في قديم الزمان ... كان كل ما على المرء فعله هو أن يذهب إلى المدرسة، ويبحث عن وظيفة، ويعمل بجد، ويدخر المال، ويشتري
بيتا، ويسدد ديونه، ويستثمر لفترة طويلة في سوق الأوراق المالية، ويعيش في سعادة إلى الأبد . لقد انتهت تلك القصة الخرافية .
من بين الأسباب الرئيسية لاتساع الهوة بين الأثرياء والفقراء والطبقة المتوسطة، هي تلك القصة الخرافية. الأمر بكل بساطة، سيقع الأشخاص الذين يتبعون تلك القصة الخرافية في الهوة الموجودة بين الأثرياء والفقراء. لقد أصبح الأشخاص الذين يؤمنون بتلك القصة الخرافية واقعين في مشكلة مالية كبيرة في العصر الراهن.
منذ ٠ ٢ عام في عام ١٩٩٧، نشر كتاب الأب الغني والأب الفقير للمرة الأولى، ولقد نشر هذا الكتاب بمجهود ذاتي منا لأن جميع دور النشر التي تواصلنا معها لم تر أني كنت أعرف ما أتحدث عنه، كما أعتقد أن أغلب أفكار الأب الغني لم تكن تحدير .
في عام ١٩٩٦، حذر رئيس نظام الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي "ألان جرينسبان من التفاؤل اللاعقلاني ، والذي يعني أن الناس كانوا يهذون ويتوهمون معتقدين أن تحقيق الثراء أمر سهل- في عام ١٩٩٧ ، نشرنا كتاب الأب الغني والأب الفقير ، وكان على النقيض
تماما من الأفكار الواردة في كتاب المليونير في البيت المجاور- لم يكن أبي الغني يؤمن بفكرة أمان الوظيفة وادخار المال والعيش وفقا لإمكاناتك وقيادة سيارة اقتصادية وسداد الديون والاستثمار لأمد طويل في سوق الأوراق المالية.
لقد تغير العالم ثم في عام ٢٠٠٠، انفجرت فقاعة الإنترنت، وأكدت أحداث الحادي عشر من سبتمبر فكرة أن الإرهاب الدولي ليس بعيدا عن أبواب منازلنا، وانفجرت فقاعة العقارات في عام ٠٧ ٠ ٢، وأفلست كبرى المصارف في البلاد في عام ٢٠٠٨. وانخفضت أسعار الفائدة إلى ما تحت الصغر وأصبح المدخرون هم الخاسرين. وانهارت أسعار النفط، الأمر الذي جعل اقتصاد الدول التي تعتمد على النفط يترنح، وتزايدت وتيرة الحرب على الإرهاب، وأصبح الاتحاد الأوروبي يرزح تحت ضغوط كبيرة بسبب المعاناة الاقتصادية لكل من اليونان
وإيطاليا وإسبانيا. أصبح الأثرياء أكثر ثراء مع ارتفاع أسعار الأسهم في سوق) الأوراق المالية إلى مستويات غير مسبوقة... ولكن ازدادت الطبقة العاملة الفقيرة والطبقة المتوسطة فقرا، واليوم لا يزال العالم يتقلب ويتلوى في أكبر أزمة اقتصادية طاحنة في التاريخ. بعد ٠ ٢ عام
واليوم، أصبح العديد من المليونيرات في المنزل المجاور عاطلين عن العمل وأصبحت منازلهم "مرهونة"
اليوم يذهب الشباب إلى المدرسة، ويتخرجون (مثقلين، في الكثير من الحالات، بديون دراسية ثقيلة) ، وعادة ما لا يتمكنون من العثور على تلك الوظائف الخرافية التي تقدم رواتب كبيرة. حاليا، يصل إجمالي القروض الدراسية في أمريكا إلى ١٠٢ تريليون دولار، أكثر من إجمالي ديون بطاقات الائتمان في كامل أرجاء أمريكا.
لن يتمكن أغلب الطلاب من شراء منازل لأنهم لا يجنون ما يكفي من المال ولأنهم لا يزالون يسددون قروضهم الدراسية. لا يزال الكثير من الطلاب — وخريجي الجامعات يعيشون في منازل عائلاتهم. ولقد عثر الكثير من الشباب المتعلمين على وظائف، ولكنها وظائف لا تناسب مؤهلاتهم. يعد فشل الشباب في العثور على أعمال وخبرات عملية لا تقدر بثمن وذات هدف وقيمة وواقعية قنبلة موقوتة أخرى ستنفجر في مستقبلنا.
المدخرون هم الخاسرون واليوم أصبح المدخرون هم الخاسرين؛ حيث انخفضت معدلات الفائدة على المدخرات بصورة غير مسبوقة، حتى إن تلك المعدلات في اليابان والسويد والاتحاد الأوروبي أصبحت سالبة. خطط التقاعد في أزمة تقدم أغلب خطط التقاعد، الخاصة والعامة، عائدات بنسبة 5.٧/ على مدخرات المتقاعد؛ ولكن يقدم نظام تقاعد الموظفين الحكومي في ولاية
كاليفورنيا ( CalPERS ) وأكبر نظام تقاعد عن حكومي للموظفين الولايات المتحدة الأمريكية عائدات تقل عن ٢% عن السهم الواحد، الأمر الذي يعني أن خطط تقاعد الملايين من موظفي الحكومة الأمريكية لن تكون مرضيه. كما أن الضمان الاجتماعي والرعاية الطبية أصبحتا في خطر. هل تلوح في الأفق حاجة أخرى لإنقاذ أموال دافعي الضرائب؟ الروبوتات قادمة وما زاد الطين بلة، أن الروبوتات قادمة. في كتابه Rise of the
Robots : Technology and the Threat of a Jobless
Future ، يوضح مارتن فورد سبب أن القصة الخرافية التي تدور حول الذهاب إلى المدرسة والبحث عن عمل مجرد وهم؛ فمن المحتمل، حتى إن كنت طبيباً بشرياً، أن يحل محلك روبوت... اليوم ، وليس غداً.
تتسابق أغنى دول العالم على تطوير الروبوتات والتكنولوجيا لتحل محل البشر؛ لذا لن يصبح موظفو مطاعم ماكدونالدز وحدهم هم العاطلين عن العمل في المستقبل القريب، بل أيضاً الصحفيون والمعلمون والمهنيون على
غرار المحامين والأطباء والمحاسبين. لم يكن مارتن فورد يكتب عن هجرة الوظائف إلى الخارج إلى الدول ذات العمالة الرخيصة، بل كان يكتب عن استبدال الروبوتات بالبشر. وقال إن الولايات المتحدة يمكنها الآن أن تنافس .