المشكلات التي يسببها تضخم البروستاتا الحميد

  • البروستاتية اللاعرضية .

في بعض الأحيان ، تتضخم البروستاتا حتى في حالة عدم وجود أي من الأعراض المعتادة ، حيث يستمر مجرى البول في الانسداد ، ولكن الرجل ببساطة لا يدرك المشكلة بطريقة ما ، أو يقرر أن كل ما في الأمر أن العمر يتقدم به وأن نظام تصريف البول لديه لا يعمل أحيانا بالشكل الصحيح بالنسبة له .

وإذا زادت الحالة تطورا أكثر وأكثر ، فمن الممكن أن يتبقى المزيد والمزيد من البول في المثانة ، والذي لا يمكن طرده أثناء التبول ، مما يمكن أن يؤدي إلى مشكلة خطيرة . فسوف يصاب المريض بالإرهاق ويشعر بالضعف على نحو مفرط ، کما سوف يصبح سريع الغضب وقد ينهار فجأة ، أو حتى يدخل تدريجيا في غيبوبة .

وحين تتبقى كميات كبيرة من البول في المثانة ، وتفتقد المثانة القوة الخافية لطرد السائل من خلال مجری بول ضيق ، فمن الممكن أن يحدث تلف خطير ، مما يمكن أن يؤدي إلى حدوث ضغط معاكس للبول على الكليتين . وفي أخطر الحالات ، يمكن أن تؤدي مثل هذه المشكلة إلى الفشل الكلوي والوفاة السريعة .

في مثل هذه الحالة ، يكون المريض بحاجة للانتقال إلى المستشفى بسرعة حتى يمكن استخدام قسطرة لتصفية المثانة . ومع إفراغ المثانة ، سوف يشعر المريض بتحسن كبير في الحال . بعد ذلك يقوم الأطباء بمراقبة الحالة ليروا ما إذا كان هناك أي تلف مستمر يصيب الكليتين ، والعلاج الإضافي الذي قد يستخدم في حالة حدوث ذلك .

ووفقا لخطورة الموقف ، لابد أن تعود وظائف الكلى الطبيعية الطبيعتها خلال أسبوع إلى ثلاثة أشهر . وفي ذلك الوقت ينبغي فحص حجم البروستاتا لمعرفة ما إذا كانت هناك حاجة لإجراء جراحة في البروستاتا أو استخدام أي علاج آخر.

احتقان البروستاتا

في بعض الأحيان، وعقب اكتشاف الأعراض الطبيعية لتضخم البروستاتا الحميد لدى أحد المرضى، لن يجد طبيب المسالك البولية سوى بروستاتا مصابة بتضخم خفيف، ولكنها محتقنة احتقانا غير حاد، وعادة ما لا يكون هناك أية إشارة لوجود عدوى، ولكن عادة ما يكون هناك كمية صغيرة من البول لا يمكن تصريفها من المثانة أثناء التبول ، وعادة ما سوف يكون هناك شكل من أشكال الانسداد في منفذ المثانة، مما يعوق عملية إفراغ المثانة أيضاً. عند هذه المرحلة لا يكون هناك أية مشكلة كبيرة بالنسبة للمريض ، ويتم إخضاعه لبرنامج رعاية لفحص البروستاتا على نحو منتظم ودائم .

ومع تورم البروستاتا وتكليف عضلات المثانة بالعمل بجهد أكبر وأكبر الدفع البول عبر مجرى البول الآخذ في الضيق ، يمكن أن تصاب المثانة بالإجهاد ، وفي بعض الحالات سوف تتوقف المثانة عن العمل ، كما سوف تحدث حالة من تراكم البول في المثانة ، مما يمكن أن يفسح مكانة يمكن أن تنمو فيه البكتريا وتتكاثر بشكل سريع . وحين يحدث هذا ، يشعر المريض بألم محرق عند التبول. وفي بعض الأحيان سوف يكون للبول رائحة كريهة ، كما يمكن اكتشاف آثار دم في البول. ومن المخاطر التي يمكن أن تحدث هنا الإصابة بالعدوى البولية ، والتي تتميز بأغراض مثل الشعور بحرقة عند التبول ، والقشعريرة أو الحمی ، وتساعد حدة أعراض تضخم البروستاتا الحميد المعتادة التي يعانيها .

هنا ، وكما يحدث مع الأعراض الأخرى المبكرة لتضخم البروستاتا الحميد ، قد يقضي المريض عدة سنوات دون مواجهة أية مشكلات خطيرة أخرى خلاف مشکلات تضخم البروستاتا الحميد البسيطة التي يعانيها . على الجانب الآخر ، قد يزداد الاحتقان ، وإذا حدث ذلك فقد يقترح طبيب المسالك البولية المعالج بعمل تدليك للبروستاتا ، حيث يتم تدليك البروستاتا إصبعيا عبر المستقيم ، ومن ثم طرد السائل المحتقن ، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى اختفاء الثقل وعودة الحياة إلى طبيعتها .

قد يقترح طبيب المسالك البولية أن يتلقى المريض جلسات تدليك .منتظمة للبروستاتا لتخفيف الاحتقان ، أو قد يتم تخفيفه عن طريق القذف المنتظم خلال الجماع .

هناك بعض أطباء المسالك البولية لا ينصحون أبدأ بعمل جلسات تدليك متكررة للبروستاتا . لكنهم جميعا يقترحون في مثل هذه المواقف أن يتجنب المريض التعرض للبرد القارس لفترات طويلة ، ومعظم الأطعمة الحريفة ، ومضادات الهيستامين ، وأن يقلل المريض من استخدام المشروبات الكحولية بشكل حاد ، كما ينصحون بأن يكثر من حمامات الماء الدافئ ، ولابد من إبلاغ الطبيب أو إخصائي المسالك البولية في الحال بأي تحول ، أو تغير ، أو تصاعد في حدة أعراض تضخم البروستاتا الحميد .

  • احتباس البول الحاد

في عالمنا المزدحم للغاية ، يبذل الرجال جهدا شاقا للغاية في العمل ، ويتحركون بسرعة بالغة لدرجة أنهم لايمستغرقون أي قدر من وقتهم لإجراء فحص طبی منتظم . كما أن بعضهم لا يفكر إطلاقا في مشكلات البروستاتا إلا بعد فوات الأوان تماما .

ونكرر مرة أخرى: إن أعراض تضخم البروستاتا الحميد يمكن أن تتسلل إلى أي رجل مشغول بأعماله . فهو ببساطة يظن أنه لابد أن تزداد مرات تبوله مع بلوغ الثالثة والستين، ويسمع غيره من الرجال يتحدثون عن حاجاتهم إلى الاستيقاظ مرة أو مرتين ليلا للتبول، ولكنه لا يلقي بالا لأي شيء من هذه الأشياء .

بعد ذلك وفي أحد الأيام يجد نفسه بحاجة للتبول ، ولكنه لا يستطيع ، إذ يقف منتظرا ثم يعتصر عضلات مثانته ، ولكنه لا يستطيع إمرار ولو بضع نقاط قليلة ويتألم كالمجنون.

وسرعان ما يصبح الألم معذبا للغاية لدرجة تدفعه إلى الاتصال بطبيبه أو الإسراع إلى غرفة الطوارئ بأحد المستشفيات لاكتشاف حقيقة الأمر .

يتم استخدام قسطرة لتصفية البول من المثانة المتضخمة وتخفيف وطأة المشكلة ، وقد تصل كمية البول المحتبس لدى المصابين باحتباس البول الحاد إلى حوالي ربع جالون ، وسوف يبدى معظم المرضى تحسنا كبيرا خلال دقائق ، وسوف يشعرون بأنهم على ما يرام خلال ساعة أو نحو ذلك .

ومن الممكن أن يصاب أي رجل تقریبا بنوبة مفاجئة من احتباس البول الحاد إذا كان لديه في الأساس انسداد ما في مجرى البول . كما أن هناك حالات يمكن أن تتسبب في حدوث مثل هذه النوبات .

وفي بعض الأحيان يمكن أن يؤدي التعرض الممتد للأنفلونزا ، خاصة إذا لم يكن الشخص معتادا عليه ، إلى حدوث مثل هذه النوبة ، وكذلك احتساء الخمور والكحوليات . كذلك يمكن أن يسهم الاستخدام المفاجئ لمضادات الهيستامين في هذه الحالة .

وغالبا ما تكون مثل هذه النوبة كافية لدفع المريض إلى إجراء فحص عاجل للبروستاتا بواسطة إخصائي في المسالك البولية ، والذي سوف ينصحه حينئذ إذا كانت هناك ضرورة لاتباع أي علاج أو إجراء أية جراحة . وكذلك سوف يقترح عليه كيفية منع حدوث مثل هذه النوبة و المستقبل .

إذن، فقد أصبح لديك الآن المعلومات الضرورية عن تضخم البروستاتا الحميد ، وأعراضه ، وبعض التفاصيل عن المشكلات التي يسببها، والآن، هل هناك طريقة للتعايش مع هذه المشكلات خلال الفترة التي لا يعتقد فيها الطبيب أن هناك حاجة لأي علاج ؟ سوف نلقی نظرة على هذا الأمر في الفصل القادم .