الوعي الذاتي بالمثيرات المزاجية:
إن الوعي الذاتي – بوجه عام – عملية داخلية، لكن هناك بعض الأمثلة التي يصبح للشق الخارجي دور فيها لحل ألغاز وفهم ما يدور في الداخل. ومن دون أي سؤال، ما تشعر به ينعكس على مظهرك، فتعبيرات وجهك، ووضعية جلوسك، وسلوكك، وملابسك، وحتى شعرك – كلها دلالات مهمة لحالتك المزاجية.
ما ترتديه قد يعكس حالتك المزاجية:
ويعد المظهر البدني أكثر إفصاحاً، فما ترتديه يعتبر بمثابة رسالة ثابتة وواضحة للغاية عما تشعر به. على سبيل المثال، ارتداء سروال رياضي قديم وقميص متهرئ قصير الأكمام مع شعر أشعت كل يوم – كل ذلك يخبر العالم أجمع باستسلامك، وعلى الناحية الأخرى فإن المبالغة في ارتداء الملابس لكل مناسبة والمداومة على تهذيب الشعر بشكل أسبوعي يشي للآخرين بأنك تحاول أكثر مما ينبغي... كما أن سلوكك يفصح دائماً عن حالتك المزاجية، لكن في الغالب يحدث التباس في الرسالة.
إذا قابلت شخصاً ما لأول مرة وكنت تشعر - كعادة الجميع- بالقلق تجاه الطريقة التي سوف يتم استقبالك بها، فقد تبدو متحفظاً وفاتراً بعض الشيء، أو قد تبالغ في الحماس.
إن وجدت نفسك في موقف مشابه، فمن المهم أن تلاحظ حالتك المزاجية، وتضع في الاعتبار تأثيرها على سلوكك. هل اخترت مناظرك للعالم بنفسك، أم أنه نتج عن حالتك المزاجية، أم أنها تلك الحالة التي تميل إلى تبنيها في غياب البدائل؟ إن ما تبدو عليه يعكس ما تحس به لا محالة، والأمر يرجع إليك في فهم ذلك.
إنَّ قضاء لحظات، بين الحين والآخر، في إلقاء نظرة على ذاتك سوف يتيح لك الفرصة لتفهم حالتك المزاجية قبل أن تصوغ لك إطار منظارك في باقي اليوم.
استكشف مشاعرك في كتاب أو فيلم أو قطعة موسيقية:
إذا واجهتك مشكلة في تحديد أنماطك الشعورية وميولك، فيمكنك الحصول على نفس المعلومات التي سعيت إليها بالنظر خارج ذاتك كمشاهدة فيلم، أو الاستماع لقطعة موسيقية، أو قراءة كتاب تتعرف عن طريقه على مشاعرك.
وعندما تجد أن كلمات أو جو الأغنية يردد صدى بداخلك، فإن ذلك ينبئ بالكثير من مشاعرك، وعندما تعلق في عقلك شخصية ما في فيلم أو كتاب، فمن المحتمل أن ذلك يرجع إلى توازي الجوانب المهمة في تفكير ومشاعر تلك الشخصية مع ما يخصك من أفكار ومشاعر. أما المزيد من التركيز في تلك الآونة فيوضح لك الكثير عن نفسك. كما قد تعتبر تلك العملية أداة فعالة في توضيح مشاعرك للآخرين.
إدراك مشاعرك فيما يعبر عنه الفنانون يتيح لك معرفة المزيد عن نفسك واستكشاف مشاعرك، والشق الأخير هو الذي يصعب التوصل إليه غالباً. وفي بعض الأحيان لا تجد كلمات تعبر عما تشعر به حتى تتعرف عليها في شيء ما أمامك.
إن الاستماع إلى الموسيقى وقراءة الروايات وحتى استطلاع الأعمال الفنية يعد بمثابة المعبر الذي تلج من خلاله إلى المشاعر الدفينة. في المرة المقبلة التي يجذب انتباهك أحد تلك الوسائل، ألق نظرة متفحصة، فمن يدري ما الذي سوف تجده.