أ) أمراض الكلى المزمنة مع ارتفاع نسبة البولينا في الدم أو التهاب الكلى وحوضها Pyelonephritis المزمن والمصحوب باستسقاء الكلية Hydronephrosis قد تكون من الأسباب الداعية إلى الاجهاض أما التهاب الكلى المزمن Ch. nephritis فلا يزداد سوءاً مع الحمل إلا إذا كان مصحوباً بعدوى میکروبية قوية أو مصحوباً بتسمم الحمل.
ب) أمراض القلب: لا تحتاج المصابة بمرض القلب إلى إجراء عملية إجهاض ما دام المرض في المرتبة الأولى أو الثانية ولهذا لا يعتبر ذلك سبأ للإجهاض الطبي.
وأما إذا وصل المرض إلى المرتبة الثالثة Class III أو كانت المريضة مصابة بالذبذبة الأذينية Auricular Fibrillation أو تعاني من انسداد الشرايين التاجية للقلب Coronary Occlusion أو أن ضيق الصمامات شدید وقد أجريت عملية شق الصمام Valvotomy من سابق ثم عاد الضيق من جديد، فإن الإجهاض في هذه الحالة يعتبر مفيدة من الناحية الطبية أما إذا وصلت المريضة الى المرتبة الرابعة Class IV فإن حالتها لا تسمح بإجراء الاجهاض. وينبغي أولاً تحسين حالتها الصحية ثم بعد ذلك يجري الإجهاض.
أما ضغط الدم فنادراً ما يؤثر على الحمل ويمكن في الغالب علاجه بدون إجراء إجهاض.. ولا يحتاج إلى الإجهاض إلا في حالة وجود تاريخ مرضى بالنزف أثناء الحمل من ضغط الدم وخاصة إصابة الجهاز العصبي
. V. A C. أو وجود نزف في قاع العين فإن ذلك يستدعي إجراء الإجهاض.
أما حالة تسمم الحمل فإنها لا تقع إلا في أشهر الحمل الأخيرة وتستدعي الولادة المبكرة وليس الإجهاض.
ج) أمراض الجهاز التنفسي: في حالة إصابة الرئتين الشديدة مثل مرض الأمفيزيما وقصور الرئتين فإن ذلك يستدعي الإجهاض. أما السل الرئوي فلم يعد يستدعي الإجهاض لأن علاجه بالأدوية أصبح میسوراً. وكذلك لا يستدعي وجود التهاب رئوي إجراء الإجهاض.
د) أمراض الاستقلاب وأهمها البول السكري: لا يستدعي وجود البول السكري الإجهاض إلا في حالات نادرة تهدد المصابة بالعمى أو مرض الكلى المزمن Kimmelstiel - Wilsonأما إذا كانت المريضة قد أصيبت بالعمى أو أن مرض الكلى متقدم فلا فائدة ترجى عندئذ من الاجهاض.
هـ) أمراض الدم: تعتبر بعض أمراض الدم المصحوبة بتجلط Thromboembolic Disorders وعلل الهيموجلوبين Haemoglobinopathy وعيوب التجلط Clotting Defects من الأسباب الداعية إلى الإجهاض.
و) الأمراض الخبيثة: مثل سرطان الثدي وعنق الرحم التي تزداد شراسة بالحمل (لوجود هرمون الاستروجين بكمية كبيرة اثناء الحمل) فإنها تعتبر داعية إلى الإجهاض. وكذلك مرض هودجكين الخبيث لأن علاجه بالأشعة والاشعة تقتل الجنين أو تشوهه.
أما مرض اللوكيميا (سرطان الدم) وسرطان الأمعاء والغدة الدرقية فلا تعتبر من دواعي الإجهاض.
ز) الأمراض العقلية والنفسية: وها هنا يختلف أخصائي أمراض النساء والولادة مع أخصائي الأمراض النفسية إذ أن اتجاه اخصائي الأمراض النفسية في الغالب يميل إلى إجراء الإجهاض المعظم الأمراض النفسية بينما يرى كثير من أخصائي النساء والولادة أن الأمراض النفسية والعقلية التي تستدعي الإجهاض محدودة في أنواع من الجنون مثل الشيزوفرينيا وحالات الهوس Mania لأن المريضة لا تستطيع العناية بمولودها.
ح) الأمراض المتعلقة بالحمل والولادة: مثل الحصبة الالمانية التي تسبب تشوه الاجنة وخاصة إذا كانت الإصابة في الشهر الأول أو الثاني من الحمل.. وفي الشهر الثالث من الحمل تقل نسبة تشوه الأجنة إلى ۲۰ بالمئة. أما بعد ذلك فالنسبة ضئيلة جدا ولا تستدعي الإجهاض.
ويعتبر تشوه الجنين أحد الأسباب الهامة الداعية إلى الإجهاض.. ويمكن التأكد من ذلك بإجراء بزل عينة من السائل الأمنيوسي المحيط بالجنين أو تصوير الجنين بالموجات فوق الصوتية. فإذا وجد أن الجنين مشوه أمكن عندئذ إجراء الإجهاض بعد موافقة الوالدين طبعاً.
وهناك حالات جراحية تستدعي الإجهاض مثل سقوط الرحم أو وجود ناسور بين المثانة والرحم أو المهبل وخاصة إذا كانت قد أجريت عمليات قبيل الحمل لمثل هذه الحالات فإن حصول الحمل والولادة يؤدي في الغالب إلى عودة المرض وربما بصورة أشد مما كان عليه.
ط) أمراض خلقية في الأم: بحيث تجعل الولادة متعسرة جداً مثل مرض مارفان Marfan Syndrome أو مرض تكون العظم الناقص Osteogenesis Imperfecta أو مرض الحدب الجنفي Kyphoscoliosis وقد تستدعي هذه الحالات الإجهاض وإن كانت في كثير من الأحوال لا تستدعي ذلك. وإنما يتوجب إنزال الوليد بعملية قيصرية.
ي) أمراض نقص أو اضطراب جهاز المناعة لدى الأم: مثل نقص المناعة الطبيعية Hyperimmune Diseases أو مرض الذئبة الحمراء Lupus Erythematosus أو التهاب المفاصل نظير الرئوي. Rheumatoid arthritis
ك) أمراض وراثية: هناك أمراض وراثية تنتقل إلى الجنين مثل مرض (رقص هنتنجتون) Huntington Chorea أو مرض تيساك TaySacs أو غيرهما من الأمراض الوراثية أو العيوب التي تصيب الكروموسومات (الجسيمات الملونة) مثل مرض داون Down Syndrome الذي كان يعرف باسم المغولية Mongolism أو غيره من الأمراض.
وهذه الأمراض يمكن التأكد من وجودها من عدمه في كثير من الأحيان بإجراء فحوصات وأخذ عينات من السائل الأمنيوسي أو غير ذلك من الوسائل الطبية مثل الموجات فوق الصوتية..
وبعض هذه الأمراض أصبح من الممكن معالجتها والجنين لا يزال في بطن أمه مثل وجود استسقاء وتضخم بالرأسHydrocephalus مما جعل إجراء عملية الإجهاض غير ضرورية طبياً. ولكن معظم الأمراض الوراثية والعيوب الخلقية الناتجة عن خلل في الكروموسومات لا زالت حتى الآن خارج نطاق المقدرة الطبية.. ولهذا ينصح الأطباء في مثل هذه الحالات (النادرة على أية حال) بإجراء الإجهاض إذا وافق الأبوان على ذلك.. ومثالها جنين بدون دماغ Anencephaly أو جنین بدون کلی Renal agenesis أو الصلب الاشرم (الشوكة المشقوقة) Spina bifida الشديدة أو عيوب خلقية شديدة في القلب.
ويقول كتاب (التحكم في الخصوبة الانسانية / ۲٤۲ - ۲٤۳) إن على الطبيب ألا يكتفي باعتبار المرض وراثياً ولكن عليه أن يستشير أهل الاختصاص في الأمراض الوراثية عن مدى احتمال إصابة الجنين قبل إجراء بزل للسائل الأمنيوسي لأن البزل يحمل في طياته خطر الاجهاض وإن كان بنسبة ضئيلة. كما أن عليه أن يعرف موقف الحامل وهل ترغب في الإجهاض في حالة إصابة طفلها بمرض وراثي معين مثل أمراض انحلال الدم Hemolytic Anaemia فإذا كانت الأم لا ترغب في الاجهاض فلا داعي أصلاً الى إجراء البزل.
وأما بالنسبة لأشعة التشخيص والعقاقير مثل الأسبرين والكورتيزون التي قد تأخذها الحامل فإن خطر تشوه الجنين لا يكاد يذكر.. ولا يعتبر ذلك سبباً موجباً للإجهاض.
ومرة أخرى يؤكد الأطباء أن الأسباب الاجتماعية أصبحت في هذا العصر تفوق بكثير الأسباب الطبية الداعية إلى الإجهاض.