ما هي فحوصات واختبارات تضخم البروستاتا

• الفحص الإصبعي . 

أول فحص سيكون الفحص الإصبعي، فحيث إن البروستاتا تقع يمين المستقيم مباشرة ، فإن من الممكن الوصول إليها ولمسها . في هذا الفحص الإصبعي المؤلم قليلا ، يقوم الطبيب بالكشف ليرى ما إذا كانت البروستاتا تبدو متضخمة أم لا. كما يقوم باستكشاف ما إذا كان هناك أية بقع ، أو كتل ، أو عقد صلبة على الفصين اللذين يستطيع لمسهما .
تتسم البروستاتا السليمة بأنها ملساء ، ومرنة ، وفي حجم ثمرة الجوز تقریبا . وسوف تظل على نفس الشكل تقريبا حال وجود التضخم الحميد ، ولكنها سوف تكون متضخمة بشكل واضح.
ويقول معظم أطباء المسالك البولية إن الفحص الإصبعي لا يمكنه إثبات وجود إصابة بتضخم البروستاتا الحميد بنسبة مائة بالمائة غير أنهم يشيرون إلى أنه من خلال تبين أن البروستاتا ملساء ومطاطية ، وأن هناك تضخما خارج فصين من فصوص البروستاتا الثلاثة ، وأن المريض يعاني ثلاثة من أعراض تضخم البروستاتا الحميد ، وذلك بواسطة هذا الفحص ، يصبح هناك دليل كاف لتشخيص الحالة على أنها تضخم حميد في البروستاتا .
وفي ظل النظم الروتينية السريعة للفحص الموجودة في العديد من منظمات المحافظة على الصحة هذه الأيام ، يصبح هناك احتمال كبير أن بستم إخبار المريض الذي يحمل هذه الأعراض بأنه مصاب بتضخم البروستاتا الحميد ، وأن يعرض له شريط فيديو حول هذه المشكلة ، وإخباره بما يجب أن يفعله لتيسير التعايش مع الحالة ، كذلك سيتم اخبار المريض بأنه لا يفضل إجراء أية جراحات أو استخدام أي علاج اخر مألوف في المراحل الأولية لتضخم البروستاتا الحميد . بل سوف يتم إخضاعه لبرنامج " صيانة " ، حيث يتم فحصه سنويا على يد إخصائي في المسالك البولية لرصد أي تطور يطرأ على الحالة .
ويقول العديد من الأطباء وإخصائيي المسالك البولية إن هذا البرنامج يعد نظاما ملائمة للرعاية ، وعرضوا قصصا لرجال في الخمسينات من العمر خضعوا لبرنامج رعاية لمدة عشرة أعوام ، أو خمسة عشر عاما قبل أن تتضخم البروستاتا لديهم وتصل إلى مرحلة تصبح فيها الجراحة أو استخدام إحدى وسائل العلاج الجديدة ضرورة حتمية .

• اختبار ذروة التدفق . 

هناك اختبار آخر قد يستخدمه طبيب المسالك البولية وهو اختبار ذروة التدفق ، والذي يتم إجراؤه بواسطة أداة تقوم بتسجيل معدل تدفق البول ، كما في الرسوم البيانية الموضحة أدناه .
الرسم البياني الأول يوضح معدلا شبه طبيعي لتدفق البول ، يصل إلى ذروته عند المنتصف ثم يتوقف سریعا . 
أما الرسم البياني السفلى ، فيظهر تدفقا أقل كثيرا ويحدث خلال فترة زمنية أكبر بمقدار مرتين إلى ثلاث مرات ، وغالبا ما يشير هذا إلى وجود انسداد خطير في مجری البول ، مما سيدفع طبيب المسالك البولية إلى إجراء اختبارات أخرى .
بعض أطباء المسالك البولية يستخدمون ساعة إيقاف وبولا يتم إفراغه بتوقيت محدد داخل كوب لتقدير نفس النتائج . وهناك اختبارات أخرى متعددة يستطيع أطباء المسالك البولية استخدامها أيضا ، يستخدم بعضها عند التشكك في وجود إصابة بسرطان البروستاتا .
غير أنه بما أن عشرة بالمائة من إجمالي جراحات تضخم البروستاتا الحميد ينجم عنها اكتشاف وجود إصابة بسرطان البروستاتا في مراحلها الأولية ، فإن بعض الرجال يطلبون إجراء المزيد من الاختبارات ، حيث برغبون في التأكد من أن البروستاتا غير مصابة بالسرطان أو تضخم البروستاتا الحميد ، وفي الواقع إن هذا الاختبار يعد " اختبارا سلبية " يتم إجراؤه لكي يطمئن المريض أنه لا يوجد سرطان في فصوص البروستاتا التي تم لمسها من خلال الفحص الإصبعی .

• اختبار مولد الأجسام المضادة الخاص بالبروستاتا ( PSA ) . 

أحد هذه النظم الروتينية هي اختبار دم بسيط يسمى اختبار مولد الأجسام المتسادة الخاص بالبروستاتا (PSA ) . إذا أظهر هذا الاختبار ارتفاعا في نسبة مولد المضاد ، فإن هذا يعد عاملا إيجابيا يشير إلى احتمال وجود سرطان في البروستاتا ، كما أن هناك اختبارا مصاحبا ، يسمى اختبار الحمضي البروستاتی ( PAP ) ، قد يشير إلى تفشي السرطان خارج البروستاتا وانتقاله إلى أجزاء أخرى من الجسم. حينئذ قد يطلب طبيبك إجراء اختبار معملي للحصول على " اختبار PSA کامل " ، وهو فحص أكثر تفصيلا وكثافة للدم بحثا عن أي مظاهر للسرطان . ومن الممكن أخذ عينة من البروستاتا ، لكن ذلك لا يتم إلا إذا وجد الطبيب كتلا صلبة وبقعة يشتبه بها على الفصوص الخارجية حين يقوم بإجراء فحص إصبعی.

• الموجات فوق الصوتية :

 إحدى الأدوات الحديثة المتاحة لإخصائي المسالك البولية الآن هي الموجات فوق الصوتية ، والتي تسمى في بعض الأحيان بالتصوير الصوتي ، يستخدم هذا الاختبار موجات صوتية عالية التردد لفحص جزء معين من الجسم وعمل تسجيل له . ويمكن أن يكون التسجيل في شكل صورة صوتية على فيلم تصوير فوتوغرافي خاص أو على ورقة ، أو يمكن تسجيل العملية بأكملها على شريط فيديو لإجراء فحص عاجل في الحالات الطارئة فيما بعد ، وکتسجيل لاستخدامه فيما بعد التحديد أية تغيرات تطرأ على حالة الأجزاء التي يتم فحصها بمرور الوقت .
إن هذا الاختبار سريع وبسيط وغير مؤلم ، حيث يتم إمرار أداة على شکل عصا رفيعة تسمى محول الطاقة ، جيئة وذهابا على الجزء الذي يتم فحصه ، وتقوم العصا الرفيعة بنقل الموجات الصوتية التي يرتد إليها صداها مرة أخرى مثلما يفعل الرادار . ويتم نقل هذا الصدى إلكترونيا إلى جهاز تسجيل أو جهاز عرض .
عند فحص المثانة والبروستاتا بواسطة الموجات فوق الصوتية ، لابد أن تكون المثانة مليئة بالبول ، ثم يتم إعادة الاختبار بعد أن يكون الرجل قد تبول لرؤية البول الذي يتبقى في المثانة.
ويزداد رواج الموجات فوق الصوتية حاليا بين أطباء المسالك البولية ، فما أصبح متاحا في معظم المستشفيات . والعديد من أطباء المسالك البولية و يتقنون جهاز الموجات فوق الصوتية الآن كجزء من معدات عياداتهم استخدامه عند الحاجة .
هناك استخدام آخر لجهاز الموجات فوق الصوتية يطلق عليه الجس عبر المستقيم ، والذي يمكن استخدامه إلى جانب صورة صوتية سطحية .
وينصح العديد من أطباء المسالك البولية بإجراء اختبار الجس عبر المستقيم . في هذا الاختبار ، يتم إدخال مجس مغطى ببالون مطاطی ملی، بالماء في المستقيم ، مما ينتج عنه صورة فوق صوتية لمنطقة البروستاتا والمثانة يمكن تسجيلها ومشاهدتها على شاشة في نفس الوقت .
ويقول بعض أطباء المسالك البولية إن تصوير منطقة المستقيم يميل إلى إعطاء دلالات على وجود أورام سرطانية غير موجودة في الواقع . بينما يقول آخرون إنها تعد وسيلة جيدة لتحديد ما إذا كانت هناك منطقة يبدو أنها مسرطنة وما إذا كانت هناك حاجة لإجراء مزيد من الفحوص .

• الرنين المغناطيسي :

 يعد الرنين المغناطیسی ( MRI ) إحدى وسائل الفحص باهظة الثمن ، كما أنه غير مؤلم وسريع ، ويمكن أن ينتج قطاعا مریضأ ثلاثي الأبعاد لأي جزء من أجزاء الجسم . كما يقول مستخدموه إنه أكثر تفصيلا من الصور التي يتم إنتاجها بواسطة الأشعة المقطعية المحورية ( CAT).
إن هذا الاختبار لا يتوسع في أجزاء أخرى من الجسم ولا يستخدم الإشعاع ، بل يستخدم موجات إشعاعية في مجال مغناطيسي لإنتاج الصورة ، ودائما ما يجري هذا الفحص في مستشفی کبیر .
إن جميع الفحوص والاختبارات باهظة الثمن هذه الأيام . فإذا ظهرت لديك الأعراض الثلاثة التضخم البروستاتا الحميد ، وإذا أدى الفحص الإصبعى إلى تشخيص الحالة بعدم وجود أي دلالات على الإصابة بالسرطان ، وذلك في حدود قدرة الطبيب على تحديد ذلك ، فإن الأمر حينئذ يعود إليك في تقرير ما إذا كنت ترغب في إجراء أية فحوص إضافية لتطمئن إلى أنك غير مصاب بالسرطان ، مع العلم بأن بعض شركات التأمين لا تغطي تكاليف بعض هذه الفحوص والاختبارات ، مثل الموجات فوق الصوتية .
لقد كان هناك مريض يصر على إجراء المزيد والمزيد من الفحوص . فقد كان يعاني من الأعراض الثلاثة لتضخم البروستاتا الحميد ، وكان يشعر بأنه على ما يرام ، ولكن كان له صديق توفى إثر إصابته بسرطان البروستاتا ، فوجد أن الأمر يستحق إجراء أشعة صوتية تكلفت مائتی دولار، والتي أظهرت عدم وجود أي علامة ملحوظة تشير إلى الإصابة بسرطان البروستاتا . غير أنه ظل قلقا إزاء نسبة جراحات تضخم البروستاتا الحميد التي تكشف عن وجود إصابات بسرطان البروستاتا ، والتي كشفت عن الإصابة بنسبة عشر بالمائة . فأشار طبيبه إلى أن مثل هذه الجراحات أجريت لرجال يفوقونه كثيرا في العمر، كما ذكر له الطبيب أن هذه الجراحة عادة ما كانت تجري لمعالجة مشكلات خاصة بتضخم البروستاتا الحميد كانت أكثر تفاقما من المشكلات التي كان يعانيها ، ومعالجة أورام كان حجمها يتزايد على مدار فترة زمنية أطول من الفترة التي كانت تتزايد خلالها الأورام التي كانت لديه .
واستوعب المريض منطق أخصائي المسالك البولية ، حيث إنه تعایش مع حالة تضخم البروستاتا الحميد التي كان يعانيها حوالى خمس سنوات فقط ، وغادر المريض عيادة الطبيب ولكنه طلب ميعادا آخر بعد ذلك بأسبوع ، وعندما جاء ، قال إنه يريد إجراء اختبارى الدم اللذين يمكن أن يكشفا عن وجود سرطان في البروستاتا . اختبار مولد المضاد النوعی البروستاتی ، واختبار الفوسفات الحمضي البروستاتی . وتم إجراء الاختبارين وكان كلاهما سلبيا ، مما كان يعد علامة أخرى على عدم إصابته بسرطان البروستاتا .
حينئذ اقتنع المريض بالأمر ، وقد ذكر لإخصائي المسالك البولية أنه لم من يقصد إظهار عدم احترامه لمؤهلاته أو مهاراته ، ولكنه كان يريد إثباتا أكبر قليلا مما قد يقدمه الفحص الإصبعي البسيط على أنه غير مصاب بالسرطان .