إن هدفي من هذا الكتاب هو أخذك في رحلة لاكتشاف ذاتك، وفهم أن هذا سيساعدك على التغلب على الاكتئاب بسرعة، وسأفسر لك كذلك سبب المرض
به، كما سأرشدك، من خلال خطوات عشر، إلى سبيل الخروج من شرك الاكتئاب. وقد ساعدتني هذه الرؤى على فهم ماهية اكتئابي؛ فاكتشفت،بمجرد أن فهمت سبب عدم قدرتي على الفكاك من شوكه، أن خروجي من هذا الثقب الأسود صار أسهل كثيراً، كما منعتني من الانتكاس مرة أخرى، وجعلتني أدرك أنه لا جدوى من السعي وراء التعافي المؤقت من الاكتئاب،  لكنني كنت ممتنة جدا عندما تعافيت؛ فقبل أن أمارس أساليب الوعي التام، كنت أخشى دائماً عودة الاكتئاب مرة أخرى، لكنني لم أعد كذلك الآن؛ حيث تغير كل شيء ولم أعد أصاب بنوبات اكتئاب؛ فعلمت أنه يمكن التعافي منه إلى الأبد. ومع ذلك، لم يكن الأمر سهلاً؛ فقد كان على بذل الكثير من الجهد ؛ أقصد بذلك إصراري على التعافي، وأخذه على محمل الجد، وتناول أطعمة صحية، والتحلي بالمثابرة بشكل أكبر، ومزاولة التمرينات، وممارسة أساليب التأمل؛ فكنت كأنني أذهب إلى صالة الألعاب الرياضية لأتمرن. وقد عرفت النتيجة التي أصبو إليها، لكنني عرفت أيضاً أن على أنأكرس وقتاً من أجل الوصول إلى ذلك؛ وهذا هو ما كنت أقصده عندما تحدثت عن بذل الجهد. ولعل التمرينات الواردة في هذا الكتاب التي أمارسها باستمرار، خاصة تمرينات التأمل، هي التي تساعدني على أن أكون رابطة الجأش، ومتزنة، وسعيدة؛ فلم أعد أخشى عودة الاكتئاب مرة أخرى.

يسير هذا الكتاب في مسار خطي؛ حيث يبدأ بتعريفك بكيفية التوقف عن محاربة الاكتئاب عن طريق تقبل المرض، ثم كيفية تخلصك من المشاعر الدفينة في أعماقك، وسيمد إليك يد العون ليريك كيف السبيل إلى التخلص منها، والتحلي بالثقة بالنفس، كما سيرشدك إلى مقابلة ذاتك المخفية؛ أو الطفل القابع في داخلك؛ ومن ثم، سأوضح لك كيف يمكن لذاتك البالغة المحبة في داخلك أن تتواصل مع ذلك الطفل. وكذلك سيساعدك شفاؤك من الشعور السام بالخجل على إعادة تجميع الأجزاء المبعثرة لذاتك المهشمة، وستشعر بأنك تتحلى بقوة جديدة عندما تتولى مسئولية الاعتناء بصحتك النفسية واكتشاف ذاتك الحقيقية، بلا اكتئاب. وبمجرد أن يستكين عقلك، ستشعر بالسلام النفسي، وبمجرد أن تتعلم المزيد عن طرق العلاج الجسدي ، ستعي مدى أثر الاكتئاب في جسمك، وستتبين لك طرق عملية تجعلك تشعر بتحسن أسرع. وفي الأخير، ستكتشف كيف يمكنك تحقيق شعور دائم بالسعادة.