فرانکو رافاسي، يوم 16/9/2008 و ذلك في سياق الإعلان عن عزم الفاتيكان على عقد مؤتمر بمناسبة الاحتفال بالذكرى ال 150 لنظرية داروين في روما بشهر آذار/مارس من عام 2009م.
وقال رافاسي إن نظرية التطور لا تتعارض مع تعاليم الكنيسة الكاثوليكية و لا مع رسالة الإنجيل و اللاهوت، و هي في الحقيقة لم تكن موضع إدانة يوما». لكن قال رافاسي أن الفاتيكان لا ينوي الاعتذار عن الآراء السلبية السابقة، مضيفا بقوله «ربما يتعين علينا التخلي عن فكرة تقديم الاعتذارات وكأن التاريخ محكمة منعقدة إلى الأبد» وأكد أن نظريات داروین علم «تتعرض لإدانة الكنيسة الكاثوليكية ولم يحظر كتابه قط».