يتم العلاج الملائم للاكتتاب في كبار السن بمراعاة ظروف كل حالة على حده، فبعض الحالات تحتاج إلى الارشاد والتدخل لوضع حل لمشكلة العزلة التي يعانيها بعض المرضى الذين يعيشون بمفردهم، وقد يتطلب العلاج أن يشترك الأهل مع الأطباء والخدمة الإجتماعية لمساعدة المريض وتهيئتة البيئة المناسبة له، وبعض حالات الاكتئاب تحتاج إلى العلاج الطبي عن طريق الدواء، وهنا يجب الاحتياط في استخدام أدوية الاكتئاب وضبط الجرعات حتى لا تسبب آثارا جانبية سيئة، وهناك بعض الحالات الشديدة التي يخشى معها أو يفكر المريض في ايذاء نفسه أو يضع حدا لحياته بالانتحار، وهنا يجب التدخل السريع لعلاج هذه الحالات، وتستخدم أحيانا الصدمات الكهربائية كعلاج ناجح لحالات الاكتئاب .
وهنا نقدم بعض الأفكار التي تساعد على الاستمتاع بالشيخوخة، وكنت أود أن تكون مطبوعة في دليل جذاب مثل المطبوعات السياحية، لكن هذه دعوة إلى المسنين فقط للتفكير معي في هذا التصور للاستمتاع بالشيخوخة، وطالما أنها إحدى مراحل العمر التي فرض علينا أن نعيشها بما لها وما عليها فلماذا لا نقرر أن نتخلص من متاعبنا فيها بقدر الإمكان، وهاهي بعض السبل إلى ذلك.
- لا للعزلة .. فالابتعاد عن الحياة يزيد الوضع سوءا، ونحن نتكلم ونفكر جيدا حين نكون مع الناس، وحين نناقش الآخرين، إن ذلك هو الوسيلة الوحيدة التدريب قدراتنا العقلية، والاحتفاظ بها في مواجهة ما قد يصيبها من تدهور مع السن، كما أنه وسيلة لتدعيم ثقتنا في أنفسنا.
- لا للفراغ .. عليك بشغل الوقت باستمرار، ولم لا يكون لديك برنامج يومي في حياتك ؟ إن ذلك هو البديل عن الفراغ القاتل حيث نصحو من نومك وقت تشاء وتبقى دون تغيير ملابس النوم طول الوقت، وتأكل وقت تجوع دون انتظام، ابدأ بإعداد برنامج مناسب لسنك يتضمن بعض الأعمال التي كنت تقوم بها من قبل، أو حتى عمل جديد تتعلمه وتمارسه وتستمتع به، وهناك الكثير من الأعمال الخيرية المناسبة حيث تفيد الآخرين وتستفيد أنت نفسك .
- استمر على علاقة بالعالم من حولك، ولا تسمح للعجز أو المرض الذي أصابك أن يفصلك عن العالم الخارجي، فضعف السمع أو البصر أو العجز عن الحركة يمكن استخدام وسائل للتغلب عليها، وطالما توفرت لدينا رادة الحياة فلا يمكن أن يحول بيننا وبين الاستمتاع بهذه المصاعب.
- العلاقة مع الماضي يجب أن تظل قائمة، وقد يكون النسيان سببا لقلقك وحرجك في بعض المواقف لكنني هنا ساذكرك ببعض الوسائل التي تساعدك على التغلب على النسيان، فاستخدام مفكرة الجيب التسجيل المواعيد، وتوين المعلومات الهامة، والاعداد المسبق قبل مواجهة بعض المواقف، أو اللجوء إلى التذرع بتقدم السن بدل الحرج عند النسيان كلها وسائل تخفيف من آثار النسيان، ولا تدع المجال لضعف الذاكرة ليحول بيننا وبين الاستمتاع بالحياة .
- حاول أن تحتفظ بحالة من صفاء العقل والفكر، ولا تدع شيئا يتملك تفكيرك ويعكر صفو حياتك، حاول أن تجعل الجو المحيط بك يساعدك على هذا الصفاء، وليكن المكان من حولك ملائما ليشيع في النفس البهجة، ولا داعی لكل ما يثير مشاعرك أن يتواجد أمامك، وعليك أن تبقى فقط على الأشياء الجذابة .
- عليك دائما بالتفاؤل، والسبيل إلى ذلك أن تبني أفكارا إيجابية عن الحياة فحين تردد لنفسك دائما " الشيخوخة كلها بؤس والآم " فإن مثل هذه العبارة قد تشيع في نفسك الاضطراب والهزيمة والياس، أما إذا استبدلتها بعبارات أخرى ايجابية ترددها مع نفسك مثل " السعادة موجودة داخلى ومن حولي ، ومثل" الحمد لله .. حالتی احسن من غيرى كثيرة " فإن ذلك من شأنه أن يملاك بالتفاؤل والفرق كبير جدا بين الياس والتشاؤم من ناحية وبين الأمل والرضا والتفاؤل من الناحية الأخرى، إن السبيل إلى الاستمتاع هو عدم التخلي عن المشاعر الإيجابية، وعدم الاستسلام الياس والمشاعر السلبية كالندم والأحباط .
- لا داعي للمخاوف .. والمخارف هنا تتسلل إليك في الشيخوخة شيئا فشيئا مع التعب والمرض حتى تملكك تماما، فالخوف من المرض اسوا من المرض نفسه، أما الخوف من الموت الذي يسيطر على الناس مع تقدم السن فليس ل ه ما يبرره إذا كان الموت حقيقة لا خلاف عليها، ونحن لا نموت لأن نكبر ونمرض، ولكن نموت لأننا نولد ونعيش، أن الموت أت في موعده ولا يجب أن يدفعنا ذلك إلى التوقف عن الاستمتاع بالحياة .
- ستقول لى إن الناس قد انقضوا من حولي في شيخوختي، والخطا ليس فيك بل هو في الآخرين، ولكن عليك ألا تكون من بالشكوى الدائمة والانتقاد لكل ما هو جديد، ولتكن حسن الصحبة لتحتفظ ببعض الأصدقاء، ولا مانع من مصاحبه من هم أصغر سنا والاستماع إليهم حتى وإن كانوا يتحدثون لغة جديدة لا تألفها، فربما كانت لغتنا نحن هي التي لم تعد مناسبة، إننا غالبا نتفق على الاعتقاد بأن كل جيل يأتي أسوأ من الجيل الذي سبقه، لكن ما دام العالم مستمرة على هذا النحو لأجيال طويله فلا مانع من أن تكون روحنا رياضية ونقبل الحال على ما هو عليه لأننا لن نغير الكون وليس مطلوبا منا ذلك، إن المطلوب هو أن نستمتع بحياتنا فقط.
أخيرا تذكروا اعزائي الشيوخ أن الشيخوخة ليست شرا خالصا، إن هنالك بعض الضوء في الصورة التي يراها البعض قاتمة، نعم هناك رسالة تمت وإنجازات تحقت، وهيبة ووقار وحكمة، وبقية من الحياة يجب أن تستمتع بها كالكأس الذي نشربه حتى الثمالة .