اكتشاف اللقاحات الطبية - Vaccinations
تاريخ اكتشاف اللقاحات الطبيعة : عام 1798م
ما هو هذا الاكتشاف؟
- يمكن حماية الناس من المرض وذلك بحقنهم بجرعات خفيفة من ذات المرض الذي يحاولون تجنب الإصابة به.
من مكتشف التلقيح الطبي ضد الأمراض؟
- السيدة ماري و ورتلي مونتاغو Worley Montagu Lady Mary وإدوارد جينر Edward Jenner
لماذا يعد هذا الاكتشاف ضمن أعظم 100 اكتشاف تاريخياً؟
هل سبق وأصبت بالجدري؟ شلل الأطفال؟ التيفوئيد؟ ربما لا.
على أية حال، تعودت البشرية يوماً ما على الإصابة بهذه الأمراض المعدية بشكل وبائي كثيراً ما كان يوصف بالطاعون و الذي لم يكن بدوره بريئاً من الفتك بالمجتمعات البشرية على غرار سابقاته. ويعزى هذه الأوبئة قتل ما يقارب نصف سكان أوربا خلال القرنين الرابع عشر والخامس عشر الميلاديين.
كانت المحصلة السنوية لضحايا الجدري وحده 100000 قتيل ولقرن كامل من الزمان، تاركاً بصماته على ملايين أخرى من المشوهين، بينما فتك وباء الأنفلونزا عام 1918 ب25 مليون من البشر في كافة أصقاع المعمورة.
أما شلل الأطفال، فقتل الألوف في مطلع القرن العشرين وعوق ملايين آخرين.
اكتشاف بسيط واحد لم يحد من انتشار هذه الأوبئة الفتاكة فقط، بل أزالها تماماً عن الوجود. يتمثل هذا الاكتشاف بالتلقيحات، حيث أنقذت حياة الملايين ومحت كميات لا عد لها من المعاناة والألم في عالمنا. أطفال أمريكا اليوم يلقحون نظامياً ضد ما يقارب 15 مرضاً مختلفاً.
كيف جاء اكتشاف اللقاحات الطبية؟
انتقلت السيدة ماري وورتلي مونتاغو Lady Mary Wortley Montagu ذات الأربعة والعشرين ربيعاً والشاعرة الإنجليزية المعروفة، للعيش في تركيا عام 1712م وذلك برفقة زوجها لدى تعيينه سفيراً لبريطانيا هناك. لاحظت السيدة ماري أن سكان تركيا الأصليين لم يعانوا من الجدري، ذلك المرض المخيف الذي شوه من هيئتها وفتك بعشرات الألوف من بني جلدها كل عام.
ملاحظة أخرى جلبت انتباه حرم السفير المصون، ألا وهي ممارسة النساء الريفيات العجائز لعادة تسمى «التطعيم». ففي وقت سخر فيه من سبقها من البريطانيين من هذه العادة باعتبارها من المراسيم القبلية الساذجة، شككت السيدة ماري في كون هذا الحدث السنوي سبباً لمناعة أهل البلاد ضد مرض الجدري.
كان على العوائل الريفية القرار فيما لو أن أياً من أفرادها يجب أن يصاب بالجدري تلك السنة. فكانت تأتي امرأة عجوز تحمل معها قشرة جوز مليئة بالسائل الملوث بالمرض، فتفتح أحد أوردة المتطوع بإبرة مغمسة بالسائل وسط قليل ورقص العائلة.
أما الشخص المصاب فكان يلزم السرير ليومين أو ثلاثة معانياً من حمى خفيفة وطفح بسيط، ثم يستعيد كامل عافيته، بل ويتقي شر إصابة خطرة بالجدري في المستقبل. تساءلت ماري في إمكان وقاية الانجليز من الجدري بطريقة التطعيم هذه.
لدى عودتها إلى بلادها عام 1713م، ألقت السيدة ماري محاضرات عن الفوائد المحتملة للتطعيم. فنبذها قومها باعتبارها امرأة غير متمرسة و«سخيفة».
في أوائل عام 1714م، استمعت کارولين Caroline أميرة ويلز لإحدى خطب السيدة ماري، فقررت تجريبها على المدانين واليتامی.
جمعت السيدة ماري القيح المستنبط من حوصلات الجدري للمرضى المصابين وحقنت كميات قليلة من السائل القاتل في أجسام الأشخاص المجربين عليهم. فكانت نسبة الوفاة عند هؤلاء أقل من ثلث المجموع العام، بينما أصابت نسبة خمسة أضعاف منهم بحالات طفيفة عابرة دون تتكون عندهم بثور المرض.
لكن كانت هنالك مشكلة في التطعيم. إذ كان تلقيح فيروسات حية للجدري خطرة وبالتالي توفي بعض المرضى جراء عمليات التلقيح التي ابتغت حمايتهم بالأساس.
على صعيد آخر، لاحظ الجراح الإنجليزي الشاب إدوارد جينر Edward Jenner عام 1794م أن مربيات الأبقار من قريته لم يصبن بالجدري إطلاقاً، في حين أصبن جميعاً بجدري البقر الذي كان يقتصر على ظهور حوصلات صغيرة على اليدين. إفترض جينر أن جدري البقر من نفس عائلة جدري البشر وأن الإصابة بالأول تقي إصابة قاتلة بالثاني، على غرار عملية التطعيم.
جرب جينر نظريته على 20 طفلا بحقنهم بالسائل المستنبط من حوصلات جدري البقر عند إحدى مربيات الأبقار المصابات بقريته. فأصاب كل طفل بجدري البقر علی شکل حوصلات مؤلمة على اليدين والقدمين دامت بضعة أيام.
بعدها بشهرين، حقن جينر كل طفل سابق بسوائل تحتوي على إصابات حية من جدري البشر. فلو كانت نظرية جينر خاطئة، لمات العديد من الأطفال الآن. ولكن علی العكس تماماً، لم يبد أي منهم أية أعراض لمرض الجدري الخطير.
ابتكر جينرª" لفظة vaccination أي «التلقيح» لوصف هذه العملية في معرض إعلان نتائجه عام 1798م. فمقطع vacca مشتق من كلمة لاتينية بمعنى «البقرة»، أما vaccinia فتعني «جدري البقر»..
الهوامش المرجعية:
ª هنالك بعض الدعاوي تفيد بأن جينر لم يكن السباق إلى فكرة استعمال سوائل جدري البقر للوقاية من جدري البشر. على أية حال، خير ما يقال في هذا السياق هو ما قاله الطبيب الكندي وليام أوسلر الذي يعده الكثيرون أبا للطب الحديث) في معرض دفاعه عن جينر: "في العلم، لا يكرم أول من يفكر، بل أول من يقنع العالم". أتمنى أن لا يكون كلامه قد طال السيدة مونتاغو، فقد نفذت الفكرة بطريقة أخرى!
ªª يفتخر الأطباء اليوم كوهم قاب قوسين أو أدن من تحقيق إزالة كاملة لعدوین آخرين، هما:شلل الأطفال و مرض دودة غينيا (درانكلوسیس).