تجربة الإكتئاب:
يُعتبر موقف معاناة الإنسان للاكتئاب من أعمق التجارب الإنسانية، وأزمة الاكتئاب التي تكون في بعض الأحيان قاسية للغاية وتهدد وجود الانسان ويمكن أن تحطمه نهائيًا، ويمكن أن يكون لها وظيفة نفسية هامة.
وفي كثير من الأحيان يُمثل الاكتئاب وقفة للإنسان مع أحزانه لاستيعاب ما تعرض له من إحباطات وخسائر فتكون أعراض الاكتئاب وسيلة للتفاعل مع المواقف الأليمة، وبعد أن تنتهي هذه المعاناة بعد فترة طويلة أو قصيرة يمكن أن ينطلق الإيمان ليواصل مسيرته في الحياة وهو أقوى مما كان قبل خوض هذه التجربة.
وهذه النظرة الايجابية لتجربة الاكتئاب ينبغي أن يتبناها كل واحد منا في مواجهة مواقف الحياة، فالحياة مليئة بالآلام والأحزان وعلى كل منا أن يلتمس الضوء وسط الظلام ولا يدع مشاعر الحُزن والإكتئاب تفعل به ما تشاء. وعلينا أن نرى الضوء ونبحث عنه حيث يكون.
الآمل ضد الإكتئاب:
والكلمة الأخيرة التي نتوجه بها إلى الجميع هي أن مشكلة الاكتئاب رغم أنها تتزايد في هذا العصر ورغم أن هذا المرض ينتشر في كل أنحاء العالم فإن الصورة ليست قاتمة بل هناك أمل في حل هذه المشكلة في القريب ليس عن طريق بعض الأدوية الجديدة أو وسائل العلاج الحديثة فقط.
ولكن عن طريق فهم الإنسان العميق لنفسه وما حوله، وأن يستخدم إرادته في التصدي بالعلم لكل شيئ يمكن أن يعوق مسيرته في الحياة.
وكلنا أمل أن يشهد المستقبل القريب وقفة للإنسان مع النفس ويجعله يستطيع بالتأمل والإدراك والفهم، أن يصل إلى حل المشكلاته النفسية، صراعاته الداخلية والخارجية.
وأخيرًا فإننا نُوصي الجميع بعدم التخلي عن التفاؤل والأمل وقبول الحياة في كل المواقف والظروف.