المراحل الأربع لسرطان البروستاتا وأساليب علاجها
المرحلة (أ) السرطان البروستاتا . في هذه المرحلة ، غالبا ما يكون سرطان البروستاتا بمثابة مفاجأة للأطباء والمرضى ؛ حيث لا تكون هناك أية أعراض مسبقة أو أية طريقة يمكن الكشف عنه بواسطتها . وغالبا ما يكتشف السرطان أثناء إحدى العمليات الجراحية الخاصة بتضخم البروستاتا الحميد . فحينئذ يحدد إخصائي علم الأمراض نتيجة فحص العينة ويقوم بإبلاغ الطبيب بها ، مشيرا إلى كم النسيج المسرطن الذي وجده ، ونوع ومدى خطورة السرطان إذا أمكن .
وهناك نوعان مختلفان للسرطان في هذه المرحلة . أحد هذين النوعين يكون غير شديد تماما . وفي خمسة وثمانين بالمائة من حالات المرحلة (أ) تلك ، يشفي المريض تماما من ورم السرطاني الصغير " الناشئ " . ويتحقق الشفاء للمريض دون أي قلق من عودة سرطان البروستاتا مرة أخرى على الإطلاق .
غير أنه في الخمس عشرة بالمائة الأخرى من الحالات ، يكون السرطان من نوع عنيف ولابد من علاجه بأسرع ما يمكن . فبعض المرضى الذين ينتمون لهذه المجموعة سينمو لدیهم السرطان نموا سريعا ويستسلمون للمرض خلال فترة زمنية قصيرة . لذا لابد أن يكون العلاج هنا مكثفا كما هو الحال مع المرحلة (ب) .
المرحلة (ب) لسرطان البروستاتا . إن السرطان في هذه المرحلة من مراحل نموه يكون من النوع الذي يتم اكتشافه بواسطة الفحص الإصبعي . وتعد هذه هي الوسيلة المألوفة لاكتشافه ، إذ لا توجد أعراض عضوية خارجية ، أو آلام ، أو حتى وخز؛ حيث يظل السرطان بلا أعراض في هذا المرحلة .
ولهذا السبب فإن من الأهمية البالغة أن يجری کل رجل فوق سن الأربعين فحصا إصبعيا عبر المستقيم على الأقل مرة كل عام . فإنقاذ حياتك أمر يستحق أن تتخلى عن ثلاث دقائق من وقتك من أجله ، فهي مدة ليست كبيرة .
يظهر السرطان في المرحلة (ب) في صورة عقيدة أو كتلة صلبة ، أو سطح مرتفع صلب سوف يؤكد طبيب المسالك البولية هويته تحديدا . ويقول معظم الخبراء في هذا المجال إن السرطان في هذه المرحلة يمكن علاجه والشفاء منه ، ويعد الاكتشاف المبكر له في هذه المرحلة من أحد العوامل المنقذة للحياة .
بمجرد أن يتم تشخيص السرطان ، يتم تحديد مدى انتشاره بواسطة العديد من الفحوص مثل اختبار مواد المضاد النوعي ، والأشعة السينية على العظام ، والأشعة المسحية للعظام ، واختبار الفوسفاتاز الحمضی للبروستاتا ، وعند هذه النقطة ، عادة ما يتم استئصال العقد الليمفاوية المجاورة للتأكد من عدم تفشي السرطان بها . وإذا اقتصر وجود السرطان على البروستاتا ، فإن أكثر الوسائل العلاجية استخداما في هذه الحالة هي الاستئصال الكامل الغدة البروستاتا .
المرحلة (ج) لسرطان البروستاتا . في المرحلة (ج) ، تكون الخلايا السرطانية قد هاجمت واستولت على البروستاتا بأكملها تقريبا . ومرة أخرى لا يلاحظ الضحية أى شی غیر طبیعی ؛ حيث يظل السرطان بلا أعراض في هذه المرحلة أيضا . لذا نكرر مرة أخرى أنه لابد أن يقدر كل رجل قيمة إجراء فحص إصبعي مرة واحدة كل عام على الأقل ، وأهمية ذلك في إنقاذ حياته .
ويعد الفحص الإصبعي هو الطريقة الوحيدة التي يمكن من خلالها اكتشاف هذا السرطان ، باستثناء إمكانية استخدام اختبار مولد الأجسام المضادة الخاص بالبروستاتا . فالعديد من الأطباء لا يجرون هذه الاختبارات إلا حينما يشتبه في وجود ورم سرطانی . ويبدو من المعقول أن يتم إخضاع جميع الرجال فوق سن الأربعين لاختبار مولد الأجسام المضادة الخاص بالبروستاتا کاختبار ثانوي للكشف عن السرطان .
ويظل السرطان في المرحلة (ج) قابلا للعلاج ، لأنه لا يكون قد تفشی في أجزاء أخرى من الجسم. ومرة أخرى يمثل الكشف المبكر هنا المفتاح الأساسي للبقاء على قيد الحياة .
وينبغي فحص العقد الليمفاوية بواسطة الأشعة المقطعية المحورية للتأكد من أن السرطان لم ينتشر بعد. فإذا جاءت نتيجة الفحص سلبية ، يتجه مجرى الأحداث نحو العلاج الإشعاعي أو الهرموني . وحين يتم تنفيذ ذلك ، يصبح الشفاء أمرا ممكنة ، ولكن هناك فرصة في أن تتسلل بعض الخلايا السرطانية إلى العقد الليمفاوية أو مناطق أخرى من الجسم، لذا فإن علاج السرطان في هذه المرحلة لا يماثل العلاج بالنسبة للمرحلتين أ، ب .
المرحلة (د) لسرطان البروستاتا . حين يكون السرطان قد تفشي على نطاق واسع متجاوزا حدود غشاء البروستاتا ، يكون قد وصل إلى المرحلة (د). ومرة أخرى ، قد لا يؤدي هذا السرطان إلى أي أعراض يمكن للمريض الذي لا يشتبه بإصابته بالسرطان ملاحظتها حتى بعد أن ينتشر في مناطق أخرى . أما إذا كان قد تفشى في العظام ، فقد يسبب ألأ بالغة . وإذا كان الأمر كذلك ، فسوف يدفع ذلك المريض إلى طلب المساعدة من طبيبه .
وسرطان البروستاتا في هذه المرحلة غير قابل للعلاج بشكل عام ، ولكن يمكن قمعه ، فإذا كان قد انتقل إلى العقد الليمفاوية المحيطة بالبروستاتا فقط ، تصبح هناك فرصة لاحتواء السرطان وتمكين المريض من البقاء على قيد الحياة لفترة طويلة بواسطة العلاج المكثف .
ويختلف أطباء المسالك البولية حول نوعية العلاج الذي يمكن إعطاؤه للمريض في هذه المرحلة . فالبعض يقول إنه إذا كان السرطان قد تفشی في العظام والرئتين وأجزاء أخرى من الجسم ، فقد يتعذر علاجه . لذا يتم استبعاد جراحة الاستئصال الجذري ، واستخدام العلاج الهرمونی .
وهناك قلة من أطباء المسالك يقولون إن العلاج المناسب في حالة الانتشار المحدود للسرطان هو الاستئصال الجذري للبروستاتا ( استئصال البروستاتا بكامل أجزائها)، والخصى المزدوج ( استئصال الخصيتين ) ، ويتم استئصال الخصيتين نظرا لأن تسعين بالمائة على الأقل من أورام البروستاتا السرطانية يدعم نموها مع وجود الهرمون الذكرى .
إن الأندروجينات تساعد الأورام السرطانية على النمو . ومن خلال استئصالها من الجسم ، فقد يتم إبطاء أو إيقاف نمو السرطان . وفي هذا الشأن ، لا يوجد اتفاق في الرأي بين أطباء المسالك البولية حول هذا النوع من العمليات الجراحية ، إذ إنها تجري في الأساس لكي يشعر المريض بمزيد من التحسن .
هناك عقار جديد متوافر حاليا يقال إنه يؤتی نفس مفعول عملية استئصال الخصيتين إلى حد كبير . ويتم إعطاء هذا العقار عن طريق الحقن مرة واحدة شهريا وهو يقلل معدلات التستوسترون . ويقول الأطباء إنه حين يحدث هذا ، يمكن أن يقل حجم الورم : مما يؤدي إلى تخفيف بعض من الألم والأعراض الأخرى .
وعن هذا العقار ، يقول د. "مارك إي. سولوای " ، إخصانی المسالك البولية ورئيس قسم علم أورام الجهاز البولي بجامعة " تينسی" : "إن عقار زولادیکس يقدم للمرضى بديلا آمنا وفعالا لأساليب العلاج التقليدية في مجال علاج سرطان البروستاتا المتقدم ". ولم يذكر أي شيء عن الآثار الجانبية للعقار ، ولكن مع استخدامه بما يكفي لتقليص حجم الخصيتين ، يكون هناك احتمال كبير أن يصاب المريض بالعقم والعجز الجنسي .
ويعتقد الكثير من العلماء أن أورام البروستاتا ، مثل غيرها من الأورام ، قد تقوم بتصنيع هرمون النمو الخاص بها . وهناك عقار جدید يطلق عليه سورامين يستخدم حاليا لمحاولة قمع هذا الهرمون والقضاء عليه . كما تجري حاليا المزيد من الاختبارات والتجارب في هذا الشأن . فقد خضعت مجموعة مكونة من ثلاثين رجلا بالمعهد القومي للسرطان في " بیزسدا " بولاية ميريلاند ، لتجربة استخدم فيها هذا العقار ، وكانوا جميعا مصابين بسرطان البروستاتا ، وقد أقر العديد من هؤلاء الرجال الذين شاركوا في البرنامج حدوث انخفاض هائل في الألم الناجم عن السرطان .
إن سرطان البروستاتا بطبيعته مرض يصيب كبار السن . غير أن معظم الأطباء وإخصائيي المسالك البولية لن يجروا جراحة استئصال جذري الرجل فوق السبعين ، ما لم تكن هناك ظروف خاصة تتطلب هذا . فمعظم أطباء المسالك البولية يرون أن السرطان ينمو ببطء لدى كبار السن ، كما أنه من غير المحتمل أن يعيش رجل في السبعين من عمره لفترة طويلة سواء خضع لجراحة لاستئصال السرطان أو لم يخضع . ولكن كما هو الحال بالنسبة لأي إجراء طبی ، هناك دائما استثناءات لهذه القاعدة العامة .
وعقب إجراء جراحة البروستاتا ، يستخدم العلاج الإشعاعي لتدمير الخلايا السرطانية القليلة التي قد تكون أغفلت أثناء الجراحة. غير أن العلاج الكيميائي غالبا ما يكون غير ذي قيمة لمريض سرطان البروستاتا في المرحلة (د).
عادة حين يكون السرطان قد انتشر خارج نطاق البروستاتا ، وأصبح في مرحلة نشطة في العديد من المناطق الأخرى للجسم ، لا يتم إجراء جراحه للبروستاتا ، إذ إنها لن تعالج المشكلة وقد تبرز مخاطر أخرى للمريض ، وأقصى ما يستطيع الطبيب القيام به مع مريض المرحلة د السرطان البروستاتا هو التخفيف من حدة الألم وتقديم طرق علاجية من شأنها تحسين حالة المريض جسدية ونفسية .