العقل قوة جبارة، يمكنها إخضاعنا أو تمكيننا . يمكن للعقل أن يغرقك في أعماق البؤس أو يصعد بك إلى قمة ال سعادة، فتعلم كيفية استخدامه بحكمة .
- ديفيد كوشيري ، مؤلف إن الشيء الوحيد الذي أحاول دائما مساعدة الناس على فهمه هو أن هناك وصفة لكل شيء: الوصول للثروة، وإنقاص الوزن، وتحقيق النجاح وصناعة الكعك... كل شيء بالفعل! إذا كنت تعتقد أن قصص النجاح العظيمة للمليارديرات الرواد في عصرنا كانت بسبب أنهم كانوا أطفالاً مدللين ورثوا ثروات ذويهم أو بسبب حظهم السعيد والفرص التي أتيحت لهم على طبق من فضة، فيحسن بك التفكير مجددا. فالقليلون منهم فحسب هم من كان لديهم بعض الحظ، بينما لم يحظ معظمهم بشيء على الإطلاق، ولكن إليك ما يلي: لم ينتظر أي منهم إلى أن يصير لديه كل شيء أو إلى أن يحين الوقت المناسب.
إنهم ببساطة استخدموا ما لديهم في تحقيق أقصى استفادة ممكنة، وكانت النتيجة أن صار لديهم أفضل الأشياء. يكمن سر نجاحهم في طريقة تفكيرهم وثقتهم بأنفسهم، لا في المال أو الظروف؛ فقد وضعوا ما يريدون نصب أعينهم، واتبعوا المذكور في وصفة النجاح، وبكل بساطة لم يستسلموا.
هناك سوء فهم شائع وهو الحاجة إلى أن تكون لدينا خطة كاملة قبل اتخاذ أي خطوة، ولكن تجربتي علمتني أن كل ما علينا القيام به هو اتخاذ خطوة واحدة إلى الأمام، واحدة فقط.
عندما أذكر ذلك في ندواتي الخاصة بالتنمية الذاتية، فإنني دائما ما أشبه تلك الرحلة بصعود سلم حلزوني، حيث لن يتكشف لك ما ينتظرك إلا مع استمرارك في المسير. أهي صورة نمطية؟ ربما، ولكنها صحيحة، فأنت لن ترى الخطوات العشر القادمة بشكل مسبق، بل سيقتصر الأمر دائما على رؤية خطوة واحدة في كل مرة، لذلك يحسن بك اتخاذها بصرف النظر عن مدى البساطة التي قد تكون عليها. إنني أعتقد حقا أن هذا هو ما يعوق الناس عن اتخاذ قفزات كبيرة في عالم ريادة الأعمال. فطبيعتك البشرية تجعلك ترغب في التحلي بالسيطرة الكاملة وحماية نفسك من المخاطر القادمة، لذلك وبطبيعة الحال يشعر بعض الناس بعدم الارتياح من عدم قدرتهم إلا على رؤية خطوة واحدة مقبلة في أي وقت؛ ولكن لا تدع هذا الانزعاج يردعك.
في عام ٢٠١٤، كنت أدير صالة ألعاب رياضية في غرب أيرلندا، وعلى الرغم من أنها كانت تعتبر مجرد مشروع صغير في مجال اللياقة البدنية، فلقد استطعت أنا وعدد آخر من المدربين جلب أكبر فريق في العالم إلى سباق للمغامرين في دبلن وجمع تبرعات بقيمة ١٦٥ ألف يورو إثر ذلك. بدأ كل شيء كفكرة، فكرة مجنونة في الواقع، طرأت لي وطرحتها دون أن أعلم كيف سنتمكن من تنفيذها. إنما عقدنا العزم وأعلنا عن هذه الفكرة، وبعد أن اتخذنا تلك الخطوة الأولى، بدأت الأمور تتتابع وتتشكل. إذا كنا قد تركنا أنفسنا فريسة للقلق بشأن النتيجة النهائية قبل أن نبدأ، لم يكن الأمر ليحدث.
لو كنا قد تركنا أنفسنا نرتدع بسبب الانزعاج الطبيعي الذي يصاحب الشروع في تنفيذ مثل هذه الفكرة الطموحة، كنا سنزال حتى اليوم جالسين نحاول وضع خطط بحيث تغطي كل ما يمكن تصوره وكل خطب كان يمكن أن يحدث؛ ولكننا عوضاً عن ذلك حددنا هدفنا، ووضعناه نصب أعيننا، واتخذنا الخطوة الأولى، وبدأنا.
وبالمثل فإنني في رحلة قمت بها مؤخرا إلى نيبال التقيت رجلاً يريد بناء مستشفى للأطفال المصابين بالسرطان؛ حيث كان ابنه قد انتصر على هذا المرض، ولكن للحصول على ما يلزم من علاج، كان عليهما السفر ذهابا وإيابا إلى الهند- وقد أراد الرجل بناء مستشفى في نيبال حتى لا يضطر الآخرون إلى السفر مثله، ولكنه كان متخوفا تماما، فلقد كان يتطلع بخوف إلى النطاق الهائل للمشروع بدلاً من اتخاذ الخطوة الأولى، ما أربكه وجعله غير متأكد من أين يبدأ. وقد أخبرته بأن خطوته الأولى تتمثل في الاتصال بالمستشفى في الهند والتحدث إلى طبيب أو مستشار هناك حول خططه، ومن شأن ذلك أن يؤدي به إلى الخطوة التالية. ولا أشك للحظة في أنه سيحقق هدفه في النهاية، ولكن كل شيء يجب أن يبدأ بتلك الخطوة الأولى، وإلا فإنه لن يحدث شيء على الإطلاق.
إنني أؤمن تماما بالشعار الذي وضعته في المقدمة: عندما تبدأ في ترك العنان لأحلامك الخلاقة والتصرف بناء عليها، سوف تكتشف منظورا جديدا كليا حول مدى الروعة التي يمكن أن يصبح عليها الأمر- بعض الناس لا يصلون حتى لمرحلة الأحلام الطموحة، ومن يصل إليها لا يتخذ الخطوات اللازمة لتنفيذها، ثم هناك الذين أقنعوا أنفسهم بأنهم لا يستطيعون المضي قدما بسبب الظروف. إذا كنت ضمن هذه الفئة، فإليك ما تحتاج إلى معرفته. لا يهم شعورك بأنك أقل الناس حظاً الآن، فبإمكانك دوما تغيير مسار حياتك إذا كنت على استعداد للسير على خطى أولئك الذين فعلوا ذلك من قبلك.
في مرحلة ما، يتعرض الأشخاص الفاعلون والمنجزون في جميع المجالات إلى المحنة الكبرى - وهو أدنى وضع يمكن الوصول إليه - واستخدامها كوقود لتغيير حياتهم تغييرا جذريا - لا أحد ينجح دون الوصول إلى القاع، وأؤكد للجميع أن معظم من يتصدر قائمة الأغنياء على صفحات جريدة صنداي تايمز وصلوا إلى الحضيض مرة واحدة على الأقل؛ ولكن الشيء الوحيد الذي ميزهم عن الأغلبية كانت ردود أفعالهم على ذلك الوضع. لا يمكنك استبعاد تأثير هذا العامل على نجاحهم لاحقا.
ومحنتي الكبرى - تلك التي أدت في وقت لاحق إلى إنشاء شركتي الخاصة للياقة البدنية - وقعت عشية رأس السنة من عام ٢٠١١، فبعد أن تم تسريحي من الصالة الرياضية غير الاحترافية التي كنت أعمل بها، عملت مدربا شخصيا أقدم جلسات تدريبية لكل فرد على حدة، ولكنني كنت أكافح حقا لتأمين نفقاتي. كنت أقترض المال لدفع الإيجار، بل وعملت بوظيفة ثانية في محل ملابس محاولاً إنقاذ وضعي المادي. وفي الوقت نفسه, كنت أصور نفسي على وسائل التواصل الاجتماعي بصورة لا تعكس وضعي الحقيقي بأية حال من الأحوال. لقد حالت كبريائي وعنادي بيني وبين الاعتراف بأن أموري لم تكن على ما يرام.
ومع ذلك كان علي في نهاية المطاف أن أعترف بالهزيمة وأعود إلى منزلي- كنت مفلسا تماما حتى إنني اضطررت إلى اقتراض أجرة الحافلة من والدي ما آلمني أكثر من أي شيء آخر هو حقيقة إنني لم يمكنني حتى شراء هدية لأمي في يوم ميلادها. وعوضا عن ذلك فإن كل ما أمكنني القيام به هو منحها بطاقة تهنئة مع وعد بأنني سوف أصطحبها لتناول العشاء بمجرد تحسن أحوالي المادية. كان ذلك الوقت هو الذي وصلت فيه إلى الحضيض.
في الأشهر التي أعقبت ذلك، تسبب إحساسي بانعدام القيمة في أن أغرق في الاكتئاب، فلقد كنت أراهن على نجاحي في دبلن، وعندما لم يحدث ذلك، لم أكن أعلم إطلاقا ما ينبغي القيام به بعد ذلك. شعرت بأنني عدت إلى نقطة الصفر. التحقت بوظيفة بدوام جزئي في مطعم فات فريديز للبيتزا في مدينة جالواي، وفي أيام عطلتي، كنت أسير على شاطئ سيلفر ستراند صعودا وهبوطا لساعات طويلة مستمرة، محاولاً التوصل إلى فكرة أو إلهام لمشروع مختلف غير مسبوق. في ذلك الوقت، كنت في مرحلة اللوم، حيث كنت ألوم كل شيء وكل شخص غيري. كنت ألوم الأجور الزهيدة التي تقدمها الصالات الرياضية غير الاحترافية، والأثر الذي خلفه الركود، وكل الأمور التي تقع بين هذا وذاك.
خلال إحدى جولاتي على الشاطئ، في مارس من عام ٢٠١٢، خطر لي أن هناك العديد من المدربين ممن يكسبون رزقاً وفيراً من مجال اللياقة البدنية على الرغم من الركود والأجور التي تقدمها سلاسل شركات اللياقة البدنية.
نعم, كانت البلاد في حالة ركود في ذلك الوقت والجميع كانوا في ضائقة مالية بكل تأكيد، ولكنني توصلت إلى أنه إذا كان هناك آخرون يتكسبون من قطاع اللياقة البدنية فهناك بالتالي طريقة للنجاح. بعدما أدركت ذلك، قررت الاتصال ببعض المدربين الشخصيين في المملكة المتحدة. كان هؤلاء الرجال هم الذين أتابعهم على وسائل التواصل الاجتماعي والذين بدا أنهم ناجحون حقا في مجال الأعمال التجارية، لذلك سألتهم إذا كان بإمكانهم منحي بعض النصائح حول الكيفية التي يمكن أن أبدأ من خلالها. كان من الجلي أن طريقتي لا تصلح، لذا كان من المنطقي التحدث إلى من تبدو أمورهم في أفضل حال.
تلقيت ردا من مدرب في كارديف يدعى مارك تريجيلجاس وكان في ذلك الوقت يتمتع بنجاحه الساحق في معسكر اللياقة البدنية الذي أنشأه، وقد أعطاني رده التشجيع الذي كنت بحاجة إليه للبدء من جديد، حيث منحني بعض النصائح لمساعدتي على البدء في طريقي. وقد فهمت وتقبلت كل ما قاله لي، ومن ثم جلست لوضع خطة. لقد ظللت أقول لنفسي لفترة طويلة إنني سوف أبدأ في تأسيس صفوف للياقة البدنية على شاطئ بارنا ولكن فقط عندما يسجل ٠ ٢ شخصاً على الأقل في صفوفي. في نهاية المطاف قررت أن قوم بتعيين موعد وحسب، وبصرف النظر عما إذا كان من سجل شخصين أو ٠ ٠ ٢ شخص، فإنني سأدربهم على أفضل وجه ممكن. بمجرد تحديد الموعد، كان على الإعلان عن مشروعي، وبما أنه لم تكن لد ميزانية - كنت مفلسا تماما - كان الإعلان عنه في الصحف أو الإذاعة أمرا غير وارد، وهكذا وجدت أن ثاني أفضل خيار هو طباعة النشرات وتوزيعها. هبت إلى مدينة جالواي وطلبت طباعة ٥٠٠٠ نشرة إعلانية، ولقد كانت النشرات لا تزال ساخنة وخارجة للتو من المطبعة عندما رحت أوزعها في جميع أنحاء المدينة، وقد تركتها في كل مكان اعتقدت أن الجمهور المستهدف سيراها فيه.
ظهر خمسة أشخاص في أولى جلساتي في ذلك اليوم من مايو عام ٢٠١٢، وكان هذا يستدعي أن يتخلى معظم المدربين عن الأمر برمته، ولكن بالنسبة إلى كان هذا الحضور القليل بمثابة نقطة الانطلاق. وبحلول الشهر التالي، صرت أدرب ٠ ٢ شخصا، وفي الشهر الثالث، وصلوا إلى ١٠٠ شخص. شعرت بالتجدد التام؛ فقد عاد لي طموحي وعزمي مجددا وبكامل قوتهما . لقد أدركت متأخرا أن محنتي الكبرى هي التي جعلتني مدربا أفضل بكل صراحة، فبعد أن واجهت مثل هذا الوقت الصعب على المستوى الشخصيأدركت أن كل شخص يخوض معركته الخاصة. جعلني ذلك أكثر تصميماً على جعل صف اللياقة البدنية الذي أقدمه مكانا يتيح للناس الهروب من ضغوطهم اليومية ونسيان ما يزعجهم. كانت استراتيجيتي بسيطة عموما، أن أحاول أن أجعل صفي أفضل جزء في يومهم- كنت أيام العمل الاولى شديدة الصعوبة، فلم تكن لدى سيارة لذا فإنني بدلاً من ذلك كنت أركب الدراجة لمدة .٣ دقيقة من مكان عملي في المدينة إلى شاطئ بارنا حيث أدير صفي، وفي الايام المشرقة، كان ركوب الدراجة عبر الطريق الساحلي إلى بارنا بمثابة نزهة شاعرية، ولكن عند هطول الأمطار، فإنها قد تعد أسرع طريقة للإصابة بالتهاب رئوي! أحيانا كنت أقوم بهذه الرحلة ثلاث مرات أو أربعاً في اليوم. في وقت لاحق، ومع ازدياد الطلب على التسجيل في الصفوف، كان الأمر ينتهي بي إلى ركوب الدراجة عبر أنحاء المدينة إلى أربعة مواقع مختلفة كانت صفوفي تعقد فيها. نعم، كان ذلك صعدا، ولكن الأمر لم يكن يتعلق بالراحة أو الظروف المناسبة، بل كان يتعلق بالنجاح والتقدم، وكنت على استعداد للقيام بكل ما يمكن لجعل عملي أفضل في كل يوم حتى ولو بنسبة ١% فقط. عندما لم أكن أقدم صفوفي، كنت أكتب مقالات، وأسجل تدوينات صوتية، وأحاول زيادة صفحات وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بي.هذا لم يحدث إلا بعد أن أدركت أن الطريق إلى النجاح في مجال الأعمال التجارية هو إضفاء قيمة على ما كنت أقدمه، وهو أمر سأتحدث عنه تفصيلاً في هذا الكتاب، فهذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكن لأي شخص أن يحقق بها نجاحاً ساحقاً في مجال الأعمال التجارية. ومع ذلك، وخلال الأيام الأولى، كنت أفعل العكس. كنت أحاول كسب المال قبل أن أضفي القيمة. كنت أطلب من الناس شراء منتجاتي ودفع ثمن خدماتي قبل أن أثبت قيمتها. كنت أتبنى التوجه الذي يقول إنه ما لم يدفع الشخص لي فإنني لن أمنحه ما لدى من معلومات أو مهارات؛ ولكنني أرى الآن أن العكس كان هو المفترض، فلقد كان علي تقديم محتوى ذي جودة عالية مجانا كي أظهر للناس ما كنت قادرا عليه- وقد كنت أعيد ذكر قصتي مراراً وتكراراً حتى إن أصدقائي وعائلتي ربما كان بإمكانهم حكيها كلمة بكلمة عن ظهر قلب، ولكنني لا أخبرها من أجلي أنا؛ فالأمر لم يعد يتعلق بي بعد الآن. لقد عشت بالفعل هذا الجزء من حياتي، وما آمله هو أن تساعد هذه القصة على إلهام الآخرين.
الشيء الذي تحتاج إلى معرفته عني هو أنني تربيت على قراءة كتب التنمية البشرية، فلقد كانت مكتبة أبي ممتلئة بكتب زعماء التنمية البشرية العظام ورواد علم النفس الشعبي. كان كتاب نابليون هيل فكر تصبح غنيا من أوائل الكتب التي قرأتها، وتلا ذلك كتاب ديل كارنيجي كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس . وكان لهذين الكتابين تأثير عميق على. وقد اعتدت الثرثرة عنهما في المدرسة حتى إن أحد أصدقائي قال لي ذات يوم: حسنا إذا كانت هذه الكتب على هذا القدر من الروعة، فلم تقرأ الكثير منها؟ ألا يجب أن تكتفي بواحد لتكون قادراً على الوصول إلى النتائج المرجوة بناء على ذلك؟.
لقد كان على حق، والسبب في أنني لم أصل إلى نتيجة هو أنني كنت أقرأ ولكن لا أطبق ما أقرؤه. بعد أن وصلت إلى الحضيض عدت إلى مكتبة أبي
وبدأت القراءة مجددا، ولكنني هذه المرة بدأت في تطبيق ما كنت أقرؤه، وخلال الاثني عشر شهرا التي أعقبت أول صفوفي الخاصة باللياقة البدنية على الشاطئ، كنت قد افتتحت صالتي الخاصة باللياقة البدنية في بارنا ووقعت عقد كتابي الأول. صار العمل التليفزيوني متوافراً، وصار يتابعني على الإنترنت أكثر من ١٠٠٠٠٠ شخص. كان عملي مزدهراً ويزداد نجاحاً شيدا فشيئا. كنت مشغولاً دائما، فقد كان الطلب على ما أقدمه من خدمات هائلاً، وهذا هو السبب وراء صدمة الكثيرين الشديدة عندما اتخذت قراري في عام ٢٠١٥ ببيع صالة الألعاب الرياضية التي كنت أمتلكها. لا تفهمني خطأ، فأنا ما زلت في مجال اللياقة البدنية، ولكنني لم أعد أدير صالة الألعاب الرياضية، وسوف أفسر في الفصل التالي ما أثر على قراري بالبيع، ولكن أستطيع أن أقول " وأنا أؤمن بذلك تماما " إن ذلك كان أفضل قرار اتخذته في حياتي. بعد عملية البيع، بدأت في تنفين بعض الطقوس - المبينة كلها في هذا الكتاب - والتي حسنت حياتي وعملي كثيراً. وحتى هذا العام، فقد سافرت إلى أمريكا وأوروبا وإفريقيا ونيبال ودبي، وقد تحقق أحد أحلامي الكبرى كذلك عندما وقفت على منصة تيد لتقديم كلمة؛ ولكن دون شك، كانت أفضل لحظاتي في هذا العام - وبالتأكيد من أفضل اللحظات في حياتي - هي لقائي بواحد ممن أتخذهم قدوة ورمزاً وهو ريتشارد برانسون، وذلك في منزله في جزيرة نيكر.
كنت أحد أفراد المجموعة المكونة من 25شخصاً من مجموعة العقول المبدعة، والذين أتيحت لهم فرصة مذهلة للسفر إلى جزيرة نيكر وقضاء بعض الوقت مع برانسون ، فحتى وصف تفوق الخيال لا يقترب من التعبير عما اعتراني وقتها.
ومن الطريف أنه في عطلة نهاية الأسبوع قبل الرحلة، شاهدت برانسون في مقابلة له في برنامج The Late Late Show .ولا بد من أن أقول إن برانسون كان كما كنت أتوقع تماما؛ فالرجل الذي تراه على الشاشة هو الرجل نفسه الذي تقابله شخصياً، فهو لا يتظاهر مطلقا . إنه شخص على طبيعته ولا يخجل من إعلان ذلك. في اليوم الذي التقينا به، كان يبدو معتل المزاج قليلاً، وأوضح في وقت لاحق أن شركته التجارية العزيزة، فيرجين إيرلاينز، قد بيعت ضد رغبته بحوالي مليار دولار في اليوم السابق لوصولنا.
لم يكن برانسون يملك سوى ٠ ٢% من الشركة، ولذا لم يكن هناك ما يمكن القيام به لوقف عملية البيع. حتى إنه قال خلال حديثه معنا إنه أسوأ شيك بقيمة مليار دولار كان قد تلقاه في حياته.
خلال المناقشة، رد على وابل من الأسئلة عن طيب خاطر، وتحدث كثيرا أيضا عن طموحاته للسفر إلى الفضاء، وقد كان الشيء العظيم الذي عدت به من جزيرة نيكر هو النطاق الهائل للاحتمالات المتاح لنا جميعا؛ فعند الذهاب إلى بيئة ملهمة مثل جزيرة نيكر ، وخاصة بصحبة أفراد مستوى طموحهم بالغ الارتفاع، فإنك تخوض لأول مرة ميدانا جديداً من التفكير. إنه يوسع منظور الفرد حول ما هو ممكن في الحياة ويحفزه حقا على تحقيقه.
أنا أحب هذا الاقتباس: أصحاب العقول الكبيرة يتناقشون حول الأفكار وأصحاب العقول المتوسطة يتناقشون حول الأحداث وأصحاب العقول الصغيرة يتناقشون حول الأشخاص. وقد قضينا رحلتنا بأكملها في مناقشة الأفكار، فلقد كان هناك ه ٢ شخصا في تلك الرحلة وكان كل واحد منهم يحقق نجاحا مذهلا في حياته. كانوا جميعا يعملون لتحقيق أهدافهم. إن الناس الذين تحيط نفسك بهم يكون لهم تأثير حقا على الكيفية التي تفكر بها، ورغم أنني كنت دائما أصدق هذه الحقيقة، فإن هذه الرحلة قد رسختها في عقلي بنسبة ١٠٠% إن مجرد كونك في معية شخص مثل ريتشارد برانسون - ممن يطلق لجماح أفكاره العنان - يغيرك ويترك لديك شعوراً بأنك ممتلئ بالحماس وأن أفكارك تتدفق بلا توقف. لقد تعلمت الكثير من الوقت القصير الذي قضيته على جزيرة نيكر، ولكن هناك شيئا واحدا هو الأكثر تميزا: بصرف النظر عن الظروف الحالية، فإن إطلاق العنان للتفكير له مردوده.
دروس مقدمة من ملياردير عن الأعمال والحياة “ عندما يتعلق الأمر بالتواصل أو تطوير فريقك، انس أمر الاجتماعات الصارمة. فكر في طرق يمكنك من خلالها جعل الأمور أكثر مرحا، فعندما كنا في الجزيرة، عقد برانسون حفلاً تنكريا من أجل المجموعة ووصل هو نفسه متنكرا في زي مبهرج مثل الجميع. إنه يصر على إدخال المرح في كل ما يفعله، ما أسهم في نجاح أعماله بلا شك.
- لاحقا في الكتاب سأتحدث عن ذلك بتوسع عندما يحين وقت الحديث عن فوائد مجموعات العقول المبدعة، ولكن إذا كنت تريد النجاح، فإن أفضل طريقة للقيام بذلك هي أن تحيط نفسك بأشخاص آخرين يكونون شغوفين بالنجاح مثلك وبالقدر نفسه.
- الاحتمالات حقا لا نهاية لها، فمن الأحلام الطموحة تأتي الأفكار الطموحة ومن الأفكار الطموحة يأتي المنظور الأكثر اتساعاً . لا تحتاج إلا إلى التفكير الطموح !
- هناك وجود للأشخاص اللطفاء في مجال الأعمال التجارية، وليس عليك أن تكون بغيضاً كي تصل إلى القمة. و ريتشارد برانسون مثال حي على هذا. لا تخلط بين المخاطرة والتهور، فإن المخاطرة واتباع الحدس أمر له مردوده، ولكن المخاطرة في الأعمال التجارية يجب أن تؤخذ في الحسبان ويجب أن يتروى المرء قبل اتخاذها ٠