اقض وقتاً مع أطفالك
في نهاية حياتنا، قليلون منا هم من يندمون على أنهم لم يجمعوا ثروة أضخم. فهذا لا يحدث. إن ما نندم عليه حقاً في آخر حياتنا هو تلك الأماكن التي نزرها، والصداقات التي لم نرعها، والمخاطرات التي لم نقدم عليها، والأشياء التي لم نقم بها مع أحبائنا. وهذا يأخذني إلى النقطة التي أرغب في التأكيد عليها جيداً: اقض وقتا مع أطفالك.
إنني أحب عملي حباً شديداً. فهناك بالطبع سفرياتي الكثيرة بالطائرة (وأنا لا زلت أشعر كما لو كنت طفلاً عند انطلاقة الطائرة. وهناك الكثير من الأحداث المهمة في أماكن جميلة. والكثير من المحادثات الشيقة مع أشخاص ممتعين من كل الفئات. والكثير من الفرص الرائعة لتوصيل رسالتي إلى من يحتاجون إليها. ولكن لا شيء وأنا أعني لا شيء على الإطلاق ـ أهم بالنسبة لي من أن أكون أباً صالحاً. لقد عملت مع الكثير من الرؤساء التنفيذيين الذين وصلوا إلى القمة، واكتشفت أنهم في غضون ذلك قد فقدوا أهم شيء في الحياة.
إن من طبع الإنسان أن يستخف بمن يخصونه بأسمى قدر من الحدب. وأنا لا أقول إن هذا شيء جيد، وإنما أقصد أن تلك هي طبيعتنا. ونحن بحاجة لأن نقاوم هذه الطبيعة، وأن نكتسب إحساساً ثرياً بالعرفان تجاه أسرنا. لا تكن واحداً من هؤلاء الذين يتعين عليهم تجربة الإحساس بالخسارة (عن طريق الطلاق أو الموت) قبل أن يفيقوا ويدركوا قيمة ما لديهم من نعم. لقد شاهدت ذلك يحدث أمامي. وهو يحدث طوال الوقت. ومع كل الناس، في كل أنحاء العالم.
ولو لم يبق لك في الحياة إلا ۳۰ دقيقة فقط، لأسرعت إلى هاتفك، لتخبر أقرب الناس إلى قلبك بمقدار حبك لهم. ثم لأسرعت إلى بيتك، حام؟ قلبك في يدك، وحدثتهم بكل صدق عما تشعر به من حب تجاههم. فكر فقط في مأساة الحادي عشر من سبتمبر. إنني لا زلت أذكر تلك المكالمات الهاتفية التي أجراها الأشخاص الذين كانوا محتجزين في البرجين.
لو لم يبق لك في الحياة إلا ۳۰ دقيقة فقط،
لأسرعت إلى هاتفك لتخبر أقرب
الناس إلى قلبك بمقدار حبك لهم.
أعرف قدر انشغالك. وأن لديك الكثير من المهام التي تريد فعلها. ومن الأماكن التي تريد الذهاب إليها، والأشخاص الذين تريد مقابلتهم. ولكن خذ دقيقة من وقتك، هنا والآن، لتجري مكالمة هاتفية. أخبر أولادك بمقدار حبك لهم واهتمامك بهم. أخبر زوجتك (أو أخبري زوجك)، أو والدتك، أو والدك، أو شقيقك، أو شقيقتك، أو أعز أصدقائك، بمشاعرك تجاههم. ولن تندم على ذلك أبدأ. ثق بي.