انخرط فيما
يفوق مقدرتك
يقولون إن أفضل طريقة لتعلم السباحة هي أن تقفز في الجزء الأعمق؛ طالما يوجد حارس إنقاذ في الخدمة.
هذا أفضل من أن يقذفك شخص آخر. ليس جميع المنخرطين في عالم الأعمال، مع الأسف، على معرفة بهذا الأمر. في الأيام التي كانت فيها شركة بيبسيكو المصنعة للمشروبات الغازية مشهورة بأنها بيئة عمل قاسية، كان شعارها غير الرسمي هو: لا يوجد حارس إنقاذ في حمام سباحة ببيبسي ، والنتيجة المباشرة ماذا سيقذفون لك إذا كنت تغرق في حمام سباحة ببيبسي؟ صخرة . بمعنى آخر، إن فلسفة النجاح بالنسبة للعديد من الشركات اعتادت أن تكون اسبح أو اغرق .
أغلب أصحاب الأعمال لا يحتفون بذلك التوجه الذهني القاسي غير المبرر هذه الأيام، لكن الحقيقة هي أنه في المشهد التنافسي اليوم، إذا لم تخرط نفسك فيما يفوق قدرتك من حين لأخر، ستكون في وضع غير أمن على الأرجح، لأنه أيا كان من عينك فإنه يتوقع منك أن تتعلم أشياء جديدة كل يوم. لتأمل على الأقل أن يتوقعوا ذلك، لأن وصف الوظيفة الذي لا يحمل أي تحدي على الإطلاق هو طريق مسدود إذا كان في إمكانك أن تقوم بكل شيء في وظيفتك دون معاناة، فإنك لن تعلق فقط في موضعك، لكنك أيضا لن تستعرض قوة عضلاتك العقلية أبدا، وستبدأ في الضمور قريبا جدا.
تعلمت هذا الدرس مبكراً، لأنني كنت أصغر من أخي بأربع سنوات، والذي لم يكن فقط ذكياً للغاية بل أيضا محبوباً ومهتما بالناس وانبساطياً بشكل أكبر مني بكثير. لذلك لكي أخرج معه، كان علي أن أتمدد ذاتيا لكي أتصرف بشكل أكبر من سني، وأتعلم منه ومن أصدقائه، وأظهر بعض النضوج.
تعلمت نفس الدرس في نفس الوقت تقريبا في المدرسة، عندما تجاوزت بعض الصفوف الدراسية. الذهاب يومياً إلى الصف المدرسي مع أولاد أكبر مني بعدة سنوات دفعني قدماً ليس من الناحية الاجتماعية فحسب، بل العقلية أيضاً. صرت مرتاحاً للغاية مع الشعور بـ ما الذي يحدث؟ ، لأن الإجابة
كانت دائما: أياً ما كان يحدث، فإنه في غاية الروعة، لأنني أتعلم الآن أشياء لم أعلم بوجودها حتى - صرت عضوا في نادي تصنع إلى أن تصنع ، وهو اختصار في حد ذاته.
إنه تذكير مستمر لما يلي: يا رجل أنت منخرط بالفعل فيما يفوق قدراتك - سواء كنت تخدع الناس أم لا- لذلك أبق عينيك مفتوحتين وفمك مغلقا (قدر الإمكان)، وقل نعم فقط لكل فرصة تأتيك. ستكون تجربة تعليمية دائمة، حتىوإذا كان هذا يعني أنه سيتعين عليك أحيانا أن تتخبط.
إنك تتعلم التواضع من ذلك، والتواضع هو أفضل سمة محتملة للتواجد في المواقف التي تكون فيها منخرطا فيما يفتى قدرتك. إنه ملطف وصادق، وبذلك سيفيدك بالضبط بنفس القدر في الموقف المعاكس. حتى إذا تسنى لك أن تصبح رئيس مجلس إدارة، فإنك ستستمر في الدخول إلى الغرفة بالتوجه الذهني الذي يقول: أنتم جميعاً يا رفاق أذكى مني بكثير؛ لهذا أنتم هنا، لذلك سأطرح فقط بعض الأفكار. يحب الناس ذلك. من لا يحب الاحترام؟
أفضل القادة لا يتصنعونها إلى أن يصنعوها؛ إنهم يتصنعونها بعد أن يصنعوها، لكن في الاتجاه الآخر.
بالنسبة لي كان بدء شركة كييب أمرا شاقا علي، أشبه بالقفز من جرف واكتساب جناحين أثناء السقوط؛ وهو ما يشبه مبادرة الأعمال بشكل عام. لم أكن في تلك اللحظة خبير إعلانات، ولم تكن لدي أي فكرة ما إذا كانت الفكرة التي لدي -ربط الإعلانات بالمكافآت- ستنجح أم لا؛ حيث إنها لم تكن متواجدة في ذلك الوقت.
سرعان ما وجدنا أنفسنا نتعاون مع معلنين كبار-مثل بي أندجي p&G، ويونيليفر Unilever، وماكدونالدز؛ الذين كانوا ينفقون أموالهم على علامات تجارية ضخمة مثل منصة AD¡ من أبل وجوجل بالطبع. لكننا انخرطنا في الأمر بثقة. قلنا: لدينا طريقة أفضل وتعامل معنا الناس بجدية. جزء من رمز الاختصار الخاص بالانخراط في المهام الصعبة أن الناس يفترضون بطبيعة الحال أنه لا بد وأن تكون متواجدا، لأنك متواجد بالفعل .
كانت ثقتنا ترجع جزئيا إلى أننا كنا نسمح لشغفنا بفكرتنا أن يقود الطريق.
كنا نعرف أنه كان يوجد خطأ ما في عالم الإعلانات بأكمله (لا ينقر أحد أبدا عن عمد على الإعلانات الموجودة على هواتفهم المحمولة)، وأردنا أن نصلح هذا الخطأ.
إذا كان في استطاعتك أن تجد مشكلة عالمية، يمكنك عادة أن تجد موافقة عالمية على حلها. يشبه الأمر أن أقول: آه، سأصلح مشكلة التكدس المروري . لن يقول أي إنسان في العالم؛ لا تزعج نفسك، أحب أن أعلق في الزحام المروري .
بالتالي دخلت اجتماعات المبيعات مع هذه الشركات الكبيرة بإيمان حقيقي بما كنا نفعله، وساعد هذا الأمر على الحصول على الموافقة المبدئية لكبار المعلنين.
دخلت هناك ولدي إيمان كامل بأن منتجنا يمكنه أن يحل مشكلة توجد لديهم جميعا: لا أحد يريد أن ينقر على إعلاناتهم.
كان من الممكن أن أدخل هناك وأنا أشعر بالخوف، لكن لماذا؟ عندما أنخرط فيما يفوق قدرتي، فإنني أتوقع أنني سأواجه تحديات. لهذا السبب أقوم بهذا الأمر.
إذا قفزت في مياه أعمق من طولك، سرعان ما ستتعلم السباحة. يمكنك بعد ذلك أن تقفز مرة أخرى، حيث تكون المياه أكثر عمقا.