الطرق العلاجية غير الجراحية لسرطان البروستاتا
- العلاج الإشعاعی لسرطان البروستاتا:
لقد ذكرنا العلاج الإشعاعي من قبل بصورة مختصرة كعلاج لسرطان البروستاتا . والعلاج الإشعاعي ببساطة هو استخدام الإشعاع بتوجيهه نحو جزء معين من الجسم حيث تتواجد الخلايا السرطانية في محاولة للقضاء عليها .
وقد تطور العلاج الإشعاعي بصورة كبيرة منذ استخدامه لأول مرة في بداية العشرينات من القرن العشرين.
وعادة ما يستخدم العلاج الإشعاعی الآن إلى جانب أنواع أخرى من العلاج، والطريقة التقليدية لهذا العلاج تتمثل في استخدام إشعاع خارجی يوجه نحو البروستاتا من خارج الجسم . أحيانا يلمس هذا الإشعاع المستقيم والمثانة ، مما يؤدي إلى آثار جانبية مؤلمة . لذا فإن بعض طرق العلاج الإشعاعية من هذا النوع تتطلب من المريض الذهاب إلى عيادة الطبيب كل يوم لمدة سبعة أسابيع .
في السنوات القليلة الأخيرة ، حدث تطور جديد في العلاج الإشعاعي يتمثل في استخدام ما يسمى بـ "غرز البذور". في هذا الإجراء ، يتم غرز " بذور " صغيرة في حجم حبة الدواء مشبعة بالإشعاع داخل النسيج السرطانی مباشرة . ويمكن إجراء ذلك في أحد المستشفيات بنظام المريض الخارجي ، وغالبا ما يتطلب زيارة واحدة .
يستغرق هذا الإجراء حوالي ساعة ويتطلب تخدير موضعيا أو كلية. ويقوم طبيب المسالك البولية بعرض البروستاتا الخاصة بالمريض على شاشة تليفزيونية ، مستخدمة الموجات فوق الصوتية کمرشد ، وتحديد موقع الورم، ثم غرز بذور الإشعاع بدقة في جميع أنحاء البروستاتا للقضاء على الأورام السرطانية.
ويتم إدخال بذور الإشعاع المتناهية الصغر عبر الجلد مباشرة في البروستاتا ، ولا يتم إحداث أي شق أو جرح، ويشارك ضمن الفريق الجراحي لهذه العملية إخصائي في علاج الأورام بالإشعاع .
من مميزات تقنية الغرز عدم الإضرار بالنسيج السليم أو قلة الضرر الذي يلحق به ، وبما أن الإشعاع يؤثر فقط على الورم السرطانی فی البروستاتا ، فإن أية آثار جانبية تصيب المستقيم أو المثانة يتم القضاء عليها .
وتستمر هذه البذور الدقيقة في إطلاق الإشعاع داخل البروستاتا لمدة تتراوح بين سبعة عشر يوما وخمسة وثلاثين يوما ، وبعد انقضاء هذه الفترة تصبح مستهلكة و خاملة " . وفي أثناء فترة الإشعاع تلك، يتم تدمير الورم السرطانی، وتقليص حجمه، ويقوم الجسم بامتصاص وإزالة النسيج الميت تدريجياً.
وتؤتي بذور الإشعاع أقصى فاعلية عند استخدامها في مقاومة المراحل المبكرة لسرطان البروستاتا ( المرحلة أ ، ب).
وحيث إن السرطان في هذه الغدة ليس له أية علامات تحذيرية مبكرة، فلابد أن يحرص الرجال على إجراء فحص إصبعي أو اختبارات دم مرة واحدة كل عام .
وإذا كان للطبيب أية أسئلة، فلابد أن يستشير المريض إخصائية في المسالك البولية بشأن إجراء المزيد من الاختبارات والفحوص، مثل اختبار الموجات فوق الصوتية . فالكشف المبكر هو سبيل النجاة من سرطان البروستاتا .
يعد الإجهاد أحد الآثار الجانبية للإشعاع، سواء تم استخدام العلاج بالإشعاع داخلية أو خارجية ، ولكن حتى مع وجود هذه المشكلة ، يظل الكثير من الرجال قادرين على مباشرة وظائفهم والأعمال التي لا تتطلب جهدة بدنية ، ومن حين إلى آخر سوف يصاب المريض الذي يعالج بالإشعاع الخارجي بتفاعل جلدی حيثما يتم إمرار الإشعاع.
ويمكن الحد من هذه التفاعلات إذا تجنب المريض استخدام الأنواع القوية من الصابون، والمصابيح الحرارية، وزجاجات المياه الساخنة، وكذلك الكولونيا، أما إذا أصيب الجلد بتقشر، أو حكة ، أو احمرار ، فيمكن استخدام النشا في شكل مسحوق ؛ حيث ستؤدي إلى تهدئة المريض .
- العلاج الهرموني لسرطان البروستاتا:
يساعد الهرمون الذكرى، الذي يتم إنتاجه بشكل أساسي في الخصيتين، على نمو سرطان البروستاتا. وبواسطة إحدى جراحات الاستئصال الجذري، يتم استئصال كلتا الخصيتين لإزالة الهرمون الذكرى من جسم الرجل.
وإذا كان المريض لا يستطيع تحمل مثل هذه العمليات جسدية أو نفسيا ، يمكن الحصول على نفس النتيجة من خلال استخدام الهرمون الأنثوى الإستروجين . وعادة ما يأتي هذا الهرمون في شكل حبة صغيرة تسمى DES ، وتبلغ الجرعة اليومية منها ثلاثة ملليجرامات .
وكما هو الحال بالنسبة لاستئصال الخصيتين ، فإن حبة DES سوف تقلل الرغبة الجنسية لدى معظم الرجال وتمنعهم من الانتصاب. كما قد يتضخم ثدى الرجل ، كذلك قد يصبح نمو اللحية أكثر بطئة ، وتحدث بعض التغيرات البسيطة في الشكل الجسدي للرجل .
إن هذه التغيرات البسيطة قد تكون غير مزعجة كثيرة بالنسبة لكثير من الرجال إذا كان العلاج يساعد على السيطرة على نمو السرطان أو حتى إيقافه، ويمكنه أن يضمن لهم البقاء على قيد الحياة لمدة عام أو عامين آخرين.
- العلاج الكيميائي لسرطان البروستاتا :
يعتقد الناس أن العلاج الكيميائي هو العلاج الأوحد للسرطان، ولكن في الواقع إن أية مادة كيميائية تستخدم كعلاج تعتبر علاجا کيميائيا ، حتى ولو كانت قرصا من الأسبرين.
وبالنسبة للسرطان ، فإن العلاج الكيميائي يعد وسيلة لقتل الخلايا السرطانية ، ولكن لسوء الحظ ، فبينما يقوم بقتل الخلايا الضارة، فإنه أيضا يقتل ويؤذي الكثير من الخلايا النافعة السليمة.
وبينما يعد العلاج الكيميائي علاجا أساسية لبعض أنواع السرطان ، فإنه لا يتميز بنفس الفاعلية في علاج سرطان البروستاتا . غير أن هناك عقاقير و ترکیبات كيميائية دوائية جديدة يتم تطويرها طوال الوقت ، وقد تحدث بعض أنواع العلاج الكيميائی معجزات في المستقبل .
أما في الوقت الحالى ، فإن العلاج الكيميائی نادرا ما يستخدم لعلاج سرطان البروستاتا، ويعود ذلك إلى أن فوائده تعادل آثاره الجانبية. والتي تشمل: تساقط الشعر ، والإجهاد الزمن، والغثيان ، والشعور العام بالدوار والاكتئاب .
- العلاج المناعي لسرطان البروستاتا:
من خلال هذا العلاج، يسعى الطبيب لتدعيم وتعزيز خطوط الدفاع الطبيعية للمريض ضد جميع الأمراض، بما فيها السرطان. فالجهاز المناعي آلية معقدة، يكشف عنها العلم المزيد والمزيد طوال الوقت.
ويتم الجمع حاليا بين العلاج المناعي وبين بعض أنواع العلاج الكيميائي لعلاج المراحل الأكثر تقدما لبعض أنواع السرطان.
ومن العناصر الكيميائية التي تستخدم الآن الإنترفيرون، الذي يخرج إلى الضوء كل حين وآخر کتطور مهم في طرق علاج السرطان. ولكن هذا العنصر يتراجع ويتوارى عن الأنظار بعد ذلك، إلى أن يطفو على السطح مرة أخرى. ولكنه قد يتطور فيما بعد ليصبح محاربا قويا للسرطان.
- الطب الدجلی لعلاج سرطان البروستاتا
يسعى المرضى اليائسون كل بضع سنوات لتجربة كل شيء يقترحه أطباء المسالك البولية وإخصائيو علاج الأورام، ولكن لا شيء يوقف توغل السرطان. وفجأة يسمعون عن علاج جديد خارق للسرطان، فينطلقون إلى المكسيك أو إيطاليا أو أسبانيا للحصول على هذا العقار المذهل .
من هذه المواد الساخنة المحفورة في ذاكرة العصر الحديث عقار "لیتریل"، المصنوع من نوى ثمار المشمش. فقد كانت هناك دلائل بينة على مدار سنتين أو ثلاث سنوات على قدرته على علاج أو تخفيف حدة جميع أنواع السرطان.
ولم تتم الموافقة على بيع هذا المنتج في الولايات المتحدة مطلقا ، وأصبحت حركة تهريبه عبر الحدود المكسيكية واسعة النطاق.
وسرعان ما ظهرت عيادات في المدن الحدودية الواقعة على الجانب المكسیكی، حيث كان الرجال ممن كانت أخلاقياتهم ومؤهلاتهم موضع شك وشبهة يقومون بوصف وتوزيع عقار "ليتريل" لآلاف المرضى ممن جاءوا إلى هذه العيادات، لقد كانوا جميعا يأملون في أن يحقق لهم العقار الشفاء الذي يبغونه ، ولكنه لم يفعل.
وسرعان ما صرح المعهد القومي للسرطان بأن عقار لیتریل غیر ذی فائدة ، وأنه منتج محمل بمادة السيانيد السامة ولا يستطيع علاج أي شیء ، وقد يسبب أضرارا لمستخدميه .
ودائما ما سوف تظهر " أدوية خارقة " جديدة كل بضع سنوات مادام هناك مرضى مصابون بالسرطان لا يمكن علاجهم. إن معظم هذه الأدوية الوهمية في حد ذاتها لا تسبب ضررا . لكن المشكلة الكبرى ، والمأساة ، هي أنها تجعل مريض السرطان ينصرف عن الرعاية الطبية القانونية وتضعه بين يدي معدومی الضمائر أو المعالجين الذاتيين . فالضحايا لا يحصلون على الرعاية التي قد تمنحهم فرصة لإيقاف ، أو إبطاء ، أو حتى علاج السرطان .