المحتويات

 

لنُلق نظرة عن كثب على عملية الاستئصال الجزئي للبروستاتا، والمخاطر والآثار الجانبية الإحصائية المرتبطة بها.

 القذف الرجعی :

في الواقع إن هذا يعد عقمًا. فلا توجد طريقة أخرى لوصفه. إن البروستاتا تحوي جزءًا حيويًا من الجهاز التناسلي لدى الذكور، كما توجد عناصر أخرى داخل البروستاتا تدخل إلى مجرى البول وتتدفق من خلاله.

كيف يحدث القذف الرجعي؟

حين يتم استئصال معظم أو جميع أجزاء البروستاتا، ينتهی أيضًا السائل الذي تنتجه البروستاتا لتزليق وحمل السائل المنوي إلى أسفل مجرى البول. والآن حين تحدث هزة الجماع، تدفع الانقباضات العضلية الحيوانات المنوية والسائل من البروستاتا والحويصلات المنوية إلى داخل مجرى البول البروستاتی. وفي نفس الوقت الذي يحدث فيه هذا ، ينغلق عنق المثانة، ومن ثم تضطر السوائل إلى النزول إلى مجرى البول ومنه إلى خارج القضيب.

ولكن بعد إجراء جراحة الاستئصال الجزئي للبروستاتا، عادة ما تتم إزالة هذا الانسداد الذي يصيب عنق المثانة لإفساح مساحة أكبر لتدفق البول، ومع فتح عنق المثانة، يتخذ المني أقل المسارات مقاومة ويندفعان إلى داخل المثانة بدلا من الخروج من القضيب. ويظل الشعور بهزة الجماع كما هو بالنسبة للرجل، ولكن دون حدوث أي قذف خارجی.

ولا يعد هذا الأمر مشكلة لكثير من المرضى الذين يخضعون لهذه الجراحة، فمعظم الرجال المرشحين لخوض جراحة استئصال جزئی للبروستاتا لم يعودوا مهتمين بمسألة إنجاب الأطفال.

وفي معظم الحالات حين يتم إخبار المريض بهذا العائق وبنتيجة الجراحة ، لن يجد المريض أية مشكلات كبرى في مواجهة الأمر. إن المشكلة تحدث حين لا يتم إخباره بمشكلة القذف الرجعي ويكتشفها بنفسه بعد ذلك . فحينئذ يثور لعدم إطلاعه على هذا الأمر قبل العملية.

وفي الحالات البالغة، حيث تكون الرغبة في إنجاب أطفال لاتزال قائمة، يمكن استعادة السائل المنوي بعد حدوث التبول التالي عقب بلوغ هزة الجماع، ويتم جمع السائل المنوي وحفظه وإدخاله في مهبل المرأة ، كما يحدث في أي عملية تلقيح صناعي. وهذا الإجراء يؤتى جدواه.

 النزيف: 

يتخلل عملية الاستئصال الجزئي للبروستاتا بتر الكثير من النسيج المتضخم والأوعية الدموية المغلقة. لذا يعتبر النزيف تتابعًا طبيعًيا لهذه الأحداث. ويتم إيقاف معظم النزيف أثناء العملية بواسطة الكي.

وكما هو الحال مع أي قطع أو جرح، تنمو قشرة لهذا الجرح. ولابد أن تظل هذه القشرة لمدة أسبوعين أو ثلاثة أسابيع ثم تسقط . ومع حدوث ذلك يلتئم الوعاء الدموى. أما إذا سقطت القشرة قبل هذا الوقت، فغالبا ما يحدث نزيف تظهر آثاره في البول.

ويحدث هذا لدی واحد بالمائة فقط من المرضى الذين يخضعون الجراحة الاستئصال الجزئي للبروستاتا، وعادة ما يحدث بسبب بذل جهد شديد عند التبرز ، وغالبا ما يمكن علاج هذا النزيف عن طريق الإكثار من السوائل التنظيف مكان النزيف. ونادرا ما تكون هناك حاجة لعودة المريض إلى المستشفى مرة أخرى لعلاج الحالة.

 سلس البول : 

( عدم القدرة على التحكم في خروج البول ). يعد سلس البول أحد المخاوف الكبيرة التي تراود المريض الذي يخضع الجراحة الاستئصال الجزئي للبروستاتا . فهي مشكلة تثير الحرج والضيق ، ويمكن أن تؤدي بالمريض إلى عزلة اجتماعية كاملة .

يحدث سلس البول لحوالى واحد بالمائة إلى أربعة بالمائة من المرضى الذين يخضعون لهذه الجراحة.

ويزعم الكثير من أطباء المسالك البولية أنه قليل الحدوث، ويقولون إنه قد يكون نتيجة عامل الخطورة الطبيعي للجراحة.

تحدث هذه المشكلة حين يقوم المشرط الكهربائى بالبتر في منطقة قريبة للغاية من العضلات الإرادية العاصرة التي تتحكم في تدفق البول، فإذا تلفت هذه العضلات، فقد يصاب المريض بسلس البول.

أما العضلة الأخرى التي تتحكم في خروج البول، فهي العضلة العاصرة المالية الخارجية. ويمكن أن يؤدی تلف هذه العضلة إلى نوع مزعج من سلس البول.

وليس بالضرورة أن يكون سلس البول الناجم عن جراحة الاستئصال الجزئي للبروستاتا عبر مجرى البول دائما أو يتعذر علاجه ، فهناك احتمال آخر هنا ، وهو استخدام عضلة عاصرة صناعية ، وفي جميع الأحوال ، فإن هذه المشكلة تعد من الأمور التي يجب مناقشتها مع طبيبك قبل إجراء أية جراحة في البروستاتا .

العجز الجنسي:

العجز الجنسي ببساطة هو عجز الرجل عن الانتصاب أو إبقاء القضيب منتصبا لفترة كافية للنفاذ إلى المهبل، ويقول الخبراء في هذا المجال إن حوالي خمسة بالمائة من المرضى الذين يخضعون لهذه الجراحة يخرجون من العملية وهم مصابون بالعجز الجنسي حتى لو لم يكن السبب في ذلك خضوعهم لتلك الجراحة، ولكن قد يكون السبب عوامل أخرى عديدة.

إن " الرجولة" مسألة شخصية للغاية، والإحصائيات الخاصة بهذا الموضوع قد تكون خاطئة بدرجة كبيرة. فالعديد من الرجال قد يقولون إنهم قادرون على تحقيق انتصاب وممارسة الجنس في سن السبعين، أو الخامسة والسبعين، أو حتى الثمانين من العمر.

لكن السن والمشكلات الأخرى قد تحد من الرغبة الجنسية بشكل ملحوظ ، حتى أنهم قد لا يكونون على علم تماما بمدى قدرتهم على تحقيق انتصاب كاف . إن الوقت والسن يفعلان هذا بكل الرجال. ولكن في بعض الأحيان، تكون عملية الاستئصال الجزئي للبروستاتا كبش فداء سهلا يعول عليه مسئولية الإدراك المفاجئ للعجز الجنسي.

إن العجز الجنسي، على أية حال، يُعد حقيقة واقعية لبعض الرجال الذين يخضعون لعمليات الاستئصال الجزئي للبروستاتا، ولابد أن تعرف عنه الآن بعض المعلومات.

متى تحدث احتمالية الإصابة بالعجز الجنسي:

إن الطريقة الوحيدة والأكيدة لإصابة المريض الذي يخضع لهذه العملية بالعجز الجنسي هي إتلاف إحدى أو كلتا الحزمتين العصبيتين اللتين تقعان على جانبی البروستاتا،

إن هاتين الحزمتين العصبيتين تقعان خارج الغشاء الحقيقي للبروستاتا . وهذا يعني أنهما تقعان خارج المنطقة التي يجب إعمال مشرط الجراح الكهربائي فيها لاستئصال النسيج البروستاتي الذي يعوق مجرى البول.

ومن هنا فإن عملية الاستئصال الجزئي للبروستاتا التي تجري بشكل صحيح لا تؤدي بالتأكيد إلى الإضرار بهذه الأعصاب، ومن ثم لا يجب أن تكون السبب وراء حدوث أي عجز جنسی .

يقول بعض علماء النفس إن الجانب النفسي يمثل خمسة وسبعين بالمائة على الأقل من العملية الجنسية.

ولعل هذا هو السبب وراء الصعوبة البالغة في تحديد سبب العجز الجنسي، خاصة لدى الرجال فيما بين السنين والتسعين من العمر. فربما كان موجودا قبل العملية دون أن يكتشف ، وقد تصنع العملية عقبة نفسية تحول دون حدوث الانتصاب.

ومن الجدير بالذكر أن افتقاد الرجل للقدرة على الانتصاب الذي يحدث بين الحين والآخر يعد من الأمور الشائعة حتى بين الشباب، فالجرح الناجم عن العملية، والاعتقاد بوجود خطر ما على "رجولة" المريض، وسلبية العلاقة الزوجية، كل هذه العوامل يمكن أن تتحد معًا لتسبب عجزًا جنسيا سيكوسوماتية ( أي نفسی جسدی)، وقد يستمر هذا العجز لفترة قد تطول أو تقصر .

إن العجز الجنسي، وإن لم يكن عاملاً كبيراً ، يعد واحدا من الأمور التي يجب أن يكون المريض المرشح لإجراء عملية استئصال جزئي للبروستاتا على دراية تامة بها.