أود أن أشاركك هذه الممارسات التي أستخدمها للحفاظ على نظرتي الإيجابية للحياة. وأول ممارسة هي الامتنان، وهي تعني التعبير عن الامتنان لكل ما أنعمت الحياة به عليك. وفي كل يوم، أعبر عن تقديري لما نلته، فأقول:
"كان اليوم جميلا".
"لقد أنعمت علي بصحة الجسد والعقل".
"لقد منحتني الطعام والملبس".
"لقد قدمت لي فرصة أخرى لخدمة الآخرين".
"منحتني راحة البال والتحرر من كل المخاوف" .
"ولهذه النعم، أشعر بالامتنان".
والممارسة الثانية هي ممارسة الرخاء المادي، ففي كل يوم، يجب عليك أن تضبط عقلك على الوعي بالرخاء والسعة، والتحرر من مخاوف الفقر والعوز.
والممارسة الثالثة هي ممارسة الصحة البدنية السليمة. فلتكن واعياً في كل يوم بكيفية معاملتك لجسدك، وما تتناوله من طعام، وكيفية إدارتك للضغوط. والوعي بصحتك يساعدك على تقدير قيمتها والمحافظة عليها.
وأما الممارسة الرابعة فهي ممارسة راحة البال، فلتحاول الحفاظ على خلو عقلك من كل المثبطات والقيود التي تفرضها على نفسك، فأنت بذلك ستوفر لجسدك وعقلك راحة تامة.
والممارسة الخامسة هي الأمل. فلتكن ممتنّاً لتلبية رغباتك يومك، وللأمل في تحقيق أهداف غدك.
والممارسة السادسة هي الإيمان، مهما يكن معناه بالنسبة لك. وإنني ممتن لله الهداية التي منحني إياها، ولإلهامه لي القيام بما كان فيه نفع لي، ولرده لي عن القيام بما كان فيه مضرة لي، لو أنني قمت به.
وأما الممارسة السابعة فهي الحب. ولا يقتصر هذا على الحب الرومانسي وحسب، بل يشمل أيضا حب الوطن، والعائلة، والأصدقاء، وكل البشر. وكن ملهماً لمشاركة ثرواتك مع كل من تتصل بهم. وكن على وعي بكل صور المحبة في حياتك، والتي تجعل الحياة أكثر عذوبة وتعزز من علاقاتك مع الآخرين.
والممارسة الثامنة هي الرومانسية، وماذا لدينا لنقوله غير أن الرومانسية هي ما يجدد روح الشباب لدينا رغم مرور السنوات.
وأخيراً، الممارسة التاسعة هي الحكمة الشاملة، والتي تحول كل تجارب الفشل، والهزيمة، والخطأ في الحكم على الأمور والفعل، والمخاوف، والأخطاء، وخيبة الأمل، والكوارث على اختلاف طبيعتها إلى مصدر قوة دائم ذي قيمة لا تقدر بثمن. وبالنسبة لي، قد طورت هذه الأحداث من استعدادي وقدرتي على إلهام الآخرين وحثهم على تولي زمام عقولهم واستخدام قواها لنيل ثروات الحياة. وتقدم لي الحكمة ميزة مشاركة كل نعمي مع من لديهم استعداد لتلقيها، ومن ثم إثراء ومضاعفة نعمي على قدر نفعها للآخرين.
وأشعر بالامتنان للحكمة الشاملة التي كشفت لي أنه لا توجد تجربة إنسانية تصير عائقاً، وأن كل التجارب يمكن تحويلها إلى خدمة نافعة، وأن قوة التفكير هي القوة الوحيدة التي يتحكم فيها المرء تحكماً تاماً، وأنها يمكن أن تترجم إلى سعادة متى شاء، وأنه لا حدود لقوة العقول سوى تلك التي توجد داخل عقول البشر.
وهذه الممارسات التسع تكيف عقلك على تلقي منافع الثروات الاثنتي عشرة، وهي تعمل كوسط يمكنك من خلاله المحافظة على تركيز عقلك على الأشياء التي تنشدها، والابتعاد عن الأشياء التي لا ترغب فيها، وتمدك بمناعة مستمرة ضد كل أشكال التوجه العقلي السلبي، ومن ثم تقضي على كل من بذور الأفكار السلبية وما نما منها في تربة عقلك. إنها تساعدك على المحافظة على تركيز عقلك على
غايتك الكبرى في الحياة، وتقدم أتم وسيلة لتحقيق تلك الغاية. وهي تحافظ على سلامك مع نفسك، ومع العالم، وتبقيك منسجماً مع ضميرك.
الممارسات التسع لنيل مكافآت الحياة
وتكشف تلك الممارسات عن وجود تلك "النفس الأخرى" التي تفكر. وتتحرك. وتخطط، وترغب، وتتصرف من خلال دافع قوة تدرك أنه لا توجد حقيقة تسمى بالمستحيل. وقد أثبتت مراراً وتكراراً أن كل كارثة تحمل معها بذور منفعة معادلة لها؛ لذا، فعندما تباغتك الكارثة - مثلما تباغت أي شخص أخر فلن تفزع منها ، بل ستبدأ على الفور في البحث عن "بذور المنفعة المعادلة لها" وتزرعها حتى تصير فرصة كزهرة كاملة التفتح. وهذه هي الكيفية التي ساعدتني بها تلك الممارسات على الاحتفاظ بنظرتي الإيجابية.