المحتويات
إعرف ما الذي يغضبك لتتغلب عليه:
كل منا لديه ما يثير غضبه؛ أمور مزعجة أو تثير الحفيظة، أياً كانت التسمية التي تفضل إطلاقها عليها، فما إن تتم إثارتها، حتى تثير غيظك وحنقك حتى تود أن تصرخ بأعلى الصوت. قد يكون لديك زميل في العمل يتصرف كما لو كان يعيش دوماً على خشبة المسرح.
وعندما يدخل إلى الاجتماعات يتصرف بشكل درامي أخاذ، ويستحوذ على انتباه الآخرين، ويستغل ذلك في إحكام قبضته على الاجتماع. كما أن صوته أعلى من المعتاد، وأكبر إنجازاته في الاجتماعات هي أحاديث مطولة لا طائل منها، كما لو كان يحب الاستماع إلى نفسه فحسب.
إذا كان أسلوبك في العمل يمتاز بالدقة (أو إذا كنت تحب أن ترتقي خشبة المسرح أنت أيضاً) فإن شخصاً من تلك الفئة قد يبعث في نفسك الانزعاج تدريجياً.
فعندما تذهب إلى اجتماع وقد أعددت أفكاراً رائعة، واستعددت الاستعداد الأمثل لتحتل مقعداً وتشارك في الموضوع مباشرةً، فإن هذا الشخص الذي يتقن الدراما يجعل من قاعة الاجتماعات مسرحاً قد يثير في نفسك الاستياء والغيظ. حتى إن لم تكن من الأشخاص الذين يتفوهون بتعليقات مندفعة أو يسعون نحو الهجوم، فإن لغة جسدك قد تشي بمكنون نفسك، أو قد تجد نفسك مشغول البال أثناء عودتك إلى المنزل بما لحق بك من خيبة أمل.
ضرورة معرفتك بمن يثير غضبك وغيظك:
إن معرفتك بمن يثير غيظك، وما هي طرقه إلى ذلك أمر أساسي حتى تنمي قدرتك على التحكم في تلك الأمور والاحتفاظ برزانتك وتهدئة نفسك. وحتى تستخدم تلك الاستراتيجية، لن تستطيع أن تفكر في الأمور من منظور عام.
عليك أن تحدد الأشخاص والمواقف التي تثير مشاعرك. فهناك مدى واسع من الأشخاص والأشياء التي تثير حنقك. وقد يكونون أناساً محددين (كفنان الدراما)، او مواقف بعينها (كالشعور بالذعر أو المفاجآت على حين غرة). أو أحوالاً في البيئة المحيطة (كالضوضاء في العمل).
وما إن تتضح الرؤية لديك حول ما ومن يثير غضبك حتى يخفف ذلك من وطأة تلك المواقف والأشخاص قليلاً؛ لأنها لن تصير أمراً مفاجئاً بعد ذلك الحين.
استحدم وعيك الذاتي للتغلب على مشاعر الغضب:
كما يمكنك أن تخطو خطوة كبيرة في وعيك الذاتي، وذلك باستكشاف مصدر هذه المشاعر؛ أي أنك سوف تبحث عن الأسباب التي تجعل هذه المواقف والأشخاص تثير حنقك للغاية حين لا تشعر بنفس القدر من الغضب تجاه مواقف وأشخاص تنطوي على نفس القدر من الضيق؟ ربما يذكرك ذلك الشخص المسرحي الأرعن بأخيك الذي كان يستحوذ على كل الاهتمامات عندما كنت صغيراً. فعشت لعدة سنوات مهمشاً بالنسبة له، وأقسمت على نفسك ألا تسمح لذلك أن يحدث مجدداً. والآن قد أصبحت تجلس بجوار نسخة أخرى منه في كل اجتماع. فلا عجب أن صار زميلك هذا مصدراً لإثارة مشاعرك.
ابحث عن مصادر الغضب وقم بإزالتها:
إن معرفة السر وراء تلك الأمور التي تثيرك يتيح لك الفرصة لإدارة مشاعرك تجاه تلك الأمور. ومن الآن قد صارت مهمتك سهلة؛ ابحث عن مصادر تلك الأمور التي تتسبب في إثارة حنقك، ودوَنها في قائمة. حيث إن معرفة تلك الأمور وما وراءها سمة أساسية لاستخدام استراتيجيات الإدارة الذاتية وإدارة العلاقات التي تأتي تباعاً في هذا الكتاب.