يتعلق بهذا
بصفتي مدير أريد أن أكون أكثر ثقة وحزماً، من أين أبدأ ؟
ما الشيء الذى يمكن الشخص من التفكير والتصرف مثل المدير "المثالي"؟ ولماذا يبدو من الصعب القيام بذلك؟ كيف يمكننا أن نطور الثقة لنتعامل مع كل الأمور بشكل مهني وبكل هدوء, ولا نبالغ في ردة فعلنا أو نفزع كثيراً لدرجة تجعلنا ننحرف عن المسار الذي نريده؟
الثقة – بالإضافة إلى الحزم – والوضوح ليست سلوكاً طبيعياً بالنسبة للكثيرين منا ؛ لذلك إذا كافحت للاستمرار في السيطرة على الأمور فأنت شخص طبيعي؛ لكن بدون الثقة ستكون إدارة الآخرين مهمة صعبة جداً لذلك نحن مدينون بالثقة لأنفسنا, ولفريقنا ومؤسساتنا , ومن ثم يجب أن نعمل على أنفسنا حتى نعطي على الأقل انطباعا مقنعا بالثقة .
وأهم شيء عليك أن تتذكره هو أنك حصلت على الدور الذي تقوم به نتيجة للإنجازات التي حققتها.
ماذا يعني كونك مديراً الآن:
يعنى أنه يجب عليك عدم المحاولة لأن تكون شخصاً أخر عن غير نفسك – فهناك عدد كبير من طرق الإدارة بعدد المديرين.
وإذا كانت الثقة تعني كل شيء على الإطلاق فأول شيء يجب أن تعنيه هو أن تكون لديك الثقة في تحقيق الدور الذي تقوم به بالطريقة الأكثر ملاءمة لك.
إذا كنت شخصا هادئاً, فإن التظاهر بأنك محفز صاخب لن ينجح معك؛ لذلك لا تحاول وكن فخوراً بنفسك وافتخر بالدور الذي تقدمه حيث إن المطلب الوحيد الذي عليك القيام به هو أن تطور الثقة التي تحتاج إليها لتكون النسخة الأفضل التي تتطلع إليها .
وتأتي الثقة بالنفس من مصدرين: الأول هو تقدير الذات, والثاني هو الإنجاز.
بعبارة أخرى, ما نفكر فيه بأنفسنا وما نفعل، كما زاد تقديرنا لأنفسنا, تعامل معنا الآخرون بشكل جاد وفعلوا ما نحتاج إليه منهم.
أنا لا أتحدث هنا عن الثقة بالنفس التي تصل لدرجة الغرور, أو ما نراه شائعا من السلوك المتغطرس, هذا النوع من الثقة الذي يمكنه أن يجعل الناس يتصرفون بطرق لا تؤدي لإدارة جيدة.
وينشأ انعدام الثقة من القلق بشأن عدم قدرتنا على مواجهة التحديات التي تقف أمامنا , فنحن لا نثق بالقدر الكافي بقدراتنا, ربما لأننا نحكم على أنفسنا بالفشل, أو ربما بسبب حكم الآخرين علينا, وهذا يعنى أنه عندما نحاول التعامل مع موقف ما, فإننا نحمل في عقولنا ذكريات لإخفاقات سابقة, أو أحكام سلبية, ونخوض الموقف الجديد بتنبؤات سلبية للنتيجة المحتملة.
وعندها نفقد الثقة بقرارنا الأصلي, ومن ثم نفشل في الالتزام بمسار عمل معين مقتنعين بأنه لن ينجح أو سيجد شخص ما خطأ به.
والأشخاص الباحثون عن الكمال بيننا يؤخرون ويفوتون الإحساس باللحظة ؛ لأنهم ينتظرون حتى يغطوا جميع الاحتمالات, ويضمنوا الكمال أو النجاح الكامل.
أيا كان السبب الأساسي, فإن انعدام "الجرأة " هذا سيودي إلى النتيجة المتوقعة, وسنظل نقنع أنفسنا بشكل أكبر بأننا غير مناسبين للمهمة.
أنت لست بالأهمية التي تظنها في نفسك !
ماذا ؟ حتى الآن لم نكن نتحدث عن أى شيء آخر فأن تكون على سجيتك, وأن تدير نفسك, وأن تعمل على تطوير نفسك كلها أمور مهمة, وإذا لم تكن مستعداً لتحقيق الكثير من هذه الأمور, فلن تكون المدير العبقري الذي لديك القدرة لتكونه؛
لكن هناك اختلافا كبيراً بين العمل على تحقيق شيء ما, والقلق بشأن شيء ما, فالقلق يرجع بك إلى الخلف ويعطيك المزيد من المشكلات التي تقلق حيالها, لأن عقلك يركز على الشيء الذي يسير بشكل خطأ بدلاً من التركيز على ما يمكنك القيام به حياله, والعمل على تحقيق أمر ما يعنى التفكير بذلك الأمر.
والتفكير يؤدي إلى أفعال؛ لذا هناك فرق شاسع بين القلق حيال أمر ما والتفكير فيه, وسنظل دائمًا نفعل ما هو أفضل إذا قضينا أوقاتنا, وبذلنا طاقتنا في البحث عن الحلول بدلا من المُشكلات وحينها سنكون أيضاً أكثر نفعا لفريقنا ومؤسستنا.
أفراد فريقك يفكرون في أنفسهم!
وتذكر أن أفراد فريقك لا يُفكرون فيك، وإنما يفكرون في أنفسهم, فهم يهتمون بك فقط بمقدار ما تفعله ويمكن أن يؤثر عليهم، وهذا لا يعني أنهم أنانيون أو غير مهتمين, بل يعني ببساطة أنهم بشر, وهذه معلومة مهمة؛ حيث إنه من السهل أن نعلق في مخاوفنا الخاصة لدرجة تجعلنا ننسى أن عملنا هو مساعدة الآخرين للتغلب على مخاوفهم، تقبل أننا بهذا المكان كي نرمى بأسهم الإنتقاد, ولكن هذا أيضا بمُقتضى وضعنا في المؤسسة. الأمر ليس شخصياً (على الأقل في البداية), ولكنه يبدو إليك كذلك، إذا استاء منك الآخرون لأنهم يريدون الوظيفة التي وصلت إليها.
وعندئذ سيشعرون بالاستياء بسبب تأثير ذلك عليهم، إنها مشكلتهم وليست مشكلتك, وإذا اعترضوا على قرار قمت باتخاذه, فسيكون هذا بسبب تفكيرهم في أن ذلك ربما يؤثر عليهم.
فعندما سجلت "فرقة باند أيد "النسخة الأصلية من أغنيتها Do the know it is chritmas كان على المغني ومؤلف الأغنية "بوب جيلدوف" التعامل مع إستوديو ممتلئ بنجوم موسيقى البوب الأكثر ثراء وغروراً, بكل ما لديهم من معجبين وحياة مهنية وصور ذاتية يحافظون عليها. فعلق لوحة في المدخل قائلاً: "اترك غرورك عن الباب".
وعلينا أن نأخذ نحن أيضا بهذه النصيحة؛ لذلك توقف عن القلق بشأن كيفية نظر الآخرين إليك, وحكمهم عليك, أو تحدثهم عنك , وبدلا من ذلك اهتم بأداء أفضل ما لديك, والاستمتاع بالعمل مع الآخرين لتنتج شيئاً رائعاً.
الأمر لا يتعلق بك, وإنما يتعلق بكيفية أداء وظيفتك هناك فرق.