استخدام العقاقير للسيطرة على تضخم البروستاتا الحميد

على مدار سنوات كان هناك العديد من المحاولات لاكتشاف عقار يعمل على تقليص غدة البروستاتا . وقد قام العلماء بالعمل على أساس الاعتقاد أن تضخم البروستاتا له صلة بإنتاج الهرمون الذكرى .
وقد أدى هذا إلى استخدام الهرمونات الأنثوية التي قامت بتقليص البروستاتا ، وساعدت على معالجة مشكلة تضخم البروستاتا الحميد ، وقللت أو قضت على الأعراض ، أما المشكلة الوحيدة ، فهي أنها كانت تقلل وتقضي على الرغبة الجنسية الذكرية أيضا ، وعادة ما كانت تؤدي إلى إصابة المريض بالعقم والعجز الجنسي .
بعد ذلك عكف أطباء المعامل على ابتکار عقاقير تقوم بإيقاف إنتاج التستوسترون الذي يتم إنتاجه في الخصيتين . وقد أسفرت جهودهم عن التوصل إلى عقار لوبرودلید ( لوبرون ) الذي يوقف تسعين بالمائة من إجمالي إنتاج الجسم لهذا الهرمون . كما استخدم عقار مرافق في نفس الوقت يطلق عليه فلوتاميد ( یولکسين ) ، يزيل نسبة العشرة بالمائة الأخرى من التستوسترون والتي يتم إنتاجها بواسطة الغدة الكظرية .
إن ما تقوم به هذه الأدوية هو إزالة الهرمون الذكرى من جسم الرجل بشكل فعال بواسطة تفاعل کیمیائی . لكن هذا يؤدي إلى الحد من الرغبة الجنسية وإصابة الرجل بالعقم ، مما يجعله عاجزا جنسية . وتعد هذه الأعراض أعراض جانبية قوية وعنيفة ، حتى بالنسبة لرجل في السبعينات من عمره ، تكفي لتقليص حجم البروستاتا . لذا فإن هذه العقاقير يتم اختيارها في أغلب الأحيان حين يكون الرجل مصابة بحالة حادة من تضخم البروستاتا الحميد أو سرطان البروستاتا ولم تعد العملية الجنسية عاملا مهما في حياته ( سواء كان في الخامسة والستين أو الثمانين من عمره ).
إن الجانب الجنسي من الحياة يعد دائما جزءا حيويا من الوجود بالنسبة لمعظم الرجال ، إن الأمر أشبه بمشاهدة حافلة جديدة لامعة تتوقف عند ناحيتك ، فمما يبعث على السرور أن تعرف أن خدمات هذه الحافلة متاحة دائما ، حتى إذا كنت نادرا ما تستخدمها.

• عقاقير الاسترخاء ودورها في علاج تضخم البروستاتا : 

يجد بعض أطباء المسالك البولية أن استخدام عقار مثل عقار مينيبريس ( برازوسين هيدروكلوريد ) سوف يعمل على إرخاء العضلات الرقيقة المحيطة بالبروستاتا . فالهدف هنا يتمثل في إرخاء أو تفكيك العضلات للسماح للبروستاتا بالتمدد قليلا إلى الخارج ، ومن ثم تخفيف الضغط الداخلي على مجرى البول .
هناك عقار آخر يستخدم أيضا لإرخاء العضلات المحيطة بالبروستاتا وهو ترازوسين ، والذي يعمل على إرخاء العضلات والحد بشكل كبير من التشنجات اللاإرادية التي دائما ما تصيب هذه العضلات ، وتعمل على إبطاء أو عرقلة التبول .
ويعد تضخم البروستاتا الحميد مرضا ذاتيا إلى حد كبير . فما يزعج مريضا قد يكون مصدرا ثانوية وغير ملحوظ للقلق والألم لآخر . كما قد يشعر بعض المرضى الذين يستخدمون أحد هذه العقاقير بالارتياح من بعض الأعراض التي يعانونها ، في حين يقول آخرون إن هذه العقاقير ليس لها أي تأثير يذكر على أسلوب حياتهم .
وقد أثبتت الاختبارات لبعض أطباء المسالك البولية أن استخدام عقاقير مينيبريس وديبنزیلین قد أحدث تحسنا معينا في الأعراض التي يعانيها المريض : كما أجريت دراسات لقياس معدل تدفق البول ومعدل البول المتبقي قبل وبعد استخدام هذه العقاقير ، وأظهرت تحسنا في الأعراض بلغ معدله ستين بالمائة عقب استخدام العقار .
بروسکار . في عام 1993 أصدرت شركة "ميرك وشركاه " عقارا يطلق عليه اسم " بروسكار " . وقد استطاعت التجارب الإكلينيكية إقناع إدارة الأغذية والأدوية FDA بجدواه ، وبأنه يحد من أعراض تضخم البروستاتا الحميد . وقد كان هذا صحيحا إلى حد ما، ولكن الشركة لم تعلن للجمهور الآثار الجانبية الخطيرة التي يسببها هذا العقار . فهناك احتمال كبير للغاية أن يحدث عجز جنسی وانخفاض في الرغبة الجنسية ، وكذلك العديد من اضطرابات القذف لدى الرجال الذين يتعاطون العقار بمرور الوقت .
ولا يبدأ العقار في إظهار أية نتائج قبل تناوله يوميا لمدة ثلاثة أشهر ، ويستخدم عقار بروسکار من قبل أكثر من ستمائة وخمسين ألف رجل في أكثر من خمس وعشرين دولة . وتبلغ تكاليف شرائه في الولايات المتحدة شهريا حوالي ثمانين دولارا .
هناك مشكلات أخرى تتعلق باستخدام العقار . فهناك تحذير للنساء اللاتي يحملن جنينا ذكرا من أنهن قد يخاطرن بصحة الطفل بمجرد لمس الأقراص . كما يتم إبلاغ هؤلاء النساء الحوامل بأنه لابد من تجنب الجماع بدون واقي ذكرى إذا كان الزوج يتعاطى عقار بروسکار ، وذلك لنفس السبب .
استشر طبيبك بشأن استخدام هذا العقار .

• هیترین - أحد العقاقير المنقذة للحياة في حالات تضخم البروستاتا الحميد . 

هناك عقار آخر يكثر استخدامه لعلاج تضخم البروستاتا الحميد يسمى " هیترین " ، وهو من إنتاج معامل " آبوت ". حصل هذا العقار ، الذي يعرف كيميائيا باسم " ترازوسين "، على موافقة إدارة الأغذية والأدوية في عام 1987 كحبة دوائية تستخدم لمقاومة ارتفاع ضغط الدم . وقد أقر بعض الرجال المصابين بكل من ارتفاع ضغط الدم وتضخم البروستاتا الحميد لأطبائهم بأن هذه الحبة ساعدت أيضا على تخفيف أعراض تضخم البروستاتا الحميد. وسرعان ما أصبحت حبوب هیترین توصف لتخفيف أعراض تضخم البروستاتا الحميد .
في بعض الحالات سوف يقلل هذا العقار من عدد المرات التي يستيقظ فيها الرجل للتبول أثناء الليل . كما يمكنه أيضا تهدئة وإزالة تقلصات البروستاتا التي يمكنها عرقلة تدفق البول لمدة خمس دقائق في المرة الواحدة .
ولكن مرة أخرى ، هناك آثار جانبية لهذا العقار . وتشمل هذه الأعراض الخلل الانتصابی ( ضعف القدرة على الانتصاب ) ، والإجهاد ، والدوار ، وخفقان القلب ، واحتقان الجيوب الأنفية ، وفي بعض الحالات انخفاض ضغط الدم الحاد .
والتكلفة هنا تعادل تكلفة عقار بروسكار إلى حد كبير ، فإذا وصف الطبيب حبة واحدة ، تكون التكلفة ثلاثين دولارا شهريا تقريبا . أما إذا استدعت الحاجة وصف حبتين ، فإن التكلفة تتضاعف ، أي تكون ستين دولار شهريا .
کاردیورا: هناك عقار آخر يوصف لعلاج تضخم البروستاتا الحميد وهو " کاردیورا " والذي يعرف كيميائيا باسم " دوکسازوکسین مسيلات " ، ويقال إن هذا العقار يحدمن الأعراض العامة التضخم البروستاتا الحميد ويزيد تدفق البول . وتتراوح الجرعة اليومية بين 4 إلى 8 ملليجرامات . وتظهر بعض التقارير أن هذا العقار يميل إلى خفض ضغط الدم لدى المرضی مفرطى الحساسية ، ومن ثم لا يوصی بوصفه لهم.
يقول بعض الخبراء إن أفضل طريقة لمقاومة تضخم البروستاتا الحميد هي الجمع بين عقارين . وقد أظهرت إحدى الدراسات أن استخدام عقار بروسکار مع کاردیورا جنبا إلى جنب يمكن أن يقلل من خطر تفاقم حالة تضخم البروستاتا الحميد بنسبة سبعة وستين بالمائة .
أفودارت: أصبح عقار " أفودارت " الذي يعمل على تقليص البروستاتا متوافرة في الولايات المتحدة هذا العام . وهذا العقار من إنتاج شركة " جلاكسو سميث كلاين " ، وتقول الشركة إن مفعوله هو نفس مفعول عقار بروسکار ، ولكنه أيضا يثبط إنزيما آخر يحول التستوسترون إلى DHT ، مما يساعد على الحد من أعراض تضخم البروستاتا الحميد .
فلوماکس: هو عقار آخر من عقاقير الاسترخاء المعالجة لتضخم البروستاتا الحميد . يعمل هذا العقار على إرخاء عضلة " عنق " المثانة ، مثله مثل عقاری کاردیورا وهيترين ، مما يسمح للبول بالتدفق بمزيد من الحرية ، ونظرا لاحتواء هذه العقاقير على مثبطات لموجات ألفا ، فإنها تساعد حوالى ثلثي الرجال المصابين بتضخم البروستاتا الحميد ، وذلك وفقا لبعض الباحثين .

• استراس لعلاج تضخم البروستاتا الحميد: 

هو هرمون أنثوى لعرقلة التستوسترون ، ويستخدم أحيانا لمكافحة تضخم البروستاتا الحميد ، ولكنه قد يؤدي إلى فقدان الرغبة الجنسية وتضخم الثدي لدى الذكور . وهذا الهرمون متوافر تحت عدة أسماء تجارية.
• يولكسين لعلاج تضخم البروستاتا الحميد: 
يعتبر هذا العقار المضاد للأندروجين ، الذي يستخدم للسيطرة على إنتاج الغدة الكظرية من التستوسترون ، عقارا آخر لعلاج تضخم البروستاتا الحميد ، وتشمل الأعراض الجانبية المحتملة الناجمة عن استخدام هذا العقار : نوبات الاحمرار والسخونة ، وفقدان الرغبة الجنسية ، والعجز الجنسي ، واضطرابات المعدة والأمعاء .

• مينيبريس لعلاج تضخم البروستاتا الحميد:

 يستخدم هذا العقار في الأساس لعلاج ارتفاع ضغط الدم لاحتوائه على الخواص الأندروجينية المثبطة لوجات ألفا ، ويجری حاليا اختباره في مجال علاج تضخم البروستاتا . وتشمل الأعراض الجانبية المحتملة لاستخدام هذا العقار : الدوار ، ونوبات الصداع . وفقدان الوعي المفاجئ ، والإرهاق .