الإيمان زائر کريم يدخل في قلب صاحب العقل المهيأ له جيدا فقط، ذلك العقل الذي نظم من خلال الانضباط الذاتي.

وبأسلوب يفيض بالفخامة، يطلب الإيمان أفضل غرفة - بل أفضل جناح - في القلب، ولا ينتقل إلى مساكن العبيد، ولا يرتبط بالحسد، أو الطمع، أو الخرافات، أو الكراهية، أو الانتقام، أو الغرور، أو الشك، أو القلق، أو الخوف.

ولتفهم الأهمية التامة لهذه الحقيقة، وسوف تفهم تلك القوة الغامضة التي حيرت العلماء عبر العصور، وبعدها ستدرك ضرورة تهيئة عقلك - من خلال الانضباط الذاتي - قبل توقعك أن يصير الإيمان نزيلك الدائم.

وتذكر كلمات حكيم مدينة كونكورد، "رالف والدو إميرسون"، الذي قال: "لدى كل شخص شيء يمكنني تعلمه منه، ومن ثم أصبح تلميذا له"، علي الآن أن أقدم إليك رجلا كان من أعظم من أفادوا البشرية؛ لكي تعلم كيف يمكن للمرء الشروع في تهيئة عقله للتعبير عن الإيمان.

ولندعه يروي قصته:

"خلال فترة الكساد العظيم، الذي بدأ في عام ۱۹۲۹، حصلت على دورة ما بعد التخرج في جامعة هارد نوکس، وهي أعظم جامعة. واكتشفت حينها ثروة خبيئة كنت أملكها ولكني لم أكن أستخدمها. وتوصلت لهذا الاستكشاف ذات صباح حينما جاءنا بيان يفيد أن المصرف الذي كنت أعمل فيه قد أغلق أبوابه، ومن المحتمل ألا يفتح ثانية أبدا، وحينها بدأت جرد ممتلكاتي غير المادية وغير المستخدمة. وتعال معي أصف لك ما كشفته لي عملية الجرد.

       ولنبدأ بأهم بند في القائمة، ألا وهو الإيمان غير المستخدم!

الفصل التاسع

فعندما بحثت بعمق في قلبي، اكتشفت أن ندي - رغم خسائري المالية - وفرة من الإيمان بالذكاء المطلق وبالآخرين.

ومع هذا الاكتشاف جاء اكتشاف آخر أعظم أهمية: اكتشافي أنه باستطاعة الإيمان أن يحقق ما لا يمكن لكل أموال العالم أن تحققه.

فعندما ملكت كل الأموال التي كنت بحاجة إليها، ارتكبت أسوأ خطأ بأن اعتقدت أن المال مصدر دائم للقوة. والآن، توصلت إلى الاكتشاف المذهل بأن المال - بلا إيمانليس سوى شيء عاجز، لا يحوي أية قوة في ذاته.

وعند إدراكي - ربما لأول مرة في حياتي - للقوة الهائلة الكامنة في الإيمان الدائم، حللت نفسي بعناية لأحدد مقدار ما لدي من هذا النوع من الثروات. وكان التحليل مذهلا وسارا.

وبدأت التحليل بالقيام بجولة بين الغابات، فقد رغبت في الهرب من الزحام، ومن ضوضاء المدينة، ومن إزعاج الحضارة، ومخاوف الآخرين، حتى يمكنني التأمل في صمت.

آه يا لها من متعة كامنة في كلمة "الصمت".

وفي رحلتي التقطت جوزة بلوط ووضعتها في راحة يدي. وقد عثرت عليها بالقرب من جذور شجرة البلوط العملاقة التي سقطت منها هذه الجوزة. وقدرت عمر الشجرة بأنه كبير جدا لدرجة أني افترضت أنها كانت متوسطة الحجم عندما كان "جورج واشنطن" فتى صغيرا.

وبينما كنت واقفا هناك أنظر إلى الشجرة العظيمة، والفسائل الصغيرة غير الناضجة المنبثقة منها، والتي أمسكتها بيدي، أدركت أن هذه الشجرة نبتت من جوزة بلوط صغيرة. وأدركت أن كل من على هذا الكوكب ما كانوا لينجحوا في صنع شجرة كهذه.

وكنت على وعي بحقيقة أن هناك قوة غير ملموسة خلقت جوزة البلوط التي نبتت منها تلك الشجرة، وجعلتها تنمو وتبدأ في الارتفاع عن التربة.

ثم أدركت أن أعظم القوى هي القوى غير الملموسة، لا تلك التي تكمن في الأرصدة المصرفية أو الأشياء المادية.

وأخذت حفنة من التربة السوداء وغطيت الجوزة بها، وأمسكت بين يدي الجزء المرئي من المادة التي نبتت منها تلك الشجرة الهائلة.

الإيمان العملي

وعند جذور شجرة البلوط العملاقة اقتلعت أحد نباتات السرخس. وكانت أوراقها مصممة بشكل جميل - نعم، مصممة - وأدركت عند فحصي إياها أنها هي أيضا خلقت بتلك القوة غير الملموسة ذاتها التي خلقت شجرة البلوط.

واستمررت في جولتي بين الغابات إلى أن وصلت إلى جدول جار مليء بالمياه الصافية المتلألئة، وفي ذلك الحين شعرت بالتعب، لذا جلست بالقرب من الجدول لأستريح وأنصت إلى موسيقاه المتناغمة، وهو يتراقص في طريقه نحو البحر.

وأعادت هذه التجربة إلى ذكريات الشباب. وتذكرت لعبي بجوار جدول مشابه. وبينما كنت جالسا هناك أنصت إلى موسيقى المياه، أصبحت واع بوجود كیان غير مرئي - قوة عليا - يتحدث إلي من داخلي ويخبرني بالقصة الساحرة للجدول، وها هي القصة التي أخبرني بها:

أيتها المياه. أيتها المياه الصافية المتلألئة. إنك تقدمين خدمة منذ أن برد هذا الكوكب وأصبح مأوى للبشر، والحيوانات، والنباتات.

أيتها المياه. آه، أي قصة يمكنك إخباري بها لو تحدثت بلغتي. ولقد رویت ظمأ ملايين لا حصر لها من عابري السبيل، وغذيت الأزهار، وتحولت إلى بخار وأدرت عجلات الماكينات، وتكثفت وعدت إلى صورتك الأولى. ونظفت المجاري، وغسلت الأرصفة، وقدمت خدمات لا حصر لها للبشر والحيوانات، وتعودين دائما إلى مصدرك في البحار، فهناك تصبحين نقية وتبدئين رحلتك من جديد.

وعندما تتحركين تسيرين في اتجاه واحد فقط: نحو البحار من حيث أتيت. وانك تظلين تذهبين وتجيئين إلى الأبد، ولكنك دائما ما تبدين سعيدة بعملك.

أيتها المياه، أيتها المادة الطاهرة النقية المتلألئة، مهما تعرضت للانساخ في أثناء عملك ، تنظفين نفسك عند نهاية العمل.

ولا يمكن صنعك ، وكذا لا يمكن تدميرك. وأنت مرتبطة بكل أوجه الحياة، فلولا إحسانك، ما وجدت حياة على هذه الأرض".

وظلت مياه الجدول تترقرق وتضحك وهي في طريق عودتها إلى البحر.

وانتهت قصة المياه، ولكني سمعت موعظة عظيمة؛ فقد كنت بقرب كل الأشكال العظمى لمخلوقات القوة العليا. واستشعرت دليلا على تلك القوة العليا التي خلقت شجرة البلوط العظيمة من جوزة صغيرة، وهي القوة التي صممت أوراق السرخس بمهارة تقنية وجمالية لا مثيل لها بين البشر.

الفصل التاسع

وكانت ظلال الأشجار تتزايد طولا، وقارب اليوم على الانتهاء.

وبينما كانت الشمس تهبط بيطء في الأفق الغربي، أدركت أنها هي أيضا قد لعبت دورا في تلك الموعظة الرائعة التي سمعتها.

فلولا المساعدة الخيرة من الشمس ما تحولت الجوزة إلى شجرة بلوط. ولولا مساعدة الشمس، لظلت المياه المتلألئة في الجدول المتدفق حبيسة في المحيطات إلى الأبد، وما وجدت حياة على هذه الأرض.

وقد أعطت هذه الأفكار ذروة جميلة للموعظة التي سمعتها، وهي أفكار عن الصلة الرومانسية القائمة بين الشمس، والمياه، وكل أوجه الحياة على هذه الأرض، والتي تبدو كل أشكال الرومانسية الأخرى بجانبها غير قابلة للمقارنة وغير مهمة.

والتقطت حصاة بيضاء صغيرة صقلتها مياه الجدول الجاري صقلا تاما. وبينما كنت أمسكها بيدي، تلقيت - من داخلي - موعظة أكثر إثارة للإعجاب. ويبدو أن القوة العليا التي بعثت إلي هذه الموعظة تقول لي:

انظر- أيها الفاني - إلى المعجزة التي تحملها بين يديك.

أنا مجرد حصاة ضئيلة الحجم، ولكني في الحقيقة عالم صفير يوجد به كل شيء موجود في العالم الفسيح الأكبر الذي تراه هناك بين النجوم.

أبدو ميتة وساكنة، ولكن المظهر خادع. فأنا أتكون من جزيئات، وبداخل جزيئاتي عدد لا حصر له من الذرات، وكل منها بعد عالما صغيرا مستقلا بذاته. وبداخل هذه الذرات توجد إلكترونات، والتي تسير بسرعة لا تدرك.

 أنا لست كتلة ميتة من الصخر، بل مجموعة منظمة من وحدات الطاقة التي لا

تنفد.

وأبدو ككتلة صلبة، ولكن المظهر خداع، فإلكتروناتي يفصل بينها وبين بعضها مسافة أعظم من كتلتها.

ولتدرسني بعناية - أيها المتجول البسيط - وتذكر أن أعظم القوى الكونية هي القوى غير الملموسة، وأن قيم الحياة هي تلك التي لا يمكن إضافتها بالأرصدة المصرفية".

وكانت الفكرة التي تعكسها تلك الذروة واضحة جدا لدرجة أنها سحرتني؛ لأني أدركت أني أحمل بين يدي جزءا متناهي الصغر من الطاقة التي تبقي الشمس، والنجوم، والأرض - التي نعيش عليها - في مواضعها الخاصة من حيث علاقة كل منها بالآخر.

الإيمان العملي

وكشف لي التأمل الحقيقة الجميلة الموجودة في النظام والقانون، حتى في الحدود الضيقة للحصاة الضئيلة. وأدركت أن رومانسية الطبيعة وحقيقتها اجتمعت بداخل الكتلة الصغيرة لتلك الحصاة الضئيلة. وأدركت أن الحقيقة تفوق الخيال بداخل تلك الحصاة الصغيرة.

ولم يسبق لي قبل هذا أن استشعرت بشدة أهمية دليل النظام والقانون والغاية في الطبيعة، والذين كشفوا لي عن أنفسهم في كل ما يمكن للعقل البشري تخيله. ولم يسبق لي قبل هذا أن شعرت بنفسي قريبا جدا من مصدر إيماني بالذكاء المطلق أو القوة العليا.

وقد كانت تجربة جميلة، هناك في وسط عائلة الطبيعة الأم التي تتكون من الأشجار والجداول المتدفقة، وحيث دعا الهدوء الشديد في كل ما حولي روحي المتعبة إلى السكينة والاستراحة لبرهة، لكي يمكنني أن أنظر، وأشعر، وأنصت بينما يكشف لي الذكاء المطلق عن قصة حقيقته.

ولم يسبق لي قبل هذا - طوال حياتي - أن كنت واعيا بشدة بالدليل الحقيقي على وجود الذكاء المطلق، أو مصدر إيماني.

وقد تجولت في تلك الجنة الحديثة الاكتشاف حتى بدأ نجم المساء يتلألأ وعدت إلى المدينة على مضض، وامتزجت مرة أخرى مع أولئك الذين يقادون - مثل العبيد العاملين على السفينة - بالقواعد الصلبة الخاصة بالحضارة، في تدافع جنوني إلى جمع الأشياء المادية التي لا يحتاجون إليها.

وعدت الآن إلى دراستي، مع كتبي والتي الكاتبة التي أسجل بها قصة تجربتي. لكن اجتاحني شعور بالوحدة والشوق إلى البقاء هناك بجانب ذلك الجدول الودود حيث غسلت روحي - منذ بضع ساعات . في الحقائق المرضية للذكاء المطلق.

وأعلم أن إيماني بالذكاء المطلق حقيقي ودائم. وهو ليس إيمانا أعمى، بل هو مبني على ملاحظة قريبة لأعمال هذه القوة، وتجلياتها في النظام الكوني

وكنت أبحث في الاتجاه الخاطئ عن مصدر إيماني، فكنت أسعى إليه في أفعال البشر، وفي العلاقات الإنسانية، وفي الأرصدة المصرفية، وفي الأشياء المادية.

ووجدته في جوزة صغيرة، وشجرة بلوط عملاقة، وفي حصاة صغيرة أو صخرة، وأوراق أحد نباتات السرخس، والتربة، وفي الشمس الودودة التي تدفئ الأرض وتمنع الحركة للمياه، وفي نجم المساء، وفي صمت وهدوء العراء العظيم.

الفصل التاسع

ولدي دافع أن أؤكد أن الذكاء المطلق يكشف عن نفسه من خلال الصمت بشكل أكثر مما يكشف عن نفسه من خلال صخب كفاحات البشر في وسط اندفاعهم نحو جمع الأشياء المادية.

وقد نفد حسابي المصرفي، وانهار مصرفي، ولكني كنت أكثر ثراء من أكثر المليونيرات، لأنني اكتشفت منهجا مباشرا لاكتساب الإيمان. ومع هذه القوة التي تساندني، يمكنني جمع أرصدة مصرفية أخرى تكفي حاجاتي.

فأن أكثر ثراء من أكثر المليونيرات، لأني أعتمد على مصدر للقوة الملهمة التي تكشف لي عن نفسها من داخلي، بينما يرى العديد من الأثرياء ضرورة العودة إلى الأرصدة المصرفية وجهاز الإعلام عن الأسهم لاكتساب التحفيز والقوة.

ومصدر قوتي مجاني كالهواء الذي أتنفسه، وغير محدود. ولكي أستفيد بها، علي فقط أن أفعل إيماني، وهو متوافر لدي بكثرة.

وهكذا، علمت مرة أخرى حقيقة أن كل كارثة تحمل في طياتها بذور منفعة مساوية لها. وكارثتي كلفتني رصيدي المصرفي، لكنها قدمت لي قدرا كبيرا من المنفعة من خلال الكشف عن وسائل كسب كل الثروات".

وبكلماته هو، عرفت قصة رجل اكتشف كيف يهيئ عقله للتعبير عن الإيمان. ويا لها من قصة رائعة، وهي رائعة بسبب بساطتها.

وها هو رجل اكتشف أساسا سليما لإيمان دائم لا بالأرصدة المصرفية أو الثروات المادية وإنما ببذرة إحدى أشجار البلوط، وأوراق أحد نباتات السرخس، وحصاة صغيرة، وجدول متدفق، وأشياء قد يلاحظها كل شخص ويقدر قيمتها.

ولكن ملاحظته لتلك الأشياء البسيطة جعلته يدرك أن أعظم القوى هي تلك القوى غير الملموسة، التي تتكشف لنا من خلال الأشياء البسيطة المحيطة بنا.

وقد سردت قصة هذا الرجل رغبة مني في التأكيد على الأسلوب الذي يمكن للمرء إخلاء باله به، حتى في وسط الفوضى والصعوبات التي لا يمكن تخطيها، واعداده للتعبير عن الإيمان.

وأهم حقيقة تكشفها لنا هذه القصة هي: عندما يتخلص العقل من التوجه العقلي السلبي، تتحرك قوة الإيمان وتبدأ في تولي القيادة. .

ومن المؤكد لا يوجد طالب لهذه الفلسفة يمكنه أن يكون سيئ الحظ بالقدر الذي يجعله يغفل عن هذه الملاحظة المهمة.

الإيمان العملي

تحليل للإيمان فلننتقل الآن إلى تحليل للإيمان، رغم أن علينا الاقتراب من هذا الموضوع بوعي تام بأن الإيمان قوة تتحدى القوة التحليلية لعالم العلوم كله.

  وقد منح الإيمان المكانة الرابعة في هذه الفلسفة لأنه يكاد يمثل "البعد الرابع"، رغم أنه يعرض هنا لعلاقته بالإنجاز الفردي.

والإيمان حالة عقلية يمكن أن نسميها "المنبع الرئيسي للروح"، والذي يساعد على تحويل أهداف المرء، ورغباته، وغاياته إلى معادلاتها المادية أو المالية.

  وقد لاحظنا مسبقا أن القوة العظيمة يمكن اكتسابها من خلال تطبيق (1)    عادة بذل المزيد من الجهد، (2) والغاية المحددة، (3) والعقل المدبر. ولكن هذه القوة ضعيفة مقارنة بتلك المتاحة من خلال تطبيق هذه المبادئ مع التحلي الحالة العقلية التي تعرف بالإيمان.

وقد لاحظنا قبل ذلك أن تلك القدرة الخاصة بالإيمان تعد واحدة من بين الثروات الاثنتي عشرة. ولنتعرف الآن على الوسيلة التي يمكن من خلالها استعمال هذه القدرة" مع تلك القوة التي كانت هي الحصن الرئيسي للحضارة، والسبب الرئيسي لكل تقدم بشري، والروح الهادية لكل المساعي الإنسانية البناءة.

ولنتذكر في بداية هذا التحليل أن الإيمان حالة عقلية لا يتحلى بها سوى من تعلموا فن تولي التحكم التام والكامل في عقولهم. وهذا هو الامتياز الوحيد الذي منح المرء التحكم الكامل فيه.

ويعبر الإيمان عن قواه فقط من خلال العقل الذي هيئ له. ولكن طريقة تهيئة العقل له معروفة لكل من يرغبون في العثور عليها، ويمكن اكتسابها.

وأسس الإيمان هي:

  • الغاية المحددة، المدعومة بمبادرة شخصية أو فعل۔
  • عادة بذل المزيد من الجهد في كل العلاقات الإنسانية.

 ج-  تحالف عقل مدبر مع شخص أو أكثر ممن يتحلون بشجاعة مبنية على الإيمان، والملائمين روحيا وعقلا لحاجات المرء في تنفيذ غاية معينة.

  د. عقل إيجابي، يخلو من كل السلبيات مثل الخوف، والحسد، والطمع، والكراهية، والغيرة، والخرافات والتوجه العقلي الإيجابي هو أول الثروات الاثنتي عشرة وأهمها ).

الفصل التاسع

ه. الوعي بحقيقة أن كل كارثة تحمل في طياتها بذور منفعة مساوية لها، وأن الهزيمة المؤقتة لا تعد فشلا إلى أن تقبل على أنها كذلك.

و. عادة التأكيد على غاية المرء الكبرى المحددة في الحياة، من خلال طقوس التأمل، لمرة واحدة على الأقل يوميا.

ز. الوعي بوجود الذكاء المطلق الذي ينظم الكون، وبأن كل الناس يدللون على وجود هذا الذكاء ، وأنه ليس للعقل الفردي حدود سوى ما يقبلها الفرد ويضعها لنفسه في عقله.

ح. بيان مفصل بعناية في استعادة للأحداث الماضية عن الإخفاقات والكوارث السابقة في تاريخ المرء، والتي تكشف حقيقة أن كل تلك التجارب تحمل بذور منافع معادلة لها.

ط. الاحترام الذاتي الذي يأخذ شكل انسجام المرء مع ضميره.

ي. الوعي بوحدة أصل البشرية.

وهذه هي الأسس ذات الأهمية الكبرى التي تهيئ العقل للتعبير عن الإيمان. ولا يتطلب تطبيقها التمتع بأية درجة من التميز، ولكنه يتطلب ذكاء وتعطشا حقيقيا إلى الحقيقة والعدل.

والإيمان لا يلازم سوى العقل الإيجابي!

وهو "المحرك الحيوي" الذي يمنح الطاقة، والإلهام، والعمل للعقل الإيجابي. وهو القوة التي تجعل العقل الإيجابي يعمل ک "مغناطيس كهربي" يجذب إليه النظائر الواقعية للأفكار التي يعبر عنها.

والإيمان يمنح العقل سعة الحيلة، ويمكنه من الاستفادة بكل ما يرده من أفكار". وباستطاعته التعرف على الفرص السانحة في كل ظروف حياة المرء، والتي يمكن للمرء بواسطتها تحقيق غاية الإيمان، وبلوغ حد بعيد فيما يتعلق بتقديم الوسيلة التي يمكن بها تحويل الفشل والإخفاق إلى نجاح ذي أبعاد مساوية لهما.

والإيمان يمكن البشر جميعا من التوغل بعمق في أسرار الطبيعة، وفهم لغة الطبيعة المنعكسة في كل قوانين الطبيعة.

ومن خلال هذا النوع من الوحي نتجت كل الاختراعات العظيمة التي خدمت البشرية، ونتج فهم أفضل لطريقة بلوغ الحرية الإنسانية من خلال الانسجام في العلاقات الإنسانية، كالذي تجسد في الدستور الأمريكي.

الإيمان العملي

والإيمان يجعل من الممكن تحقيق كل ما يتخيله المرء ويعتقده!

 وإذا أردت التحلي بالإيمان، فوجه عقلك صوب ما تنشده. وتذكر أنه ليس هناك ما يسمى "غطاء الإيمان، لأن الإيمان هو التجلي الخارجي للغاية المحددة!

    والإيمان إرشاد داخلي. والسلطة المرشدة هي الذكاء المطلق الموجه نحو غايات محددة. ولن تجلب ما ينشده المرء، ولكنها سترشده إلى تحقيق غايته.