أساليب العلاج غير الجراحية لتضخم البروستاتا الحميد
هل تذكر مریضنا المصاب بحالة مبكرة من تضخم البروستاتا الحميد؟ حسنا، إن ساعتك مازالت تدق، وأنت الآن في الثالثة والستين من عمرك، والأعراض الثانوية لتضخم البروستاتا الحميد التي تعانيها أصبحت أكثر حدة، فأنت لا تستطيع قضاء ليلة واحدة دون الاستيقاظ ثلاث أو أربع مرات للتبول ، وفي كل مرة تستيقظ فيها، تقفز من فراشك وتهرع إلى دورة المياه .
أما في أثناء النهار، فإنك تعطل اجتماعا من اجتماعات مجلس الإدارة بينما تذهب إلى دورة المياه.
ولا يمكنك قيادة السيارة لأكثر من ساعة دون أن تتوقف لقضاء حاجتك. وفي رحلات العمل الجوية دائما ما تجلس في مقعد على ممر الطائرة حتى يمكنك أن تهرع إلى دورة المياه مرتين أو ثلاث مرات خلال الرحلة .
إلى جانب ذلك ، فإن هذا الأمر أحيانا ما يؤلم وكأنه إثم شائن .
ومن ثم تعود للذهاب إلى طبيب المسالك البولية المعالج لك. لقد كان " يراقب " حالتك على مدار الثمانية أعوام الماضية.
وفي كل فحص يجريه يطمئنك بأنه لا توجد أية كتل صلبة أو أورام وتضخمات غير طبيعية على فصوص البروستاتا ، ويقول إن ذلك يعني أنك في الغالب غير مصاب بسرطان البروستاتا .
ماذا يحدث بعد ذلك؟ تصبح لديك الرغبة في بعض العلاج، رغبة في الشعور بتحسن والقدرة على عيش حياة أكثر طبيعية . إنك تتحدث عن تحسين نوعية حياتك ، ومن ثم فإنك بحاجة إلى بعض المساعدة الآن !
ويوافق طبيب المسالك البولية المعالج لك على مطلبك ، وتجلسان معا للحديث بشأن الوسائل الممكنة لتسهيل موقفك.
وهنا تدرك أن البروستاتا بمجرد أن تبدأ في التضخم ، لن يستطيع أي شيء، في نطاق معرفتنا في الوقت الحالي إيقاف تضخمها فيما عدا التعقيم الكامل، وهو أمر خارج نطاق تفكيرك . إذن ما هي أنواع العلاج الأخرى المتاحة ؟
علاج تضخم البروستاتا بالحرارة
يعد العلاج بالحرارة واحدا من أحدث أشكال علاج تضخم البروستاتا الحميد ، والعلاج بالحرارة ببساطة هو استخدام الحرارة للمساعدة في علاج مشكلة تضخم البروستاتا الحميد، وهو يعمل على هذا النحو: يتم إدخال قسطرة في القضيب عبر مجرى البول ومنه إلى داخل المثانة . بعد ذلك يتم نفخ بالون على طرف القسطرة يقوم بتثبيت الأنبوب في مكانه . وعندئذ يقوم بالون هوائی يوجد داخل الأنبوب بإطلاق موجات دقيقة داخل البروستاتا لتسخين البروستاتا إلى أقصى حد.
إن هذه الحرارة يمكنها تحويل بعض من الأنسجة المحيطة بمجری البول التي تنمو بشكل مفرط لتصبح مادة لينة كاللباب . ويمكن سحب هذه المادة الشبيهة باللباب خارج مجرى البول وفتحه وتحريره من کل العوائق من أجل تدفق أفضل للبول .
يستغرق هذا الإجراء ثماني وعشرين دقيقة ، وبعد ذلك يتم نزع المسطرة وإدخال قسطرة أخرى لتصفية البول من المثانة ، مما سوف يسهم في المساعدة على الحد من الالتهاب على مدار اليومين أو الثلاثة أيام القادمة.
وأحد أسباب اختيار العلاج بالحرارة هو مستوى الراحة المرتفع الذي يوفره للمريض، كما يمكن إتمام هذا الإجراء سريعا في عيادة طبيب المسالك البولية وإعفاء المريض من تحمل التكلفة المرتفعة للإقامة في المستشفى.
والمعلومات المتاحة عن هذا الإجراء ليست كثيرة ، لكن النتائج التي أسفر عنها على مدار السنوات الخمس الأخيرة تبدو مبشرة. فقد أظهرت دراسة أجريت مؤخرا أن ثمانين بالمائة من المرضى الذين تلقوا هذا العلاج لم يحتاجوا لأي علاج إضافي لمدة خمس سنوات .