في مكان ما، وعلى نحو ما، وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، حدث شيء لحلم الحياة المثالية بأن تمتلك منزلا في حي جميل، وتقود سيارة لطيفة، وتوفر لأطفالك (إذا كان لديك أطفال) حياة أفضل مما كانت لديك، وتتقاعد مع قدر كافٍ من المال؛ لتفعل ما تريد أن تفعل، وعندما تريد أن تفعل ذلك. ما حدث هو أن هذا الحلم اختفى من حياة الكثير من الأمريكيين.

وبدءا من أزمة الرهن العقاري في عام ٢٠٠٧ وما أعقب ذلك من ركود، دخلت أمريكا حالة من الانكماش الاقتصادي المؤلم لا يزال الكثيرون منا يشعرون به- ومع التدهور السريع لسوق المال، رأى العديد من الأمريكيين ثروتهم الشخصية تتبخر؛ ففي وضعية السوق الهابطة التي مرت بها سوق المال بين عامي ٢٠٠٧ و٢٠٠٩، بلغت خسائر وول ستريت ١١ تريليون دولار. وللأسف،  لم يتعاف الملايين من الأمريكيين من هذه الخسائر. ونتيجة ذلك، أجبر عدد لا يحصى من الناس على ترك التقاعد، والعودة إلى العمل، ولا يمكن لأحد أن يحدد المدة التي سيضطر هؤلاء الناس إلى الاستمرار في العمل فيها. 

وفي الوقت نفسه، يتساءل الملايين الذين خططوا للتقاعد في السنوات من الخمس إلى العشر المقبلة: ماذا حدث؟ هل سأكون قادرا على التقاعد؟ أين نصيبي وبالنسبة إلى معظم الأمريكيين، فإن النهج القديم للاستثمار لا يصلح ببساطة في المستقبل. تأمل ذلك؛ وفقا للمجلس الأمريكي لثقافة الادخار، فإن ٥٧/ من جميع العاملين في الولايات المتحدة يمتلكون مدخرات أقل من ٢٥٠٠٠ دولار أمريكي، ووفقا لمسح آخر على موقع Bankrate, com ، فإن واحدا من كل ثلاثة أمريكيين ليس لديهم أي رصيد في البنك. هذا صحيح: صفر، لا شيء، حساب فارغ. وفي الوقت نفسه، تخبرنا أحدث الإحصاءات بأن المواطن الأمريكي العادي مدين حاليا بأكثر من ٨٤٠٠ دولار أمريكي كدين في بطاقات الائتمان.

وحتى جيل طفرة المواليد الذي يفترض أنه من الأثرياء، فإنه يقف على أرض مالية هشة، ويصل نحو ٠ ١ آلاف من مواليد جيل طفرة المواليد إلى سن التقاعد كل يوم، ولكن وفقا لدراسة أجرتها الجمعية الأمريكية للأشخاص المتقاعدين، فإن ابن جيل طفرة المواليد لا يملك سوى أصول مالية بقيمة ١٠٠٠ دولار. وقد يكون اللقب الذي نطلقه عليهم هو الطفرة، ولكن مواردهم المالية في الحضيض.