لماذا ينبغي عليك أن تؤمن بما أقوله لك؟ ولماذا يجب عليك الثقة بأنني أقدم لك الدروس التي تحتاج إليها للنجاح؟ كما تعلم، إنني أعد أحد أكثر الناس ثراءً ونفوذاً في العالم. ورغم هذا، لم أولد ثرياً.
فقد ولدت في فقر وأمية، وتعليمي الرسمي مقتصر على المعرفة التي حصلت عليها في مدرسة إقليمية. وكان العالم كله - على قدر معرفتي - لا يتجاوز حدود الغابات المحيطة بالمقاطعة التي ولدت فيها، ثم جاء الحب إلى قلبي، وجاء معه تأثير أعظم شخص تمنيت أن أعرفه. وأصبحت هذه المرأة زوجتي ومنارة هداية لي، فقد جاءت من عالم خارج عالمي - وهو عالم لم أشك في وجوده. كانت امرأة ذات ثقافة وعلم. وتعلمت منها بعض أسرار علم الأحياء، والكيمياء، والفلك، والفيزياء، ودخلت في أعماق روحي وكشفت لي عن تلك "النفس الأخرى" التي ما كنت أعلم عنها شيئاً.
وخطوة بعد خطوة، وبصبر وحب، نقلتني إلى بساط أعلى من التفاهم، إلى أن صرت بعد وقت طويل مهيئاً لتلقي الهبة العظمى التي سأشركك فيها آملاً أن تصبح ثریاً مثلي.
ومع هذه النعمة، جاءت أيضاً مسئولية تتضمن التزاماً بكشف أسرار ما أسميته "المفتاح الرئيسي العظيم" لكل من هو مهيأ منا لتلقيه، ولكن دعني أحذرك من أن المفتاح الرئيسي هذا لا يمكن لأحد الاحتفاظ به إلا من قبلوا الالتزام بمشاركته مع الآخرين. ولا يحق لأحد استخدامه بصورة أنانية ولتعظيم ذاته وحده.
ولا بد وأن مؤسسي حركة نادي الروتاري قد أدركوا منافع المشاركة؛ فقد كان شعارهم هو "ينتفع أكثر من يخدم على نحو أفضل". ولا بد أن كل ملاحظ عن قرب قد أدرك أن كل النجاحات الفردية التي دامت طويلاً بدأت من خلال التأثير الخيّر لأفراد آخرين، ومن خلال شكل من أشكال المشاركة.
وكانت فرصتي العظيمة تكمن في استعداد زوجتي لمشاركتي في المعرفة التي اكتسيتها، إضافة إلى المعرفة التي اكتسبتها من المبادئ التي جعلت المفتاح الرئيسي في متناول يدي.
وربما تكمن فرصتك أنت في استعدادي لمشاركتك تلك المعرفة. ولكن تذكر أنني لم آتِ لمنحك الثروات المادية وحسب، بل جثت لأشاركك المعرفة التي
قد تمكنك من اكتساب الثروات - كل الثروات - من خلال التعبير عن مبادرتك الشخصية الخاصة. وهذه أعظم هبة على الإطلاق! وهي النوع الوحيد من الهبات التي يمكن لأي شخص ينعم بمميزات تحظى بها أمة عظيمة كأمتنا أن يتوقعها؛ فهنا نجعل كل الأشكال المحتملة للثروات متاحة للبشر، وهي متوافرة لدينا بمقادير عظيمة.
لذا، أظنك أنت أيضا تتمنى أن تصبح ثرياً.
دعنا نصبح شركاء في تحقيق رغبتك : لأنني اكتشفت الطريق إلى كل الثروات. ولهذا أنا مستعد للعمل كمرشد لك.
لقد سعيت إلى طريق الثروات بطريقة صعبة قبل علمي بأن هناك طريقاً مختصرا يمكن الاعتماد عليه وكان باستطاعتي أن أسلكه لو أن أحداً أرشدني إليه مثلما آمل أن أرشدك أنا إليه.
وقبل البدء في رحلتنا إلى أرض الثروات، يجب علينا أن نقوم بجرد الثروات لكي نستطيع التعرف على الطبيعة الحقيقية لها؛ فمن المهم أن نكون مستعدين للتعرف على الثروات عندما تكون قريبة منا.
ويعتقد بعض الأشخاص أن الثروات تكمن في المال وحده. ولكن الثروات الدائمة، بمفهومها الواسع، تكمن في عديد من القيم الأخرى غير تلك الأمور المادية، وأود أن أضيف إلى هذا أنه بدون تلك القيم المعنوية الأخرى، لن يجلب المال السعادة التي يعتقد بعض الأشخاص بأنه قادر على جلبها.
وعندما أتحدث عن "الثروات"، تحضرني الثروات الأعظم التي جعل أصحابها الحياة تمنحها لهم، مما أدى بهم إلى نيل حياة من السعادة التامة الكاملة. وأنا أسمي هذه الثروات ب "الثروات العظيمة الاثنتي عشرة في الحياة"، وأتمني بصدق أن أتشاركها مع كل من لديهم استعداد لتلقيها، سواء كلها أم جزء منها.
وقد تعجب من استعدادي لمشاركتك، ولذا سأخبرك بأن المفتاح الرئيسي للثروات يمكن مالكيه من أن يضيفوا إلى مخزون الثروات الخاصة بهم كل شيء ذي قيمة يشاركونه مع الأخرين. وهذا من أغرب حقائق الحياة، ولكنه حقيقة ينبغي على كل واحد منكم أن يدركها ويحترمها إذا كان يأمل في الاستفادة من قوتها.