كيف أجعلهم يأخذوني علي محمل الجد كمدير؟
الإجابة المختصرة هي عندما تأخذ أنت نفسك علي محمل الجد، فحتي تفعل ذلك، لماذا يجب علي أي شخص آخر أن يفعل ذلك؟ للإصلاح ،لا أعني أن تأخذ نفسك علي محمل الجد في أن تكون دائما معترضاً، أو أن تأخذ كل شيء علي كرامتك؛ الأمر متعلق بالثقة بأنك تستحق أن تكون مديرًا،
ومن ثم أنت مخوّل بأن تدير أيضاً، لا يمكنك أن تجعل أي شخص يفعل أي شيء، وإن لم تعجبك الاستجابة التي قد تحصل عليها من الأشخاص، فقم بتغير أسلوبك الخاص، فهذا سيعطيهم شيئاً مختلفاً للاستجابة، وسيؤثر علي الطريقة التي يتعاملون بها؛ حيث تؤدي الطريقة التي تتواصل بها مباشرة إلي الطريقة التي يستجيب بها الآخرون.
إذا كنت مترددًا أو بدا عليك عدم الثقة، فمن الصعوبة أن يثق الآخرون بقراراتك، لكن إذا كنت واضحاً وهادئاً عندما تتحدث، ستكون أكثر مصداقية.
يبدوا واضحًا أن الثقة مشكلة رئيسية في مكان العمل، وليس فقط بالنسبة للمديرين، وواحد من الموضوعات المهمة هو حاجة الإنسان إلي الأمن والسلامة كشرط أساسي من أجل اتخاذ المخاطرات الضرورية في التقدم والتطور في المؤسسات، وإذا كنا نفتقر إلي الثقة، فسنشعر بعدم الأمان.
وهذا الأمر ينطبق أيضا علي أعضاء الفريق، والمشرفين، والمديرين، وكبار القادة.
أود في هذه المرحلة المبكرة من تلك الرحلة التي نخوضها أن أوضح نقطة بديهية ولكنها مهمة، وهي أنّ الشعور بعدم الاطمئنان، أو التوتر، أو أزمات الاعتزاز بالنفس هي مشكلات لا تواجه المديرين الجدد فحسب، فقد أشرت سابقا في هذا الجزء إلي متلازمة المحتال، والتي فيها يمكن أن يتشكك معظم كبار القادة في قدرتهم علي إحداث تغيير لمؤسساتهم علي الرغم من الإنجازات التي حققوها علي مدار أعمارهم.
حيث إن كبار القادة ليسوا بمأمن بأية حال من الأحوال عن الشعور بعدم الثقة بالنفس، وقد يفقدون أعصابهم قبل اجتماع مهم، أو قد يتساءلون كيف يستطيعون حمل زملائهم علي تقبل تغيير مثير للجدل، أو ربما يشعرون بالإحباط عندما يكون المديرون وفرق العمل الذين يرفعون التقارير إليهم لا يتعاملون معهم أو مع تعليماتهم بشكل جاد.
فسواء كنا مديرين، أو أعضاء الفريق، أو مديرين تنفيذين، فكلنا بشر، وهذا يعني أننا مخلوقات معقدة، وفي تعارض دائم، ويعني أيضاً أننا في تألق دائم إذا تدبرنا أمورنا بفاعلية، وتواصلنا جيداً مع الآخرين.