- التقييم العام و يشمل بجانب الفحص إجراء أشعة للصدر و عمل رسم كهربي للقلب و تقدير كمية الجلوكوز بالدم في حالة الصيام.
- تقييم حالة الدم .
- تقييم الجهاز الصناعي .
- تقييم حالة الكلى و تشمل بجانب التحليلات المعملية المختلفة تصوير الجهاز البولي بالأشعة العادية و بالموجات فون الصوتية .
- تقييم حالة العظم .
- تقييم مضاعفات ضغط الدم المرتفع على أعضاء الجسم المختلفة مع فحص قاع العين .
- تقييم حالة الجهاز البولي .
- التأكد من عدم وجود قرحة حمضية .
- التأكد من عدم إصابة المريض بمرض معدٍمثل الدرن .
- ثم تعمل الفحوص المناسبة لتوافق الأ،سجة و تشمل فصيلة الدم و فصيلة الأنسجة ، تقدير وجود أجسام مضادة ، دراسة شجرة النسب .
دراسة فصائل الأنسجة من أهم هذه الفحوص فقد وجد أن عملية طرد
الجسم للكلية المغروسة يتناسب مع مقدار الجيني (الوراثي ) بين الواهب و المستقبل . إذا تم غرس الكلى بين توأمين مثيلين كان نجاح الغرس أكيداا، لأن أنسجتها واحدة، إذا تم توصيل الأوعية الدموية بسرعة ونجاح. أما إذا تم غرس الكلي من شخص أجنبي أو من قريب للمستقبل و ليس من أخيه الشقيق المثيل تبدأ عملية الطرد بعد أيام (او ساعات ) فتبدأ عملية التهاب مناعي على شكل تجمع سريع لكرات الدم البيض يؤدي في النهاية إلى تنكرز الكلية المغروسة و موتها في خلال عشرة أيام . ترجع عملية الطرد هذه التي تؤدي إلى موت الكلية المغروسة لأن الجهاز المناعي للمستقبل يتعرف أ، الجسم الذي تم غرسه فيه، جسم غريب عنه، ذو مستضدات على خلاياه تثير جهازه المناعي فيكون أضدادا لها ويقال في هذه الحالة "عدم وجود توافق بين أنسجة الواهب وأنسجة المستقبل ".
تختلف أعضاء الجسم المختلفة في شدة المستضادات علا خلاياها، فهي أقوى ما تكون على الطحال و الكبد و الأنسجة اللمفاوية، و هي متوسطة الشدة على الكلى و الرئة و الكظر و القناة الهضمية، و هي ضعيفة على القلب و العضلات و الدماغ. ننعرف الخلايا اللمفاوية الصغيرة في جسم المستقبل على هذه المستضادات و تستجيب لها مناعياً بتكوين أضداد لها يؤدي إلى عملية طرد العضو المغروس في الجسم .
يمكن تثبيط الاستجابة المناعية للعضو المغروس فيه بإحدى الوسائل الآتية:
- إعطاء المستقبل كمية كبيرة من الستيرويدات الكوريتكية .
- تناول المستبقل مثبطات الجهاز المناعي مثل الإميوران أو سيكلوسبورين.
- تعاطى جلوبيولين ضد الخلايا اللمفاوية.
- ربط القناة الصدرية جراحيا ً أو تحويل السائل اللمفي بها .
- استئصال الغدة التيموسية .
- تعريض الجسم بأكمله للإشعاع .
كان الأطباء قديماً يعالجون المستقبل بالستيرويدات الكورتيكية و الإميوران لمنع الجسم من طرد الكلى المغروسة ، و لكنهم اتجهو الآن إلى علاج المرضى بالسيكلوسبورين الأقل ضرراً و الأكثر فعالية في تثبيط مناعة الطرد . و تستخدم إحدى الوسائل الأخرى ( أو كلها ) إذا بدأت عملية الطرد فعلا لمحاولة إيقاف العملية .
كيف تختار الكلية من الواهب لغرسها في المريض الذي يحتاجها ؟
في حالة غرس الكلى بين الأحياء فإن الكلية المثلى هي كلية من توأم مثيل. ثم تأتي الكلية من احد اقرباء الصف الأول ( الوالد أو الوالدة أو الإبن او البنت ) ، ثم من أحد أقرباء الدرجة الثانية أو الثالثة أو الرابعة . لأنه كلما كانت القرابة وثيقة كلما كان احتمال توافق الأنسجة كبيراً، تنتقى كلية القريب الذي تتقارب فيه أنسجة الجسم مع أنسجة المريض المستقبل. ثم تأتي الكلية من متبرع غريب عن المريض إذا توافقت أنسجته مع أنسجة المستقبل لدرجة كبيرة.
ولكن الحل الأمثل هو إباحة غرس الأعضاء من حديثي الوفاة، حيث تتضخم إلى درجة كبيرة قائمة الأعضاء التي تصلح للغرس. كل متوفى حديث ممكن أن يهب كليتين، و كبداً، و بنكرياس، و قلباً ، و رئتين على الأقل لإنقاذ سبعة من المرضى الذين ينتظرون هذه الأعضاء للحياة. كلما كبرت قائمة الواهبين كلما زادت الفرصة لوجود أعضاء صالحة للغرس.
بالإمكان إنشاء بنك للأعضاء في مصر (و تعدادها 60 مليونا) ووضع برنامج محكم لغرس الأعضاء ، بحيث يحصل – من يستحق – على العضو المناسب و ليس من يدفع أكثر ، و يحكم هذا البرنامج كمبيوتر تسجل فيه جميع بيانات المنتظرين و يختار الكمبيوتر المريض المناسب عندما تتاح فرصة وجود عضو من ميت حديث قابل للغرس.
غرس الأعضاء من الأحياء، الذي بدأ في مصر منذ حوالي خمسة عشر عاماً شابته كثير من المخالفات الأخلاقية، أهمها أن يحضر إلى مصر أثرياء من دول عربية ويدفعون ثمن الكلية التي يشترونها من أحد الشبان المصريين. و ظهرت طائفة من "المافيا" بين الواهبين ( و يساعدهم في هذا بعض المسئولين عن معامل تصنيف الأنسجة ) و يستنزف الواهب المريض المنتظر و أهله بالنقود المدفوعة إليه و الهدايا المقدمة له ( و التي يصر على طلبها بنفسه ) و بالمساعدات المادية و غيرها ، و بعد ثبات توافق أنسجته مع المتلقي ، يهرب و يختفي . أحياناً في الموعد المحدد لإجراء عملية الغرس .
إذا صدرت التشريعات اللازمة لإباحة غرس أعضاء من حديثي الوفاة . فالواجب التعريف الدقيق لمعنى الوفاة ( حتى لا تنتزع أعضاء من شخص مازال حياً ) . و قد اتفق العلماء و المشرعون أ، الوفاة تعني وفاة الدماغ ، بينما القلب و الرئتان ما زالت تدب فيها الحياة . أنسب المرضى من حديثي الوفاة الذي تصلح أعضاؤه للغرس ، هو شاب أو شابة أصيب في حادث و نقل إلى الرعاية المركزية بالمستشفى ، و تم توصيله بالأجهزة الطبية المختلفة التي تعمل على بقاء القلب ، ينبض على التنفس الصناعي ، و لكن تمت وفاة الدماغ و صار رسم المخ عديم الذبذبات الكهربية تماماً . بلى هذا المريض . المصاب بنزف أو جلطة بالدماغ أو سرطان بالدماغ وتوقف دماغه تماماً عن العمل بينما قلبه وباقي أجهزته ما زالت حية. و في الحال يستدعي الفريق المعد سلفاً
لانتزاع العضو ( أو الأعضاء ) من الجسم و تتم عملية غرس العضو في المريض المعروف سلفاً و الذي تم إدخاله المستشفى لهذا الغرض . و لنجاح هذا البرنامج ينبغي أن تكون طرق المواصلات يسيرة و سريعة و ينقل المرضى بالسيارات أو الطائرات من أي مكان في الجمهورية بأسرع ما يمكن . يتم تخزين العضو الذي تم نزعه مبرداً بغاية الحرص للحفاظ على سلامة أنسجته حتى يتم الغرس .
أهم مضاعفات عملية غرس الكلى هو طرد الكلية المغروسة و أنواع الطرد أربعة: الطرد فوق الحاد و يحدث بعد دقائق من الغرس ، سببه عادة عدم توافق الأنسجة ، ثم الطرد المتسارع و يحدث بعد ساعات حيث تموت الكلية المزروعة بعد 24 -48 ساعة من غرسها ، ثم الطرد الحاد و يحدث بعد أيام من عملية الغرس ، و هذا النوع من الطرد ممكن علاجه و منع تمامه و تعود الكلية المغروسة إلى استئناف وظائفها ، و أخيراً الطرد المزمن و الذي يحدث بعد شهور (أو سنوات قليلة ) .
ثم يأتي تنكرز اكلى المغروسة و قد حدث هذا في حوالي 10 % من حالات الغرس في بعض المراكز و سببه التلكؤ في عملية الغرس و عدم إتمامه بسرعة ( 20 دقيقة على أكثر تقدير ) أو عدم حفظ الكلى حية قبل غرسها – بعد انتزاعها من الواهب .
ومن أخطر المضاعفات التي تحدث هي المضاعفات في المسالك البولية مثل تسرب البول من الحالب أو من المثانة أو من كثوس حوض الكلية أو انسداد الحالب ، كما قد يحدث النزف المستمر . إذا حدثت إحدى هذه المضاعفات فإن التدخل الجراحي السريع يكون لازماً و إلا توفى المريض أو فسدت الكلية المغروسة .
وقد تحدث المضاعفات في وصلة الشريات ( انسدادها أو ضيقها ) أو صلة الوريد ( انسدادها بتجلط الدم )
بعد إتمام عملية غرس الكلى و نجاحها يتم إفراز البول في الحال و تخفيض بولينة الدم و ينخفض الكرياتينين و يعود التوازن لأملاح الدم ، و بعد أسابيع قليلة يشفى المريض تماماً و يعود لحالته الطبيعية قبل أن تمرض كليتاه و تفشلا . نسبة نجاح عملية الغرس تختلف من مركز لآخر، و لكنها تتحسن في نفس المركز بإكتسابه مزيداً من الخبرة . وصل نجاح العملية في المراكز جيدة التدريب عند غرس كلية مأخودة من متبرع حي إلى 70 -80 % من الحالات ، و عند أخذ كلية من شخص حديث الوفاة إلى 50 – 60 % من الحالات ، و في الإمكان عند فشل إيقاف محاولة طرد الكلى المغروسة من الجسم إعادة العملية مرة ثانية و ثالثة مع توقع مزيد من النجاح في كل محاولة ، و لكن إذا فشلت تماماً عملية الغرس فعلى المريض أن يعاود اسصفاء الدم بالديلزة و هذا أضعف الإيمان .