مزايا وتحديات ريادة الأعمال
يبدو أنه من الرائع أن تكون رائد أعمال؛ فهناك أفلام سينمائية تتحدث عن رواد الأعمال الشباب وتصفهم بأنهم أبطال معاصرون. وإن كونك رائد أعمال يبدو أمرا حماسيا, ومن المغري أن تكون هناك إمكانية لتصبح شخصاً غنياً بشكل مبهر, ويبدو أنه من السهل أن تبتكر الشيء العظيم التالي. ولكن في جميع أمور الحياة, هناك مزايا وتحديات لريادة الأعمال, ومن الحكمة أن تفهم كليهما حين تفكر في أن تصبح رائد أعمال.
ملخص واقعي
مزايا ريادة الأعمال 
“ المزايا الشخصية
- المزايا المهنية
- المزايا المالية
المزايا
تندرج مزايا ريادة الأعمال تحت ثلاثة تصنيفات عامة: مزايا شخصية, ومزايا عملية, ومزايا مالية.
المزايا الشخصية
يركز العديد من الأشخاص على المكاسب المالية الناتجة عن كونك رائداً للأعمال, لكن أكثر المكاسب التي يحظى بها الأشخاص من مشروعاتهم الريادية هي مكاسب شخصية, ما يزيد من احتمالية تحقيقك لرضا أكبر في حياتك العملية مما تحققه بصفتك موظفا تعمل تحت إمرة شخص آخر.
والميزة الاولى, والتي تأتي قبل أي شيء, هي القدرة على القيام بالأمور التي  تهمك. فأنت تختار بالتأكيد أن تبدأ بمشروع في مجال يلفت انتباهك. وقد لا يكون هذا المجال «مغريا» للآخرين فربما تبتكر طريقة جديدة لتقليل حجم البيانات أو لمعالجة شبكات الهاتف المحمول أو حتى لتحسين جودة مواد التنظيف لكنه يهمك. ومن المفيد للغاية بشكل شخصي أن تتاح لك الفرصة للقيام بأمر أنت شفوف به بدلاً من قضاء معظم وقتك في العمل على أداء مهام لديك القليل من الاهتمام الحقيقي بها.
ثانياً, يمكنك أن تحقق أمراً ما من ابتكارك الشخصي. وكونك قادرا على ابتكار أمر ما من العدم يجلب لك شعورا هائلاً بالرضا. ويمكن أن يكون الآمر بسيطاً كابتكار مشروع لعربة طعام أو مخبز في ملتقى شارعين, أو حتى تكون مستشارا تعمل لحسابك الخاص, لكن الفكرة من ابتكار وظيفة وشركة بنفسك؛ هي فكرة مجزية ومعززة للغاية وتمنحك شعورا هائلاً بالفخر.
وأنت أيضاً تحظى باختيار شخصي أكثر لمكان ووقت وطريقة عملك, فالعديد من الأشخاص يريدون العيش في منطقة جغرافية بعينها لنقل, بالقرب من الجبال أو من المحيط أو ربما في مكان لا توجد فيه وفرة من الوظائف. فاختيار عملك الخاص يمكنك من أن تحظى بالمزيد من الخيارات المتعلقة بالمكان. وتمتعك بالاستقلالية والمرونة في تخصيص الوقت للعائلة أو الهوايات  أو أنشطة أخرى يعد عنصرا جذابا آخر للحياة الريادية. والأمر الأكثر أهمية هو أنك رئيس نفسك. وفكرة عدم وجود رئيس لك تعد فكرة جذابة للغاية للعديد من الأشخاص. فلا يوجد شخص تستجيب له, ولا يوجد شخص يحكم عليك, ولا يوجد شخص يطردك أو ينقلك. وإذا كان لديك رؤساء سيئون, فعدم وجود رؤساء يمكن أن يكون عامل جذب هائلاً لك.
ستجني أيضا فوائد عملية كثيرة من مساعيك الريادية. ففي البداية, يمكنك أن تتقدم بسرعة أكبر من مجرد تواجدك في بيئة مكتبية تقليدية. ولن يمكنك التراجع بسبب افتقارك للخبرة أو للأقدمية أو بفعل السياسات المكتبية. ولن تكون مقيدا برأي رئيسك فيك, وستنجح أو تفشل وفقا لمعاييرك الخاصة. وستكون قادراً أيضا على تعزيز إبداعك وبراعتك بشكل كامل. وبدلاً من مجرد تنفيذك لأفكار الآخرين أو تطبيق رؤاهم, ستجني الفوائد العملية لأية أفكار حماسية أو «اكتشافات» ترد إلى ذهنك. ويمكنك أن تسعي بشدة نحو أفكار حماسية للمنتجات والخدمات. وحين تطرأ عليك فكرة جيدة, يمكنك التصرف على أساسها بدلا من انتظار قرار لجنة ما أو مواجهة معارضة إدارية.
وسيتسنى لك اختيار الأشخاص الذين تعمل معهم. وحين تكون شخصا مسئولا يمكنك أن تعين فريقا يعمل أفراده معاً بشكل جيد, ومزودا بأشخاص تحترمهم وتحبهم. ولن تكون عالقا مع موظفين آخرين يعينهم أحد الرؤساء. وحدودك الوحيدة فيما يخص الأشخاص الذين تعينهم هي احتياجات شركتك, ونقودك, والقوة العاملة المتاحة, وقوانين العمل. وأخيرا, ستزدهر بسبب حماستك المطلقة. ويواجه رواد الأعمال التحديات والمفاجآت كل يوم, وبسبب هذا يتطورون وينمون - مهنيا - بمعدل أسرع بكثير من نظرائهم في المواقف الوظيفية التقليدية. ولأنك الرئيس, يمكنك أن تستثمر الأموال في الدورات التعليمية والتدريبية وقتما تريد أو تحتاج إلى ذلك.
المزايا المالية
يمكن للمزايا المالية لإدارة شركتك الخاصة أن تكون جوهرية. فقد أظهر  البحث الذي أجراه كل من توماس ستانلي وويليام دانكو في كتابهما The Millionaire Next Door أن احتمالية أن يصبح رجال الأعمال الذين يعملون لحسابهم الخاص من أصحاب الملايين أكبر بمعدل أربعة أضعاف ض الأشخاص التقليديين الذين يعملون تحت إمرة أصحاب الأعمال. واحتمالية فوزك غير محدودة نظريا: فيمكنك أن تذهب إلى أقصى مكان تستطيع أن تأخذك إليه فكرتك العملية. ويمكنك أن تأخذ قدر ما يمكنك, سواء أكان قليلاً أو كثيرا, من عملك. وأنت غير مقيد بالتقلبات الاقتصادية والأهواء
الخاصة بالموظف التقليدي. فأنت تصنع وتجني المكافآت المالية من عملك الشخصي الجاد. التحديات
ستواجه وستتغلب حتما على العديد من التحديات في طريقك في الرحلة الريادية, ومن بين تحديات أخرى, ستحتاج إلى أن تجد طرقا للتعامل مع الوقائع التالية:
مواجه المخاطر 
هناك احتمالية- كبيرة للغاية- لأن يفشل أي مشروع أو مؤسسة تبدأ في إنشائها. وتقارير النسب المئوية للإخفاقات الريادية غالبا ما تكون مبالغا فيها, لكن مع ذلك هناك احتمالية كبيرة لأن ينتهي بك الأمر بالاضطرار (أو باختيار) إلى إنهاء المشروع. ومع الفشل تأتي الخسارة — خسارة الكرامة,  وخسارة الوقت, وخسارة الأموال. ويضع الضغط الناجم عن التعامل مع المشروعات الخاسرة قيودا هائلة على العلاقات الشخصية والمهنية. وقد لا تفهم عائلتك الضغط الذي تمر به, وقد يكون لديك أصدقاء وعائلة استثمرت أموالها وآمالها فيك, وقد لا يكونون متفاهمين أو صبورين كما تتمنى؛ ولذلك وقد تشعر بالذنب والعار بسبب تخييب آمالهم “ فالفشل غير سهل على الإطلاق.
وحتى حينما لا تفشل, يكون لديك شعور أكبر بالمخاطرة في مشروعك الريادي عن كونك موظفا تعمل تحت إمرة شخص أخر. فبالطبع, قد يتم تسريحك من العمل, لكن بشكل عام, لا يوجد فهم يومي لحقيقة المخاطر كما يحدث حين تمتلك مشروعا ما . وحين تكون الشخص الوحيد المسئول, خاصة حين يكون هناك أشخاص أخرون يعتمدون عليك من أجل معيشتهم, فهذا قد  يضعك تحت ضغط هائل.
التعامل مع عدم الاستقرار المالي حين تملك شركة , فتوقع أن يمر دخلك المالي بتقلبات كبيرة. فأصحاب الشركات يمرون بتقلبات اقتصادية, مع وجود ارتفاعات وانخفاضات كبيرة في الدخل المالي؛ وهذا أمر مختلف تماماً عن الراحة التي تشعر بها حين يكون لديك مرتب ثابت. فما تبيعه إلى العملاء أو تحاسبهم عليه هو كل ما ستحصل عليه من أموال, وستمر حتما بفترات شدة أو بأوقات تتوسع فيها مواردك. وقد تحتاج إلى النظر إلى ما هو أبعد من طرقك الخاصة المتعلقة بالمال لكي تنمي شركتك أو حتى تجعل جميع الخيارات أمامك مفتوحة حين تتعقد الأمور.
وفضلاً عن ذلك, حين يكون لديك موظفون, يجب أن تكون آخر من يقبض راتبه. وقانوناً, لابد أن تدفع للموظفين ما تدين لهم به وأخلاقياً, سوف تحرص على دفع رواتب موظفيك في الوقت المحدد؛ وهذا يعني أنه حين تكون الخزائن فارغة, ستكون الشخص المسئول عن تدبر الأمور آنذاك, وستكون الشخص الذي يعود إلى منزله دون تلقي راتبه, والذي يتخلى عن دخله المالي-  وأنت لا تحصل على فوائد. أتريد إجازة؟ يمكنك أن تحصل عيها بالتأكيد في أي وقت تريده, لكنها لن تكون «إجازة مدفوعة الأجر « . فحين تبتعد, تخسر أي دخل تكون قد جنيته. أتحتاج إلى تأمين طبي؟ حين تبدأ في مشروعك
الخاص, يكون لديك القرارات ذاتها التي تتخذها أكبر الشركات التجارية شهرة: ما نوع الامتيازات الصحية التي ستستطيع تحملها— لنفسك ولموظفيك؟ أي شركة تأمين ( أو شركات تأمين) ستقدم هذه الامتيازات؟ كيف ستمول هذه الامتيازات؟...