صيغة وضع وتحقيق الأهداف
هناك صيغة خاصة بإنجاز الأهداف البسيطة والقوية في الوقت ذاته، وهي تتكون من سبع خطوات، ويمكنك تعلمها وممارستها لما تبقى من حياتك؛ فلقد قمت بتدريس هذه الصيغة لأكثر من مليون فرد في أنحاء الولايات المتحدة
وكندا، وكذلك في اثنتين وسبعين دولة أخرى. وبمرور السنين، جاءني أعداد لا حصر لها من البشر ومنهم من راسلني بالبريد الإلكتروني‘ يرددون الكلمات نفسها تقريدا مرارا وتكرارا: أنت غدرت حياتي؛ أنت جعلتني غنياً، وكانت الصيغة تتمحور حول الأهداف.
ال خطوة ١ : قرر بالضبط ماذا تريد؛ فأغلب الناس لا يفعلون هذا. كن محدداً. ينبغي أن تكون أهدافك واضحة لدرجة أن تستطيع شرحها لطفل في عمر ست سنوات، بحيث يمكن لهذا الطفل ذي السنوات الست شرحها لطفل آخر في العمر نفسه. بالإضافة إلى ذلك، أن يكون هذا الطفل قادرا على إخبارك بمدى قربك من أهدافك كونها واضحة وبسيطة للغاية.
أحد أكبر الأخطاء التي يرتكبها الناس هي التفكير بأنهم يملكون بالفعل أهدافا، عندما يكون كل ما يملكونه فعلياً مجرد آمال وأحلام. إنني أقوم بتمرين، وهو سؤال جمهوري إن كانوا يملكون أهدافا، حيث يرفعون كلهم أيديهم ويقولون نعم.
ثم أطلب منهم أن يعطوني بعض الأمثلة عن أهدافهم، فيصيحون بأشياء مثل:
أريد أن أكون سعيدا ، أو أريد أن أكون غنيا ، أو أريد أن أسافر ، أو
أريد أن أحظى بحياة عائلية جميلة .
ولكن هذه ليست أهدافا، بل هي أمنيات وآمال مشتركة لدى كل الجنس البشري. إنها تخيلات وأحلام يملكها كل فرد، وهي ليست أهدافاً واضحة ومحددة يمكنك التركيز على إنجازها كل يوم، كما لا يمكن قياسها، ولا أحد يستطيع أن يخبرك كم أنت قريب من تحقيقها. صغها في كلمات
الخطوة ٢ : دون هدفك، ف ٣% فقط من البالغين وضعوا أهدافهم على الورق، ويبدو أن الباقي يعملون لديهم. إنهم يكسبون في المتوسط عشرة أضعاف قدر ما يكسبه الأشخاص الذين لا يدونون أهدافهم. إنك بمجرد أن تدون هدفك، تجعله قابلاً للقياس. أرفق رقتا به حتى يستطيع شخص آخر أن يخبرك كم أنت قريب من تحقيقه بلغة الأرقام.
هناك قاعدة تقول: إذا أردت أن تكون ناجحاً، فضع مقياسا لكل هدف وكل نشاط؛ لكن إذا أردت أن تكون غنيا، فضع مقياساً مالياً لكل هدف ونشاط.
وهناك دراسة حديثة في الإدارة تم إجراؤها حول أعمال ١٥٠ باحثاً ممن يدرسون آلافا من الشركات في أكثر من عشرين دولة، والتي توصلت إلى أن هناك ثلاثة عوامل مسئولة عن أكثر من ٨٠/ من نجاح الأعمال: وهي الأهداف والغايات الواضحة، والقياسات الواضحة، والمواعيد النهائية الواضحة.تذكر: لا يمكنك تحقيق معدل لا تستطيع رؤيته، أما عندما تملك أهدافاً واضحة وتستطيع قياس تقدمك، سوف تتقدم أكثر وأسرع مما لو لم تكن تمتلك أهدافا.
متى تريد تحقيقه؟
الخطوة ٣ : حدد موعدا نهائيا. قرر بالضبط متى تريد أن تنجز هدفك المحدد؛ لكن لو كان هدفا طويل المدى، قسمه على سنوات وشهور وأسابيع وأيام أيضا. يقسم بعض الأشخاص الناجحين الذين أعرفهم هدفاً ذا مدى عشر سنوات إلى أهداف ذات مدى خمس سنوات وسنة واحدة وشهر واحد،
وهكذا حتى تصل إلى أنشطة يومية، ثم يدربون أنفسهم على إتمام نشاط أوأكثر من هذه الأنشطة اليومية. ماذا لو لم تحقق هدفك بحلول أول موعد نهائي وضعته؟ الإجابة بسيطة: ضع موعدا نهائياً جديدا، وثانياً وثالثاً ورابعا إذا لزم الأمر. عندما تضع موعدك النهائي الأول ستجده يرتكز على المعلومات التي تملكها في ذلك الوقت؛ لكن العوامل الخارجية يمكن أن تتغير. يمكن أن يحدث انحدار في الاقتصاد أو انهيار لأسعار البترول ويتغير كل شيء في عملك أو مجالك. عندما يحدث أمر يبعدك عن جدولك الزمني، ضع موعدا نهائياً جديداً. لا توجد أهداف غير منطقية؛ فقط توجد مواعيد نهائية غير منطقية.
فكر على الورق
الخطوة ٤ : أعد قائمة بكل شيء تفكر أنك تستطيع عمله من أجل إنجاز هدفك، كما تفكر في أشياء جديدة تستطيع عملها أو تعلمها أو أشخاص تستطيع التحدث معهم، اكتبها في قائمتك، واستمر في الكتابة حتى تنفد أفكارك.
الخطوة ه : ضع قائمة تسلسلية. اكتب قائمة مرجعية، ورتب مهامك بدءا بما يجب عليك عمله أولاً لإنجاز هدفك، ثم ما عليك عمله ثانياً، واستمر بالطريقة نفسها حتى تصل إلى الخطوة النهائية التي تحتاج إلى اتخاذها من أجل إنجاز ذلك الهدف.
يمكنك أيضا تنظيم قائمتك بحسب الأولوية . ما البند الأهم في قائمتك؟ وما ثاني أهم بند في قائمتك؟ مارس مبدأ باريتو، الذي يقول إن ٠ ٢/ من الجهد تحقق ٨٠/ من النجاح. وغالباً يكون الشيء الأكثر قيمة وأهمية في حياتك، والمسئول عن ٨٠/ من نجاحك، هو اتخاذ قرار بتحقيق هدف وعمل خطة لإنجازه في المقام الأول- وهكذا تتحول قائمة الإنجازات - التي يتم تنظيمها بحسب التسلسل والأولوية
- إلى خطة . عندما تملك هدفاً وخطة مكتوبين، تتفوق على نسبة قدرها ٩٧ من البالغين العاملين اليوم، وسوف تبدأ في تحقيق نجاح أكثر وأسرع بكثير مما سبق، ما سيدهش الناس من حولك.
صب اهتمامك على العمل
الخطوة ٦ : اعمل وفقاً لخطتك. افعل شيئاً. افعل أي شيء؛ ولكن ابدأ وحسب. بادر بأول خطوة؛ فالخبر الجيد هو أنك تستطيع دائماً أن ترى أولخطوة. ستعرف دائما ما عليك فعله كي تبدأ.
عندما تتخذ أول خطوة نحو هدفك - والتي غالبا تكون أصعب الخطوات - فإنك تنتفع بثلاث منافع عظيمة. أولاً: تحصل على تغذية راجعة فورية تمكنك من تغيير مسارك أو اتجاهك إذا لزم الأمر. ثانيا: تحصل على مزيد من الأفكار بخصوص كيفية القيام بأعمال إضافية أو عمل أفضل لتحقيق هدفك.
ثالثاً: تشعر بموجة من الثقة بالذات والتقدير الذاتي. إنك ستشعر بمزيد من القوة والتحكم في حياتك، وسوف تحصل على هذه المنافع الثلاث من خلال العمل، عبر اتخاذ أول خطوة تجاه هدفك.
الخطوة ٧: قد تكون هذه الخطوة هي الأهم على الإطلاق. فهي ستغير حياتك .جذرياً وفي وقت قصير جدا. إنها ببساطة: افعل شيئا كل يوم يوجهك نحو هدفك الأكثر أهمية. لمدة سبعة أيام في الأسبوع، وه٣٦ يوماً في السنة، افعل شيئا - صغيرا كان أم كبيرا - يحركك خطوة جديدة نحو هدفك.
عندما تقوم بشيء معين يوميا، فإنك تفعل ما يطلق عليه مبدأ القوة الدافعة للنجاح، وهو المبني على قانون القصور الذاتي للعالم إسحاق نيوتن، وهو يقول إن الجسم يحتاج إلى كمية هائلة من الطاقة حتى يتحرك في البداية، ولكنه يحتاج إلى طاقة أقل لكي يبقي هذا الجسم في تقدم. فقط فكر في دفع سيارة في حالة توقف كامل. ستجد أن تحريك السيارة يحتاج إلى مجهود جبار، ولكنه يحتاج إلى مجهود أقل بكثير لكي تظل السيارة في تقدم أسرع فأسرع. الشيء نفسه يحدث معك.