المحتويات
طبيعة تقلب الحالات المزاجية
ننصاع جميعاً بين الحين والآخر إلى تلك الحالات المزاجية السيئة؛ حيث يبدو الأمر كله كما لو كنا نسير عكس اتجاه التيار.
وعندما يصبح شعورك على هذه الشاكلة، تظلل غمامات سوداء على أفكارك وأحاسيسك والموقف الذي تمر به. أما الشق المعقد من عقلك فهو أنه ما إن يتمكن المزاج السلبي من العقل، حتى تفقد القدرة على رؤية جوانب الجمال في حياتك، وتكره وظيفتك على نحو مفاجئ، وتصاب بالإحباط تجاه العائلة والأصدقاء، وتشعر بالسخط لما حققته من إنجازات، وتضيع منك روح التفاؤل بالمستقبل. تدرك في أعماقك أن الأمر ليس بهذا السوء، لكن عقلك لا ينصت لذلك.
إفهم طبيعة المزاج السيء:
تعد معرفة ما أنت مقبل عليه – حتى إن لم يكن لك يد في تغييره على الإطلاق – جزءاً من الوعي الذاتي. اعترف أمام نفسك بأن المزاج السيئ ما هو إلا غمامة سوداء تظلل كل ما ترى، وذكر نفسك بأن الحالات المزاجية ليست أمراً دائماً.
مشاعرك تتغير على الدوام:
الحالات المزاجية السلبية تمر إن سمحت لها بذلك، وعندما تكون في مزاج سيئ، فإن ذلك ليس بالوقت المناسب لاتخاذ القرارات. وإن أردت أن تتجنب دفع الحالة المزاجية لك إلى اقتراف أخطاء تزيد الوضع سوءاً، فابقَ على دراية بهذه الحالة وتفهمها.
إن التفكر في المواقف الحالية التي تسبب في الحالة المزاجية ليس أمراً مقبولاً فحسب، بل إنه فكرة رائعة أيضاً، ما دمت لا تستغرق في ذلك؛ لأن ذلك خير أسلوب حتى تمر الحالة المزاجية بسلام.
لا تنخدع في المزاج الجيد أيضاً
ليس المزاج السيئ ولا المشاعر السلبية بالسبب الوحيد للمشكلات، فاعتدال المزاج قد يضلل تفكيرك بنفس القدر مثل المزاج السيئ، عندما تشعر بالحماس والسعادة الحقيقية، يصبح من السهل القيام بما تندم على فعله لاحقاً.
سيناريوهات سيئة لمزاج جيد:
استحضِر ذلك السيناريو المألوف: يقيم متجرك المفضل مهرجان التخفيضات السنوي بخصومات تصل إلى 75 بالمائة. تندفع إلى المتجر في يوم مهرجان التخفيضات، وينتهي بك الحال إلى شراء كل الأشياء التي لطالما رغبت فيها لكن تعجز عن السداد (على الأقل تعجز عن تسديد المبلغ كله دفعة واحدة)، وينتابك الاندفاع والبهجة بما اشتريت طوال الأسبوع فتتباهى بالبضائع أمام أصدقائك وأسرتك، وتخبرهم بأروع العروض التي حصلت عليها. وعندما تصلك فاتورة بطاقة الائتمان الخاصة بك في نهاية الشهر، يختلف الوضع تماماً.
إن الإنفاق الزائد ليس الخطأ الوحيد الذي قد ترتكبه في نشوة حالة مزاجية رائعة. فما تتمتع به من حماس وطاقة في الحالة المزاجية الجيدة يرسم أمامك صورة وردية لكل ما تصادفه. ويتركك ذلك في حالة تصبح فيها أكثر عرضة لاتخاذ قرارات متهورة؛ فتتجاهل النتائج المحتملة لأفعالك.
احذر المزاج الجيد، وما قد يؤدي إليه من قرارات متهورة، وستستطيع أن تنعم بالسعادة دون ندم يتبعها.