تفهم الطبيعة الحقيقية للأنا الخاصة بك، وسوف تتفهم الأهمية الحقيقية لمبدأ العقل المدبر، فضلا عن ذلك، سوف تدرك أنها تقدم لك خدمات عظيمة، وأعضاء تحالف العقل المدبر الخاص بك يجب أن يكونوا متعاطفين تماما مع آمالك وغاياتك، ويجب ألا يتنافسوا معك بأي أسلوب. ويجب أن يكونوا على استعداد التأجيل رغباتهم وحاجاتهم الشخصية كاملة من أجل تحقيق غايتك الكبرى في الحياة.

   ولا بد أن تكون لديهم ثقة بك وباستقامتك، ويجب أن يحترموك. ويجب أن يكونوا مستعدين لقبول فيمك والتجاوز عن أخطائك. ولا بد أن يكونوا مستعدين للسماح لك بأن تكون على سجيتك وتحيا حياتك الخاصة بطريقتك الخاصة طوال الوقت. وأخيرا، يجب عليهم تلقي بعض صور المنفعة منك، والتي ستجعلك نافا بالنسبة لهم مثلما هم نافعون بالنسبة لك.

والفشل في ملاحظة آخر متطلب ذكرناه سوف يضع نهاية لقوة تحالف العقل المدبر الخاص بك.

ويتواصل الناس فيما بينهم بأي قدر يسبب دافع واحد أو عدة دوافع. ولا يمكن وجود علاقة إنسانية دائمة مبنية على دافع غير محدد أو غامض، أو غير مبنية على أي دافع على الإطلاق. والفشل في إدراك هذه الحقيقة كلف العديد من الناس ما يعادل الفرق بين الفقر والثراء.

والقوة التي تتحكم في الأنا وتكسوها بالنظائر المادية للأفكار التي تضفي عليها شكلها هي قانون قوة العادة الكونية. وهذا القانون لا يمنح الأنا كيا أو كما بل يتناول ما يجده ويحوله إلى معادلاته المادية.

وأصحاب الإنجازات العظيمة هم من يغذون الأنا الخاصة بهم عمدا ، ويشكلونها ويتحكمون فيها - ولطالما فعلوا ذلك - ولا يتركون أي جزء من هذه المهمة للحظ أو المصادفة، أو لتقلبات الحياة المتنوعة

ويمكن لكل شخص التحكم في تشكيل الأنا الخاصة به، ولكن بداية من هذه المرحلة لا يملك هذا الشخص التحكم فيما يحدث مثلما لا يملك المزارع التحكم فيما يحدث للبذور بعد إلقائه لها في التربة. وقانون قوة العادة الكونية الثابت يمكن كل كائن حي من الدوام وفقا لنوعه، ويترجم الصورة التي يرسمها المرء للأنا الخاصة به إلى معادلاتها الواقعية تماما مثلما يحول جوزة البلوط إلى شجرة، ودون حاجة إلى مساعدة خارجية سوى الوقت.

ويتبين من هذا الكلام أننا لا نحض على تطوير الأنا والتحكم فيها عن عمد وحسب، بل نحذر أيضا من أنه لا يمكن لأحد أن يأمل النجاح في أية مهنة دون إحكام السيطرة على هذه الأنا.