التهاب البروستاتا

تنقسم الأمراض التي تصيب البروستاتا إلى أمراض التهابية واحتقانيه وتضخمية (تضخم حميد يصيب كبار السن) وأورم سرطانية. تقع غدة البروستاتا أسفل المثانة وتحيط بالجزء الخلفي من قناة مجري البول، وتتصل بها بواسطة ست فتحات. يشكل إفراز البروستاتا حوالي 90% من حجم السائل المنوي وينظم عملها هرمون الذكورة (الأندروجين).

تصل الميكروبات للبروستاتا بواسطة إحدى ثلاثة طرق:

-        من قناة مجري البول الخلفية خلال فتحات الغدة بها.

-        من شبكة الأوعية اللمفية المشتركة مع الأمعاء الغليظة.

-        من الدم الذي يحمل ميكروبات من بؤرة صديدية بعيدة.

أهم مسببات التهاب البروستاتا

البكتيريا المعوية (E. coli)

بكتيريا سودوموناس (pseudomonas aeruginosa)

بروتيوس (proteus vulgaris)

الجونوكوك(Gonococcus)

الكلاميديا (Chlamydia trachomatis)

     وتجمع معظم الدراسات على أن الجونوكوك مسؤول عن 5% فقط من حالات الالتهاب المزمن للبروستاتا، وهكذا ثبت أن معظم الحالات تسببها ميكروبا غير منقولة جنسياً مصدرها الأمعاء أو بؤرة ميكروبية بعيدة وتصل للبروستاتا عن طريق الأوعية اللمفاوية أو عن طريق الدم؛ ولذا لا يعتبر التهاب البروستات وصمة تنم عن الإصابة بالسيلان. وقد ظلت تلك الحقيقة غائبة عن كثير من المرضى وبعض الأطباء مسببة مشاكل أسرية للمصاب المتأكد من اقتصار ممارسته الجنسي على الزوجة، وقد تلقى بذور الشك في قلبه دون مبرر.

الأعراض

   ينقسم التهاب البروستاتا لنوعين: حاد ومزمن.

   التهاب البروستاتا الحاد

   ترتفع درجة حرارة المريض ويشعر بآلام شديدة في منطقة الحوض يصاحبها صعوبة في التبول مع الشعور التعنية أثناء التبرز. وإن لم يتلق المَريض العلاج المناسب في صورة جرعات مكثفة من المضادات الحيوية يتحول الالتهاب الحاد إلى خراج في البروستاتا وتسوء الحالة، ويحتاج الخراج إلى سرعة التدخل الجراحي لتفريغ الصديد المتكون داخله قبل أن ينفجر إما إلى الأمام في قناة مجرى البول أو خلفاً في المستقيم.

التهاب البروستاتا المزمن

   قد تكون الأعراض قليلة وبسيطة بحيث لا تلفت نظر المريض حيث يكتشف المرض بمحض الصدفة، وقد يشعر بعرض أو أكثر من الأعراض التالية:

-ظهور نقطة الصباح: إفراز مخاطي قليل الكمية يتجمع في قناة مجرى البول بعد الامتناع عن التبول لعدة ساعات ويظهر عادة في الصباح، معتما يميل لون للاصفرار.

-أعراض بولية: حرقن أثناء التبول مع كثرة عدد مرآته.

-ألم بسيط عميق في منطقة العجان ([1]): يعبر عنه المرء بشعوره بثقل في تلك المنطقة.

-أعراض جنسية: حتى سنوات قليلة ساد الاعتقاد بوجود علاقة بين التهاب البروستاتا المزمن وحدوث بعض الاضطرابات الجنسية مثل ضعف الانتصاب وسرعة القذف غير أن ذلك الرأي أحاطت به شكوك كثيرة نتيجة لأبحاث متعمقة في هذا المجال أثبتت عدم وجود أية علاقة، وللأسف فإن هذا الاعتقاد لا يزال سائداً بين الكثير من المرضى وبعض الأطباء غير المتخصصين.

التشخيص المعملي

     عند الاشتباه في مرض التهاب البروستات يلجأ الطي لفحص إفراز البروستاتا ميكروسكوبياً ويعتبر الاختبار إيجابياً إذا زاد عدد خلايا الصديد 10 خلايا/ ميدان ميكروسكوبي، فإذا تأكد وجود التهاب تبدأ عملية البحث عن الميكروب المسبب بتزريع الإفراز، وتحديد نوع البكتيريا النامية في المزرعة وحساسيته للمضادات الحيوية لاستعمال المناسب منها. كان تدليك البروستاتا العلاج المتبع قديماً ثم ألغي بعد دخول المضادات الحيوية مجال العلاج وأصبحت تشكل السلاح الرئيسي في العلاج.