لقد زود العقل على نحو ماهر ببوابة للتواصل مع الذكاء المطلق، وذلك من خلال العقل الباطن، وهذه البوابة صنعت بدقة لدرجة أن بإمكانها الانفتاح أمام الاستخدام الاختياري بالاستعداد لها من خلال تلك الحالة العقلية المعروفة به الإيمان.
ودعني أقدم لك قائمة بهذه القوى بتفصيل كبير:
- لقد زود العقل بملكة الخيال، والذي يمكن أن تصاغ فيه طرق ووسائل لتحويل الآمال والغايات إلى واقع مادي. وقد زود بقدرة تحفيزية من الرغبة والحماس اللذين يمكن للمرء بهما تفعيل خططه وغاياته، وزود أيضا بقوة الإرادة التي يمكن من خلالها الحفاظ على الخطط والأهداف إلى ما لا نهاية.
- لقد وهب العقل القدرة على الإيمان، والذي يمكن من خلاله كبح ملكتي الإرادة والمنطق في حين تخضع الآلية الكاملة للعقل للقوة التوجيهية للذكاء المطلق. وقد هيئ العقل - من خلال الحاسة السادسة - للاتصال المباشر بالعقول الأخرى (وفقا لمبدأ العقل المدبر)، والذي يمكنه من تعزيز قوته الخاصة بالقوى التحفيزية للعقول الأخرى التي تستخدم بفاعلية في تحفيز الخيال.
- قد منح قوة المنطق التي يمكن من خلالها جمع الحقائق والنظريات في افتراضات، وأفكار، وخطط.
- لقد وهب القدرة على إسقاط نفسه على العقول الأخرى؛ وذلك من خلال ما يسمى ب "التخاطر".
- لقد وهب القدرة على الاستنتاج، والذي يمكنه من التنبؤ بالمستقبل بتحليله للماضي. وتوضح هذه القدرة السبب في كون الفلاسفة ينظرون في الماضي كي يروا المستقبل.
- لقد زود بوسائل الانتقاء، والتعديل، والتحكم في طبيعة أفكاره، وبهذا يمنع المرء ميزة بناء شخصيته بنظام يناسب أي نموذج مرغوب، ويمنحه القدرة على تحديد نوع الأفكار التي يجب أن تهيمن على العقل.
- لقد زود بنظام تخزين رائع لاستقبال كل فكرة يعبر عنها، وتسجيلها، واستدعائها، وذلك من خلال ما يسمى ب "الذاكرة"، وهذا النظام الرائع يصنف الأفكار المترابطة وينقحها بصورة تلقائية بأسلوب يجعل استدعاء فكرة معينة يستدعي الأفكار المرتبطة بها.
- لقد زود بقوة العاطفة، والتي يمكنه بها تحفيز الجسد طواعية لإصدار أي فعل يرغبه
- لقد وهب القدرة على العمل بسرية وصمت، ومن ثم يضمن خصوصية الفكر في ظل كل الظروف.
- لديه قدرة غير محدودة على استقبال المعرفة حول كل الموضوعات وتنظيمها، وتخزينها، والتعبير عنها في مجالي الطبيعة وما وراء الطبيعة، وفي العالم الخارجي والداخلي.
- لديه القدرة على المساعدة في حفاظنا على صحة بدنية سليمة، ومن الواضح أنه المصدر الوحيد لعلاج الأمراض البدنية، وكل المصادر الأخرى مجرد مصادر مساهمة في العلاج. وهو يحافظ على نظام إصلاح رائع لصيانة الجسد المادي، وهو نظام يعمل تلقائيا.
- يحافظ على نظام كيميائي رائع يحول الغذاء من خلاله إلى تركيبات مناسبة لصيانة الجسد وإصلاحه، ويعمل هذا النظام تلقائيا.
- يقوم بتشغيل القلب تلقائيا، والذي بواسطته يقوم مجرى الدم بتوزيع الغذاء في كل أنحاء الجسم، ويتخلص من الفضلات والخلايا التالفة.
- لديه قوة الانضباط الذاتي، والتي تمكنه من تكوين أية عادة مرغوبة والمحافظة عليها إلى أن يعبر عنها تلقائيا.
الانضباط الذاتي
- هو الأرضية المشتركة التي نتواصل فيها مع الذكاء المطلق بالدعاء(أو بأي شكل من أشكال الرغبة المعبر عنها أو الغاية المحددة) وبمجرد فتح بوابة الاتصال بواسطة العقل الباطن والإيمان.
- هو المنتج الوحيد لكل فكرة ،وأداة، وآلة، واختراع آلي ابتكر لتحقيق راحة العيش في عالمنا المادي.
- هو المصدر الوحيد لكل سعادة وبؤس، وفقر وثروات مهما كانت طبيعتها، ويكرس طاقاته للتعبير عن أي من هذه الأشياء التي تهيمن على العقل من خلال قوة الفكر
- هو مصدر كل العلاقات الإنسانية وكل أشكال الاتصال بين الناس، وهو الباني للصداقات والمنشئ للعداوات وفقا للأسلوب الذي يوجه به.
- لديه القدرة على حماية نفسه ووقايتها من كل الظروف والقيود الخارجية، رغم أنه لا يستطيع التحكم فيها دائما.
- لا قيود منطقية لديه (لا قيود سوى تلك التي تتعارض مع قوانين الطبيعة) إلا تلك التي يقبلها الفرد بسبب عدم إيمانه. وفي الحقيقة "كل ما يتخيله العقل ويؤمن به، يمكنه تحقيقه".
ويمكنني الاستمرار في تقديم ما لا يقل عن عشرين مثالاً آخر عن مدى قوى العقل المذهلة. ولكن، رغم كل هذه القوى المذهلة، فإن الغالبية العظمى من الناس لا يقومون بأية محاولة للتحكم في عقولهم، ويعانون المخاوف أو الصعوبات التي لا وجود لها إلا في مخيلاتهم