كن مثل جارث
على مدار هذا الكتاب، قمت بتشجيعك على أن "تقود من غير منصب رسمي"، وتشارك بكل طاقتك، وتحدث فارقاً ملحوظاً. وهناك رجل جسد تلك الفلسفة التي أدعو إليها. كان اسمه جارث تايلور. وهو قد مات مؤخراً، وأرغب هنا في تقديره وتبجيله.
ولد د. جارث ألفريد تايلور في مدينة مونتيجو باي بجاميكا، عام 1944. وكان ملهما كجراح للعين وكرب أسرة وقبل كل شيء كإنسان خیر. كان من بين أقواله الأثيرة: "لقد جئت إلى هذا العالم خالي الوفاض، وسأغادره وليس معي إلا ضميري". واعتقادي أنه قد فعل ذلك.
وقد استرعى د. تايلور انتباهي أول مرة عن طريق أخي سانجاي، وهو ملهم هو الآخر كجراح للعين. كان جارث زميلاً لسانجاي، ومن المعجبين بكتبي، ولذلك كتبت إهداء على بعض کتبي وأرسلتها له في صباح أحد الأيام، وعرفت بعد ذلك أن هذا قد أسعده جداً.
وما جعل أثر هذا الرجل عميقاً جداً هو أنه لم يمارس مهنة الطب فحسب، بل إنه قد عاشها بكل كيانه. فعلى مدار أكثر من عشرين عاماً، سافر إلى الدول النامية في كل أنحاء العالم، ليساعد في إنقاذ بصر المرضى. وبكلماته هو: "لقد وجدت ضالتي المنشودة منذ ۲۳ عاماً... في مساعدة الناس على تجنب الإصابة بالعمى. ولا يستعيد
المريض بصره فحسب، بل إنه يستعيد تقديره لذاته كذلك". لأنه اهتم بالناس -وكانت لديه الشجاعة للعمل ـ أنقذ حياة آلاف من الناس. وقد شهد أخي سانجاي جنازة د. تايلور، والتي حضرها جمع كبير من الناس.
"جئت إلى هذا العالم خالي الوفاض، وسأغادره وليس معي إلا ضميري".
وأنت الآن على مشارف نهاية هذا الكتاب، وقارب الوقت الذي قضيناه معاً على الانتهاء، أدعوك إلى أن تفكر في الحقائق التي قدمتها لك بكل صدق وإخلاص. تأمل فيما ترغب أن تدافع عنه، وفي الأثر الذي تريد أن تتركه وراءك. ثم تأمل بعد ذلك كلمات د. جارث تايلور: "حتى ألفظ أنفاسي الأخيرة، سأظل أقوم بهذا العمل الاعتقادي أنه قد قدر لي هذا الدور. ولن أفعل ذلك من أجل المال، ولا من أجل الشهرة، ولكن لكي أجعل حياة البشر حياة أفضل".