1. التوجه العقلي الإيجابي
كل الثروات - مهما كانت طبيعتها - تبدأ كحالة عقلية، ولنتذكر أن الحالة العقلية هي الأمر والشيء الوحيد الذي للمرء حق كامل لا نزاع فيه في التحكم به. وهو لأمر بالغ الأهمية أن نعي أنه لا أحد منا يملك التحكم في أي شيء سوى القوة التي تشكل أفكارنا وميزة تنسيقها وفق اختيارنا.
والتوجه العقلي مهم لأنه يحول العقل إلى ما يشبه المغناطيس الكهربائي الذي يجذب مماثلاته من الأفكار والأهداف المهيمنة، ويجذب أيضا مماثلاته من المخاوف، والقلق، والشكوك.
والتوجه العقلي الإيجابي هو نقطة الانطلاق لكل الثروات، سواء أكانت ثروات ذات طبيعة مادية أو معنوية. وهو يجذب ثروة الصداقة الحقيقية والثروات التي يبحث عنها المرء أملا في تحقيق إنجازات مستقبلية. وهو يوفر الثروات التي قد يجدها المرء في الطبيعة، كالليالي المقمرة، والنجوم التي تسبح في السماء، والتضاريس الجميلة، والآفاق البعيدة.
وهو يجذب الثروات التي توجد في العمل الذي يختاره المرء؛ حيث إن العمل يُمكّن المرء من التعبير عن روحه بأسمى الطرق.
ويجلب ثروة التناغم إلى العلاقات العائلية؛ حيث يعمل كل أفراد العائلة معاً بروح من التعاون الودود.
الفصل الثاني
ويبني ثروة التحرر من الخوف، وثروة الحماس، سواء الإيجابي أو السلبي. ويلهم ثروة الغناء والضحك، وكلتاهما تعبر عن حالة عقلية.
ويمنحك ثروة الانضباط الذاتي، التي يعرف المرء من خلالها أنه بإمكان العقل تحقيق أية غاية منشودة إذا تولى أمرها ووجهها بعزم شديد.
ويستخرج ثروة اللعب، والتي تمكن المرء من تنحية أعباء الحياة كلها والعودة إلى الطفولة مرة أخرى.
ويمنحك ثروة اكتشاف المرء لـ"نفسه الأخرى" - وهي نفس لا تعرف حقيقة تسمى بالفشل الدائم.
ويكسبك ثروة الإيمان بالكون، والذي يعد عقل الفرد جزءاً دقيقاً منه.
ويمنحك ثروة التأمل، وهي الرابطة التي يمكن للمرء بها طلب الإمداد الكوني من الذكاء المطلق واستخدامه متى شاء.
وهذه الثروات وكل ما سواها يبدأ اكتسابها بتوجه عقلي إيجابي. ولهذا، لا عجب أن يحتل التوجه العقلي الإيجابي المقام الأول في قائمة الثروات الاثنتي عشرة.
2. الصحة البدنية السليمة
تبدأ الصحة السليمة بـ"وعي صحي" يقوم به عقل يفكر في الصحة، لا في المرض. وهي تتطلب اعتدالاً في المأكل، والتزام بأداء أنشطة بدنية.
3. انسجام العلاقات الإنسانية
يبدأ الانسجام مع الآخرين بالانسجام مع النفس. وكما قال شكسبير- وتوجد فوائد مترتبة على اتباع هذه القاعدة - : "يجب على المرء أن يصدق مع نفسه، وأن يتبع هذا الأمر كما يتبع الليل النهار، ومن ثم لن يكذب على أي أحد".
4.التحرر من الخوف
لا يُعَدُّ من يخشى أي شيء حرًّا. والخوف نذير شر، وأينما ظهر فعلى المرء أن يجد سببا للتخلص منه قبل أن يستطيع أن يصبح ثرياًّ بالمعنى الصحيح للكلمة. والمخاوف الأساسية السبعة التي كثيرا ما تثار في عقولنا هي: (1) خوف الفقر،
الثروات الاثنتا عشرة العظيمة في الحياة
(2) خوف التعرض للنقد، (3) خوف اعتلال الصحة، (4) خوف فقدان الحب، (5) خوف فقدان الحرية، (6) وخوف التقدم في العمر، (7) خوف الموت.
5.الأمل في الانجاز
إن أعظم أشكال السعادة يأتي كنتيجة للأمل في إنجاز بعض الرغبات التي لم تحقق بعد. والشخص الذي لا يمكنه التطلع إلى المستقبل أملاً في أن يصبح الشخص الذي يحب أن يكونه، أو إيماناً بتحقيق الأهداف التي فشل في الوصول إليها في الماضي، يعد شخصاً فقيراً بصورة تفوق الوصف.
6.القدرة على الإيمان
إن الإيمان هو الصلة بين العقل الباطن والكون العظيم. وهو التربة الخصبة في حديقة العقل الإنساني التي تنتج منها كل ثروات الحياة، و"إكسير الخلود" الذي يمنح القوة والعمل الإبداعي لتفعيل الأفكار. والإيمان هو الأساس في كل المعجزات المزعومة، وفي عديد من الأمور الغامضة التي لا يمكن شرحها بالقواعد المنطقية أو العلمية. وهو "المادة الكيميائية" الروحانية التي - عندما تمزج بالصلاة - تمنح المرء صلة مباشرة فورية بربه.
الإيمان هو القوة التي تحول الطاقات العادية إلى معادلاتها الروحانية.
7. الاستعداد إلى مشاركة النعم
من لم يتعلموا مشاركة ما لديهم مع الآخرين، لم يعرفوا الطريق الحقيقي إلى السعادة؛ لأن السعادة تنبع من المشاركة وحسب. وكل الثروات يمكن تزيينها ومضاعفتها بمجرد مشاركتها مع الآخرين حيثما كانت قادرة على نفعهم. والمساحة التي يشغلها المرء في قلوب الآخرين تتحدد بدقة بالخدمات التي يقدمها إليهم من خلال مشاركته إياهم نعمه بشكل أو بآخر.
والثروات التي لا يتم التشارك فيها، سواء أكانت مادية أم معنوية، تذبل وتموت کوردة على جزع تالف؛ لأن أحد القوانين الأولى للطبيعة هو أن الركود والإهمال
يؤديان إلى التحلل والموت، وهذا القانون ينطبق على الممتلكات المادية مثلما ينطبق على الخلايا الحية لكل الكائنات.
8. العمل المحبب
لا أحد أشد ثراءً ممن وجد عملاً محبباً وانهمك في أدائه. والعمل أسمى أشكال التعبير الإنساني عن الرغبات. وهو الصلة بين طلب كل الحاجات الإنسانية وتلبيتها، والسابق لكل تقدم إنساني، والوسط الذي يوهب فيه الخيال جناحين للعمل. وكل الأعمال المحببة مقدسة لأنها تجلب متعة التعبير عن الذات.
9. العقل المتفتح على كل الموضوعات
لا يتمتع بسمة التسامح، الذي يعد من أسمى سمات الثقافة، إلا من يملك عقلاً متفتحاً على كل الموضوعات في كل الأوقات. ولا أحد غير من يملك عقلا متفتحاً يصبح مثقفاً حقيقياً، ومن ثم يصبح مستعداً لنيل أعظم الثروات في الحياة.
10. الانضباط الذاتي
من لا يتقن الانضباط الذاتي قد لا يتقن أي شيء. ومن يملكون زمام أنفسهم قد يملكون زمام مصائرهم الدنيوية. ويكمن أسمى أشكال الانضباط الذاتي في التعبير عن تواضع القلب حينما يحوز المرء ثروات عظيمة أو يفاجأ بما شاع تسميته ب "النجاح".
11. القدرة على فهم الناس
إن الأثرياء بفهمهم للناس دائماً ما يدركون أن الناس جميعهم متشابهون على نحو أساسي في كونهم ناشئين عن أصل واحد؛ أن الأنشطة الإنسانية جميعها نابعة من إلهام دافع أو أكثر من الدوافع التسعة الأساسية في الحياة، وهذه الدوافع هي:
الثروات الاثنتا عشرة العظيمة في الحياة
عاطفة الحب
الرغبة في التزاوج
الرغبة في الكسب المادي
الرغبة في البقاء
الرغبة في حرية الجسد والعقل
الرغبة في التعبير عن الذات
الرغبة في نيل حياة خالدة بعد الممات
عاطفة الغضب
عاطفة الخوف
ويجب على من يدركون ما يحفز الآخرين أن يدركوا أولاً ما يحفزهم هم.
والقدرة على فهم الآخرين تمحو العديد من الأسباب الشائعة للتباعد بين الناس. وهي قوام كل الصداقات، وأساس كل انسجام وتعاون، ومهمة بصورة أساسية في كل أشكال القيادة التي تدعو إلى التعاون الودود.
12. الأمن الاقتصادي
وآخر ثروة - رغم أنها ليست الأقل أهمية من بين الثروات الاثنتي عشرة - هي ثروة الأمن الاقتصادي.
ولا يتحقق الأمن الاقتصادي بالمال وحسب، بل بالخدمات التي يقدمها المرء؛ فالخدمة النافعة يمكن تحويلها إلى كل أشكال الحاجات الإنسانية، سواء باستخدام المال أو بدون استخدامه.
ولم يحقق "هنري فورد" الأمن الاقتصادي لأنه يتحكم في ثروة واسعة من المال، بل لسبب أفضل وهو تقديمه لفرص وظيفية مربحة لملايين الرجال والنساء، ولكونه أول من صنع سيارات تنال ثقة أعداد غفيرة من الناس. والخدمة التي قدمها اجتذبت المال الذي يملكه الآن. وهكذا يجب أن يتحقق الأمن الاقتصادي الدائم.
وسوف أقدم لك المبادئ التي يمكن بها الحصول على المال وعلى كل أشكال الثروات الأخرى، ولكن يجب عليك أولاً أن تكون مستعداً لتطبيق هذه المبادئ.
ويجب أن يكون عقلك مهيئاً لقبول الثروات كتهيؤ التربة لزراعة البذور. وربما سمعت تعبير "عندما يكون الطالب مستعداً للتعلم، يظهر المعلم".
وهذا لا يعني أن الأمور التي قد يحتاج المرء إليها ستظهر دون سبب؛ فهناك اختلاف شاسع بين "حاجات" المرء واستعداده لتلقيها. والخطأ في فهم هذا الاختلاف هو خطأ يفقدك المنافع الكبرى التي أحاول نقلها إليك.