اكتشاف العصور الجليدية - Ice Ages
سنة الاكتشاف : 1837م
ما هو هذا الاكتشاف؟
- يتضمن ماضي الأرض فترات من مناخ مختلف جذرياًً - العصور الجليدية قياساًً بالحاضر الطفيف التغيير مناخياًً
من هو مكتشف العصور الجليدية؟
- لويس اغاسيز Louis Agassiz
لماذا يعد هذا الاكتشاف ضمن المائة العظمى؟
لقد كانت تلك فكرة ثورية: ليس مناخ الأرض هو ذاته على الدوام. فقد افترض جميع العلماء ولآلاف السنين بأن مناخ الأرض ثابت دون تغير على مر الأزمنة، إلى أن جاء لويس أغاسيز بالدليل على تغطية جميع أوربا بأنهار جليدية يوماً ما. فمناخ الأرض لم یکن كما هو عليه الآن. هذا الاكتشاف أوجد أغاسيز مفهوم الأرض الأبدية التغير.
كشف هذا الاكتشاف النقاب عن عدد من الألغاز البيولوجية التي حيّرت العلماء القرون من الزمن. كما ويعتبر أغاسيز أول عالم يسجل بيانات ميدانية دقيقة وواسعة النطاق الدعم وإرساء نظرية جديدة. لقد ساهم عمل أغاسيز بالكثير لافتتاح حقل الجيولوجيا ولبلورة نظرتنا الحديثة عن تأریخ کو کبنا الأم.
كيف تم اكتشاف العصور الجليدية ؟
لطالما عُدّ لويس أغاسيز Louis Agassiz نفسه جيولوجياً ميدانياً أكثر من كونه أستاذاً جامعياً. فخلال أسابيع من جولاته التسكعية في جبال الألب بموطنه سویسرا بأواخر عام 1820م، لاحظ أغاسيز العديد من الظواهر الفيزيائية حول المظاهر الخارجية للأنهار الجليدية في وديان سويسرا.
فبداية، كانت الأنهر الجليدية تشق مسيرها على انحدار الوديان التي كانت على شكل حرف U- بوجود قيعان مسطحة للوديان. أما وديان الأنهر الغير الجليدية فكانت دائما على شكل حرف V.
فظن للوهلة الأولى بأن الأنهار الجليدية قد تكونت بشكل طبيعي في هذه الوديان، ثم ما لبث أن أدرك بأن الأنهار الجليدية هي التي نحتت الوديان وأكسبتها شكلها المميز.
لاحظ أغاسيز بعد ذلك تحفرات أفقية وتخدشات في الجدران الصخرية لوديان الأنهار الجليدية هذه عادة على مسافة ميل أو أكثر أمام النهر الجليدي نفسه. ثم فهم أخيراً بأن العديد من هذه الوديان قد أبرزت جلاميد وأعمدة صخرية عظيمة في أسفلها بحيث لا يعرف عن أية قوة أو عملية ترسيبها إياها.
بعدها بفترة وجيزة، أدرك أغاسيز بأن ما يدرس من أنهار جليدية جبلية لا بد أن كانت أكبر وأطول بكثير في الماضي السحيق، وبأنها حفرت الوديان وحملت الصخور التي خدشت جدران الوديان الصخرية وربت جلاميد عملاقة في قيعاها.
في أوائل أعوام 1830م، ساح أغاسيز انجلترا والمناطق الأوربية الشمالية الواطئة. وهناك أيضاً وجد ودياناً على شكل حرف U كما وجد تحفرات أفقية وتخدشات في الجدران الصخرية للوديان مع وجود جلاميد عملاقة جاثمة بشكل مريب عند أسفلها.
بدا كل شيء كالعلامات الفارقة للأنهار الجليدية التي درسها في موطنه الأصلي سويسرا، ولكنه لم يعثر على أي أثر لأنهار جليدية على بعد مئات الأميال وبكافة الاتجاهات.
في عام 1835م، توصل إلى حقيقة يستحق عليها كل احترام وتقدير، ألا وهي أن أوربا كانت مغطاة بأنهار جليدية عملاقة في فترة ما من تاريخها الغابر. فماضي القارة مختلف بشكل جذري عن حاضره، كما هو المناخ مختلف أيضاً من زمن لآخر.
و لغرض الإبداء بهذه الفكرة الثورية، كان حرياً به إثباتها أولاً. فقضى أغاسيز وبضعة من المساعدين المأجورين سنتين من البحث عن الأنهار الجليدية في جبال الألب موثقين ما يعثرون عليه من علامات تحكي قصص الأنهار الجليدية القديمة التي غطت قارة أوربا يوماً ما.
نزل اكتشاف غلاسر كالصاعقة على الوسط الجيولوجي في العالم أجمع، وذلك عند نشره لها عام 1837م. لم يسبق لأي باحث سابق أن جمع كل هذا الكم الهائل والمفصل من البيانات الميدانية لتدعيم نظرية جديدة. ونظراً لنوعية بياناته الميدانية، قُبلت نتائج غلاسیز فور إعلانها- رغم أنها غّيرت جذرياً في جميع النظريات التي تواجدت آنذاك حول ماضي كوكب الأرض..
رسم أغاسيز لوحة حية للعصور الجليدية وأثبت وجودها التاريخي. ولكن يعزى للفيزيائي اليوغسلافي ميلوتين ميلانكوفيتش Milutin Milankovich شرح سبب حدوثها، وذلك عام 1920م.
فقد أظهر بأن مدار الأرض ليس بالدائري ولا يبقى على شاكلته بتعاقب السنين والقرون، بل أثبت بأنه يتذبذب بين كونه أكثر تطاولاً وأكثر استداراً بدورة عمرها 40000 سنة.
فعندما أنساق الأرض مع مداره إلى موقع أبعد بقليل عن الشمس في الشتاء، حدثت العصور الجليدية.
وقد أكد علماء الناسا هذه النظرية ببحث أجروه مؤخراً بين عامي 2003 و2005م.
الهوامش المرجعيّة
[1] خلال العصور الجليدية، كانت شبه الجزيرة العربية والصحراء الكبرى بنطاق الرياح الغربية الممطرة التي قب الآن على غرب أوروبا، فكانت عبارة عن مراع خضراء ملتها الأنهار والوديان الخصبة.