المحتويات

المشاعر المُفاجأة:

تظهر المشاعر وفق هواها، وليس حينما تريد أنت. وعندما تسعى وراء مصدر مشاعرك، فسوف ينمو وعيك الذاتي بشكل كبير. تعود على أن تقف لتسأل نفسك عن أسباب ظهور تلك المشاعر المفاجئة على السطح، وما الذي دفعك للقيام بشيء لم تعتد القيام به.

وللمشاعر غرض لا غنى عنه، فهي بمثابة مفاتيح فك طلاسم الأمور التي لن تفهمها على الإطلاق إن لم تقض الوقت في التفكير في أسبابها.

تتبع ردود أفعالك العاطفية:

يبدو الأمر في معظم الوقت بهذا القدر من السهولة، لكن عندما تترك لمقدراتك تصرفها كيف تشاء، تمر الأيام سريعاً ولا تتأمل إلا قليلاً في أسباب قيامك بما تفعله.

أما بالقليل من التدريب، فيمكنك أن تتبع ردود أفعالك العاطفية إلى أصولها، وتدرك الغرض من وراء مشاعرك. وأروع ما في الأمر فيما يخص هذه الاستراتيجية هو إمكانية اكتفائك بالانتباه إلى مشاعرك، وطرح أسئلة جيدة على نفسك حتى تتطور. هل تتذكر أول مرة قمت فيها بردة الفعل تلك ومع من؟

هل يمكن لأي شخص أن يثير ردة الفعل تلك في نفسك، أم أنها مقصورة على أشخاص معينين؟

وكلما ازدادت درايتك بأسباب قيامك بما تفعله من أمور، صرت أكثر استعداداً للسيطرة على مشاعرك حتى لا تظهر من تلقاء نفسها.

استرجع قيم حياتك الأساسية والتزم بها

تتحرك الحياة بسرعة من حولك، وتحوم المواقف المختلفة كالأطباق الدوارة فوق رأسك، حيث تضطر للتعامل مع مشروعات العمل والاجتماعات التي لا تنتهي، والفواتير، والمهام الخارجية، والبريد الإلكتروني، والمكالمات الهاتفية، ورسائل المحمول النصية، والمهمات الداخلية، والطعام، وقضاء وقت مع الأصدقاء والأسرة، وكذا قائمة لا تنتهي. ويتطلب الأمر قدراً كبيراً من الانتباه حتى لا تصطدم تلك الأفلاك ببعضها، وتتحطم.

إن الحفاظ على هذا التوازن يستنزف تركيزك على الأمور الخارجية بدلاً من أن تركز على الأمور الداخلية.

وبينما تسعى في الحياة وأنت تلقي نظرة خاطفة على قائمة "مهامك" اليومية، يصير من السهل فقدان البصيرة فيما يخصك من شئون قيمك ومعتقداتك الأساسية. وقبل أن تدرك ذلك، تجد نفسك تقوم بأشياء وتتلفظ بكلام لا تستسيغه في أعماقك ولا يدخل ضمن معتقداتك. فقد يقع ذلك عندما تجد نفسك تصرخ في وجه أحد زملائك وقد ارتكب خطأ ما، مع أنك في العادة لا تتقبل الأمور بمثل هذه العدائية.

وإذا كان صراخك في زملائك يخالف هواك ومعتقداتك التي تود أن تتبعها في حياتك، فإنك إن وجدت نفسك (أو وجدك الآخرون) تقوم بفعل ذلك، فمن المحتمل أن تشعر بالسخط وعدم الراحة.

وجوهر المسألة ها هنا هو أن تقضي الوقت في التواصل مع ذاتك وتدوين قيمك ومعتقداتك الأساسية. اطرح على نفسك هذا السؤال:

 ما القيم التي أود اتباعها طوال حياتي؟

أحضر ورقة، واقسمها إلى عمودين. خصص العمود الأيسر لكتابة معتقداتك وقيمك الأساسية أما العمود الأيمن فدون فيه كل ما قمت بفعله أو قوله مؤخراً، ولا تشعر بالفخر به.

هل يسير ما تدونه من قيم بمحاذاة ما تنتهجه من أساليب؟ إن لم يكن الوضع كذلك، ففكر في خيارات بديلة لما قلته وفعلته، على أن تصبح فخوراً بتلك الخيارات أو على الأقل تنعم بالراحة.

إن ممارسة هذا التمرين في موضع ما بين الأيام والشهور سوف يعد دفعة كبيرة تعزز من وعيك الذاتي. وسرعان ما ستجد نفسك تفكر في القائمة قبل أ تخطو نحو الفعل، مما يهيئ الأمر لتنتقي ما يمكنك أن تتبعه في حياتك.