متى تم اكتشاف أول متحجر ديناصوري؟
سنة الاكتشاف : 1824م
ما هو هذا الاكتشاف ؟
- أول إثبات بأن الديناصورات العملاقة قد سارت يومًا ما على الأرض
من هو مكتشف الديناصورات؟
- جيديون مانتيل Gideon Mantell و وليام بوكلاند William Buckland
لماذا يعد اكتشاف وجود الديناصورات ضمن المائة العظمى للإكتشافات في العالم؟
افترض معظم الناس و العلماء بأن العالم بخليطه الهائل من النباتات والحيوانات كان على نفس الشاكلة التي يرونها على أيامهم، ولكن اكتشاف متحجر ديناصوري قوض هذه الفكرة من الأساس. فقد مثل هذا الاكتشاف أول برهان على وجود مجاميع مختلفة تماماً من الحيوانات القديمة - والمنقرضة الآن - جالت الأرض يوماً ما، وكان أول برهان كذلك على وجود وحوش عملاقة (ديناصورات) في القرون الغابرة من عمر کوکبنا الأم.
كان هذا الاكتشاف بمثابة قفزة هائلة للأمام تشهدها علوم الآثار والإحاثة الباليونتولوجيª- سواء في نطاقها المعرفي أو الميداني. أثبتت الديناصورات نفسها كأكثر شواهد الماضي دراماتيكية وكالمصدر الأشد جذباً لاهتمام الشخص العادي نحو حقيقة التطور البيولوجي وتعريفه بها.
كيف تم اكتشاف وجود الديناصورات في التاريخ؟
لطالما عثر الناس على عظام متحجرة، لكن دون أن يصيب أحدهم في اعتبارها أنواعاً حياتية منقرضة. في عام 1677م، عثر الإنجليزي روبرت بلوت Robert Plot على ما عُد بعد 220 عاماً نهاية عظم الفخذ لدينا صور عملاق ثنائي الأطراف من أكلة اللحوم. بينما حظي بلوت بشهرة واسعة في حياته عندما أُدعي بأنها خصية متحجرة لمارد عملاق، مبرهناً صحة القصص القائلة بوجود المردة والعمالقة يوماً ما.
كان واضحا رضوخ العلم تحت وطأة عصور مظلمة لحين عام 1824م الذي شهد كتابة رجلين إنجليزيين، كلاً على حدة، مقالات عن اكتشافهما للديناصورات، فنالا سوياً هذا الشرف عن جدارة واستحقاق.
في عام 1809م (50 عاما قبل اكتشاف داروین لمفهوم التطور) عاش الطبيب الريفي الإنجليزي جيديون مانتل Gideon Mantell في ليويس بمقاطعة سوسيكس الإنجليزية. خلال زياته لأحد مرضاه يوماً ما، قامت زوجته ماري آن Marry Ann بجولة قصيرة ثم جاءت له بعدد من الأسنان الغريبة عثرت عليها أثناء جولتها تلك. كان واضحاً أن هذه الأسنان الكبيرة تعود لأكلة الأعشاب ولكنها من الكبر ما يعارض مناسبتها لأي حيوان معروف. كان مانتيل يهوى جمع الآثار المتحجرة للحيوانات القديمة لسنوات طويلة ولكنه لم یعهد أسناناً كهذه قط. فرجع إلى موقع الحدث من جديد وأدرك بأن طبقات الصخور تعود إلى العصر الميزوزوي. فالأسنان قديمة قدم ملايين عدة من السنين إذن!
لم تكن هذه العظام أولي العظام الكبيرة التي يعثر عليها مانتيل، ولكنها كانت الأغرب بالتأكيد. فأخذها إلى العالم الطبيعي الفرنسي الشهير شارلز كوفييه Charles Cuvier الذي أعتقد بأنها تعود لحيوان اعتيادي شبيه بوحيد القرن. ففقد مانتيل اهتمامه بهذه الأسنان بعد ذلك.
تصادف أن رأي مانتيل عام 1822م أسنان حيوان ايغواناª وتذكر لفوره بأن هذه الأسنان هي النسخة المصغرة طبق الأصل لتلك التي عثر عليها قبل ثلاثة عشر عاماً. إضافة إلى العظام الأخرى التي عثر عليها في ذلك الموقع، دعا مانتيل باكتشافه لحيوان زاحف قديم عملاق أسماه iguanodon «الإغواندون» (إشارة إلى تشابه أسنانه مع أسنان الايغوانا)، وسارع إلى نشر اکتشافه عام 1824م.
خلال الفترة ذاتها، كان وليام بوكلاند William Buckland، البروفيسور بجامعة أوكسفورد، منهمكا بجمع المتحجرات بمنطقة ستونسفيلد الإنجليزية. وخلال جولة له عام 1822م، اكتشف عظم فك وعدة عظام فخذ لمخلوق قديم عملاق (اتضح أنه ذاته الذي اكتشفه روبرت بلوت قبل 150 عاما ولكن دون التعرف عليه).
حدد بوكلاند من هذه العظام بأن هذا الوحش كان ثنائي الأطراف ومن أكلة اللحوم. ومن تركيب العظام أوضح بوكلاند انتمائه لعائلة الزواحف، فأسماه megalosaurus «ميغالوسوروس» (بمعنى السحلية العملاقة ونشر تقريراً عنه عام 1824م.
وهذين التقريرين المنشورين بدأ اكتشاف عصر الديناصورات.