عادة، لا أندهش من ثروة الناس، ولكن كان هناك شيء أعجبني بشأن الزوجين ماكنتاير؛ فهما لا يبدوان ثريين، ولا يبدو مظهرهما ذا طابع مميز بشكل صارخ. وعلى العكس، يبدوان عاديين تماماً؛ زوجين متوسطي الحال، لطيفين، مجتهدين. فكيف تمكنا من جمع هذه الثروة في هذه السن الصغيرة
بعبارة بسيطة، كنت مشوشاً، ولكنني كنت مبهورا أيضاً؛ فقد كنت في ذلك الوقت في منتصف العشرينات، ومع أنني كنت أكسب قدرا معقولاً من المال؛ فقد كان راتبي يغطي نفقاتي فحسب. وفي بعض الشهور، كنت أستطيع أن أدخر القليل، ولكن في الأغلب كنت أنشغل في الشهر التالي، أو أنفق الكثير جدا، ولا أدخر شيئا على الإطلاق. وفي كثير من الشهور كان الآمر يبدو كأنني بدلاً من التقدم إلى الأمام، كنت أتراجع؛ فأعمل بكد أكثر وأكثر لأغطي
النفقات فحسب ٠
وكان محرجا ومحبطاً حقا؛ فقد كنت مستشاراً مالياً أعلم الآخرين كيفية الاستثمار، ولكنني كنت أنا نفسي غالباً ما أكافح لتغطية نفقاتي. والأسوأ من ذلك، كان هناك آل ماكنتاير ، اللذان ربما كانا في أفضل حالاتهما، ويكادان يحصلان بالكاد على نصف ما كنت أحصل عليه، ومع ذلك كانا مليونيرين، بينما كنت أسقط أنا أكثر فأكثر في الديون.
ومن الواضح أنهما كانا يعرفان شيئا عن كيفية التعامل مع أموالهما، كنت أنا محتاجا إلى أن أتعلمه، وكنت عازماً على معرفة هذا الشيء. وكيف يمكن لهذين الشخصين العاديين جمع هذه الثروة؟ وكنت حريصاً على معرفة سرهما، ولكن لا أعرف من أين أبدأ، وأخيرا سألتهما: هل ورثتما أيا من ذلك؟".
انفجر "جيم" في الضحك- وكور، وهو يهز رأسه: إرث؟ ثم أضاف: الشيء الوحيد الذي ورثناه هو المعرفة. لقد علمنا آباؤنا بعض القواعد المنطقية بشأن التعامل مع المال. فعلنا ما قالوه فحسب، ومن المؤكد أنها أتت ثمارها. والشيء نفسه ينطبق على الكثير من الأشخاص الذين نعرفهم. في
الواقع، سوف يتقاعد نحو نصف أصدقائنا فى الحي هذا العام، وكثير منهم أفضل حالاً من حالنا".
عند هذه النقطة، صرت مبهورا. فقد جاء الزوجان ماكنتاير لمقابلتي بشأن مساعدتي لهما، ولكن الآن أنا الذي أحتاج إلى مساعدتهما.