- تعرف على ما تريد، وحدد ما عليك تقديمه في مقابل الحصول عليه.
- عندما تؤكد على غاياتك- من خلال الدعاء- فلتهم خيالك أن ما يجعلك ترى نفسك وقد امتلكت بالقمل هذه الأمور التي تنشدها، وتصرف تماما كما لو أنك تملكها في الواقع (وتذكر أن امتلاكك أي شيء يكون عقليا في البداية )
- أبق عقلك منفتحا طوال الوقت لتلقي الإرشاد الداخلي، وعندما يلهمك الحدين أن تعدل خططك أو تنتقل إلى خطة جديدة ، فلتنتقل بلا تردد أو شك
- عندما يباغتك إخفاق مؤقت - حيث إنه قد يباغتك مرات عديدة -فلنتذكر أن إيمان المرء يقاس بطرق عديدة، وأن إخفاقك ذلك قد يكون مجرد فترة من "فترات الاختيار" الخاصة بك. ولهذا، فلنتقبل الاخفاق كإلهام لبذل جهد أعظم وللمواصلة مع إيمان بأنك ستنجح .
- أية حالة عقلية سلبية ستدمر قدرة الإيمان وسينتج عنها ذروة سلبية لأي تأكيد قد تعبر عنه. وحالتك العقلية هي كل شيء، ولهذا فلتتول رمام عقلك وطهره تماما من أية أفكار متطفلة غير مرغوب فيها وغير متوافقة مع الإيمان، وأبقه خاليا منها، مهما كانت تكلفة جهودك في تحقيق ذلك.
- تعلم التعبير عن قوة إيمانك من خلال كتابة وصف واضح لغايتك الكبرى المحددة في الحياة واستخدامها كأساس في تأملاتك اليومية.
الفصل التاسع
- اقرن بغايتك الكبرى المحددة ما تستطيع أن تقرنه بها من الدوافع التسعة الأساسية الموصوفة سابقا.
- دون قائمة بكل المنافع والمزايا التي تتوقع تيلها من خلال تحقيقك لغايتك الكبرى المحددة، واستدعها في عقلك مرات عديدة يوميا، فبهذا ستجعل عقلك "واعيا بالنجاح" وعادة ما يعرف هذا بالإيحاء الذاتي.
- اقرن نفسك قدر الامكان بأناس. متعاطفين مع غايتك الكبرى المحددة ، وأناس منسجمين معك ، وألهمهم أن يشجعوك بكل طريقة ممكنة .
- لا تدع يوما يمر دون أن نتخذ خطوة محددة واحدة على الأقل نحو تحقيق غايتك الكبرى المحددة، وتذكر أن" الإيمان بلا عمل أيماناً فاقداً للحياة".
- اختر شخصا ما ينعم ببعض الرخاء ومعتمداً على ذاته وشجاعاً کـ "محدد لسرعة انطلاقك" وهيئ عقلك لا على أن تبقى مساوياً لهذا الشخص وحسب ، بل على تتفوق عليه . وافعل هذا الامر في صمت ، ودون أن تذكر خطتك لأي شخص (فالتفاخر بها سيكون شديد التأثير على نجاحك ، حيث لا صلة بين الإيمان والتفاخر أو حب النفس).
- أحط نفسك بالكتب، والصور، والشعارات التي توضع على الجدران، وغيرها من المذكرات الإيحائية التي توحي بالاعتماد على الذات المبني على الإيمان والذي تحلى به آنان آخرون، ومن ثم تحيط نفسك بجو من الرخاء والإنجازات. وسوف تحدث هذه العادة نتائج مذهلة .
- تبنَّ سياسة عد تجنب الظروف المنفرة أو الهروب منها ، بل التعرف عليها والقيام بهجوم مضاد عليها فور حدوثها . وسوف تكتشف أن التعرف على مثل هذه الظروف-دون خوف من عواقبها – سيساعدك على فرض السيادة عليها .
- ولتعي حقيقة أن كل شيء يستحق الامتلاك له ثمن محدد .وثمن الإيمان – من بين الأشياء الأخرى – هو التيقظ الدائم عن تنفيذ هذه الإرشادات البسيطة ويجب أن يكون شعارك هو المثابرة!
الإيمان العملي
وهذه هي الخطوات التي تؤدي إلى اكتساب توجه عقلي ايجابي والمحافظة عليه ، وهو الشيء الوحيد الذي يجب التمتع به للتحلي بالإيمان .
وهي خطوات تقود إلى إثراء كل من العقل والروح علاوة على الشراء المادي ولتملأ عقلك بهذا النوع من الغذاء العقلي.
وهذه الخطوات التي يمكن بها إعداد العقل لإبداء أسمى التعبيرات عن الروح .
قال "إميرسون": "إن مفتاح كل امرئ هو فكره".
وهذا صحيح، فكل شخص اليوم هو نتاج أفكار الأمس.
في صبيحة يوم حريق شيكاغو العظيم الذي أضر بتجارة المدينة وأعمالها، ذهب "مارشال فيلد" إلى موقع الحريق حيث كان متجره قائما بالأمس.
وكان جميع من يقفون حوله هم مجموعات التجار الآخرين الذين دُمرت متاجرهم أيضاً. وأنصت إلى محادثاتهم وعلم أنهم فقدوا الأمل، وقد قرر العديد منهم بالفعل أن يسافروا غرباً ويبدءوا من جديد.
نادى "فيلد" المجموعات القريبة منه، قائلاً: "أيها السادة، يمكنكم فعل ما تشاءون، أما بالنسبة لي فقد عزمت على البقاء هنا. وهناك حيث ترون الدخان يتصاعد مما كان متجراً لي، سوف أبني أعظم متجر للبيع بالتجزئة في العالم".
والمتجر الذي بناه السيد "فيلد" على الإيمان ما زال قائماً في ذلك الموضع، في شيكاغو. وبعد فترة طويلة رف في العالم كله كأعظم متجر للبيع بالتجزئة على وجه الأرض.
وأولئك القادة وأمثالهم كانوا رواداً أنشأوا أسلوب الحياة الأمريكي العظيم . والتقدم الإنساني ليس مسألة مصادفة أو حظا |
بل هو نتاج إيمان عملي، عبر عنه من هيأوا عقولهم - من خلال السبعة عشر مبدأ لتلك الفلسفة - للتعبير عن الإيمان.
والولايات المتحدة الأمريكية أمة أسست على الإيمان وباقية عليه. فضلاً عن ذلك، فهي توفر كل الأساسيات التي تلهم الإيمان، حتى يمكن للمواطن البسيط نيل أسمى الطموحات القلبية والروحية.
الفصل التاسع
ولهذا، تعرف أمتنا بأنها "أرض الفرص"، وأنها أثرى أمة وأكثرها تمتا بالحرية في العالم.
وكل الحريات والثروات تضرب بجذورها في إيمان راسخ.
ورغم أن الإيمان هو القوة التي تتحدى التحليل العلمي، فإن الطريقة التي يمكن تطبيقه بها بسيطة وبمقدور أكثر الناس بساطة أن يتفهموها، ومن ثم فهي ملكية عامة تخص الجميع. وكل ما يعرف عن هذه الطريقة قد تم عرضه ببساطة، وهي طريقة لا توجد بها خطوة واحدة بعيدة عن متناول أكثر الناس بساطة.
أهمية التوجه العقلي الايجابي
يبدأ الإيمان بوجود غاية محددة في العقل والذي أعد لها بواسطة اكتساب توجه عقلي إيجابي. وهو ينال مداه العظيم من القوة من خلال عمل حقيقي موجه نحو تحقيق غابة محددة.
وكل الأعمال التطوعية الحقيقية يلهمها واحد أو أكثر من الدوافع الأساسية التسعة، وليس من السير على المرء اكتساب الإيمان فيما يتعلق بسعيه إلى رغباته.
ولتدع شخصاً ما يلهم بالحب وسترى مدى السرعة التي تمنح بها هذه العاطفة أجنحة للعمل من خلال الإيمان. فسرعان ما يشرع المرء في العمل سعياً لتحقيق غايات ذلك الحب. وسوف يصبح العمل عملاً محبباً، وهو ما يعد إحدى الثروات الاثنتي عشرة.
ولتدع شخصاً ما يوجه قلبه نحو جمع الثروات المادية وانظر مدى السرعة التي يصبح بها كل جهد يبذله عملاً محبباً. وساعات اليوم ليست طويلة بالقدر الكافي لتلبية حاجات المرء، لكن حتى إن طالت أعمال المرء، سوف تخفف متعة التعبير عن الذات من التعب، وهي ما تعد ثروة أخرى من الثروات الاثنتي عشرة.
وهكذا، سوف تتلاشى مصاعب الحياة واحدة بعد الأخرى أمام الشخص الذي أعد عقله للتعبير عن الذات من خلال الإيمان. وسوف يصبح النجاح محتوماً. وسوف يكلل السرور كل جهد من جهوده. ولن يوجد وقت أو مجال للكراهية. وسوف يغلف الانسجام العلاقات الإنسانية على نحو طبيعي. وسوف يكون الأمل في تحقيق الإنجازات عالياً ودائماً، لأن ذلك الشخص يملك بالفعل غاية محددة. وسوف يحل محل عدم التسامح عقل متفتح.
الإيمان العملي
وسوف يصبح الانضباط الذاتي طبيعياً كتناول الطعام. وسوف يتفهم هذا الشخص الناس لأنه يحبهم، وبفضل هذا الحب سيكون مستعداً لمشاركة نعمه. وهذا الشخص لن يعرف الخوف، لأن كل تلك المخاوف سوف تزول بالإيمان. وكهذا ستصبح الثروات الاثنتي عشرة ملكاً له.
والإيمان تعبير عن الامتنان عن علاقة الإنسان بخالقه. والخوف اعتراف بتأثير الشر، وهو يشير ضمناً إلى عدم الإيمان بالخالق.
وأعظم ثروات الحياة تكمن في تفهم المبادئ الأربعة التي ذكرتها. وتعرف هذه المبادئ ب "الأربعة مبادئ الكبرى" لتلك الفلسفة، لأنها هي المنوال، والنسيج، وحجارة الأساس الرئيسية للمفتاح الرئيسي لقوة الفكر، والأسرار الداخلية للروح. ولتستخدم هذا المفتاح الرئيسي بحكمة، وسوف تكون حراً .
بعض من كشف لهم عن المفتاح الرئيسي
قد يرغب بعض الأشخاص في أن يسألوا: "كم عدد من توصلوا إلى تلك القوة السرية التي تنبع من الداخل؟". لنرَ كيف توصل الآخرون إليها واستخدموها.
كان هناك رجل دين شاب يسمى "فرانك دبليو. جنسالوس" يرغب منذ وقت طويل في إنشاء نوع جديد من الكليات. وكان يعلم بالضبط ما يريد، ولكن العقبة كانت تكمن في حقيقة أن إنشاءها يتطلب مليون دولار نقداً.
وقد وجه عقله نحو الحصول على المليون دولار. وشكل قراره المحدد - المبني على غاية محددة - أول خطوة في خطته.
وبعدها قام بكتابة خطبة دينية بعنوان "ماذا سأفعل بمليون دولار"، وأعلن في الصحف أنه سيلقي هذه الخطبة في صباح اليوم التالي.
وفي نهاية الخطبة، وقف رجل غريب لم يره هذا الشاب من قبل، وسار نحو المنبر، ومد يده وقال: "تروقني خطبتك، ويمكنك المجيء إلى مكتبي صباح غد، وسوف أعطيك المليون دولار التي تنشدها".
وكان ذلك الرجل هو "فيليب دي. آرمور"، مؤسس شركة آرمور آند كومباني. وكانت هبته هي بداية كلية آرمور للتكنولوجيا، وهي واحدة من أعظم الكليات في البلاد.
الفصل التاسع
وما انبثق في عقل الشاب ومكنه من الاتصال بالقوة السرية المتاحة له من خلال العقول البشرية شيء يمكننا فقط أن نخمنه، ولكن طريقة العمل التي أثيرت بها تلك القوة هي الإيمان العملي.
بعد مولد "هيلين كيلر" بوقت قصير، أصيبت بمرض بدني سلبها حاسة البصر، والسمع، والنطق. ومع حاستين من الحواس الخمس المهمة التي بقيت معها إلى الأبد، واجهت الحياة تحت صعوبات ما كان ليشهدها أكثر الناس طوال حياتهم أبداً.
وبمساعدة امرأة حنون أدركت وجود تلك القوة السرية التي تنبع من داخل المرء، بدأت "هيلين كيلر" في الاتصال بتلك القوة واستخدامها. وبكلماتها هي قدمت إشارة محددة فيما يتعلق بالظروف التي يمكن أن تتكشف هذه القوة خلالها.
قالت "كيلر"، "الإيمان - بمفهومه الصحيح - فعال، وليس خاملاً. والإيمان الخامل هو قوة تشبه حاسة البصر في عين لا تنظر أو تبحث في الخارج. والإيمان الفعال لا يعرف الخوف، وينكر أن الله قد يتخلى عن مخلوقاته ويدع العالم يسير نحو الظلام، وينكر اليأس. وعند تحليه بالإيمان، يصبح أضعف فانى أعتى من الكوارث".
والإيمان - المدعوم بالعمل - كان الأداة التي تغلبت بها "كيلر" على مرضها لكي تستعيد لنفسها حياة نافعة.
فمن خلال الإيمان العملي، تعلمت الكلام. ومن خلال إيمانها استعاضت بحاسة اللمس في أداء أعمال حاستي السمع والبصر، ومن ثم أثبتت أنه مهما كان عظم إعاقات المرء البدنية، فهناك دائما وسيلة يمكن بها التخلص من هذه الإعاقات أو الاستعاضة عنها.
ويمكن العثور على الطريق من خلال تلك القوة السرية النابعة من عقل المرء، ومن خلال المنهج الذي يجب أن يكتشفها به كل منا وحده. وراجع صفحات التاريخ، وسوف تلاحظ أن قصة اكتشاف الحضارة أبطالها رجال ونساء فتحوا الباب لتلك القوة السرية الموجودة بداخلهم، بالإيمان العملي كمفتاح رئيسيا ولتلاحظ أيضاً أن الإنجازات العظيمة دائماً ما تولد من الشدائد، والكفاح، والعقبات التي تبدو وكأنها لا تحتمل، وهي عقبات لا تؤدي لشيء سوى خلق إرادة لا تقهر مدعومة بإيمان ثابت.
الايمان العملي
وهنا ، وبجملة واحدة قصيرة - وباردة لا تقهر مدعومة بإيمان ثابت - دون منهج ذو أهمية كبرى يؤدي إلى اكتشاف بأب العقل. الذي تختفي خلفه القوة السرية الداخلية.
ومن يتوصلون إلى تلك القوة السرية ويستخدمونها في حل المشكلات الشخصية يسمون أحياناً بـ "الحالمين". ولكن لاحظ أنهم يدعمون أحلامهم بالعمل، ومن ثم يبرهنون على صحة مقولة "هيلين كيلر" التي تقول فيها :" الإيمان - بمفهومه الصحيح - فعال، وليس خاملاً؟".