قد تقدم كثيرا العلم في مجال اكتشاف اسرار كيمياء المخ، ومن خلال تتبع المواد الكيميائية في الجهاز العصبي للإنسان، ورصد التفاعلات الطبيعية التي تحدث في حالة الصحة، وحالة المرض النفسي حيث أمكن تحديد مستوى بعض المواد في الدم، وفي المسائل النخاعي بالجهاز العصبي وفي البول لها علاقة مباشرة بوجود اعراض الاكتئاب وهذه المواد الكيميائية هي نواتج تحليل المركبات الكيميائية التي اشرنا اليها التي تقوم بوظيفة الموصلات العصبية داخل المخ، وامكن من خلال تحديد مستوى هذه المواد في الدورة الدموية وافرازها في عينات البول الاستدلال على مؤشرات ترتبط بأعراض الاكتئاب، ورغم أن ذلك ل م يتم تطبيقه على نظام واسع من الناحية العملية الا أن الأبحاث تشير الى امكانية اجراء بعض التحاليل الكيميائية للاستدلال على الإصابة بالاكتئاب، وتشخيص هذه الحالات في المستقبل سوف يساعد ذلك في ايجاد اساليب ناجحة للوقاية والعلاج.
ومن الفحوص التي تستخدم في نطاق واسع في أبحاث الاكتتاب تحديد مستوى الهرمونات التي تفرزها الغدد الصماء الموجودة في جسم الانسان من المعروف أن الاكتئاب يكون مصحوبا بتغيير في افراز الهرمونات ووظائف الغدد الصماء في الجسم والهرمونات هي مواد طبيعية يتم افرازها عن طريق هذه الغدد، ولها علاقة مباشرة بالكثير بالوظائف الحيوية كما انها تؤثر بطريقة مباشرة أو عير مباشرة في الحالة النفسية، ومن العدد الصماء الرئيسية في الجسم الغدة النخامية والغدة الدرقية والغدة جار الكلية والغدد التناسلية .
كيمياء المخ وعلاقتها بالاكتتئاب
هناك فحص كيميائي يتم فيه تحليل عينة من الدم في تحديد مستوى مادة الكورتيسول Cortisol، وهي احد المواد الطبيعية التي يتم افرازها في الجسم ويزيد مستواها في أوقات معينة من اليوم، وينقص في اوقات اخرى تبعا للساعة البيولوجية وقد لوحظ أن مستوى هذه المادة يزيد في حالات الاكتئاب، وحين يتم حقن مريض الاكتتاب بهذه المادة من مصدر خارجی فإن مستواها في الدم لا ينقص كما يحدث في الأشخاص الطبيعيين او يعرف في هذا الفحص بأختبار كبح الدكساميثازون - DST حيث تعتبر مادة دكساميثازون مماثلة للمادة الطبيعية التي يتم افرازها داخل الجسم، ويستفاد بهذا الاختبار على مستوى الابحاث العلمية في تشخيص الاكتئاب لكنه لم يتم تطبيقه في العيادات والمستشفيات النفسية على نطاق واسع حتى الآن .
- العوامل الكيميائية في مرضى الاكتئاب النفسي امكن الاستدلال عليها من خلال نقص بعض الموصلات العصبية في مرضى الاكتئاب ومن امثلتها: "نورابنفرين "، " سيروتونين'.
- تم الاستفادة من المعلومات الخاصة بكيمياء الجهاز العصبي والتغيرات التي تحدث في حالات الاكتتاب في استخدام ادوية جديدة تقوم بتصحيح الخلل الكيمياني ويؤدي ذلك إلى تحسن اعراض الاكتئاب .
- هناك علاقة بين الهرمونات التي تفرزها الغدد الصماء في الجسم وبين الاكتئاب ويتم استخدام هذه الهرمونات في علاج بعض الحالات المستعصية من الاكتئاب.
قائمة ببعض الأدوية التي تسبب الاكتئاب عند استخدامها نتيجة لأثارها الجانبية مما يقع في دائرة اهتمام المتخصصين فقط:
- أدوية القلب وضغط الدم مثل
- ذيجتاليس Digitalis
- کلو ندين Clonidine
- میثل دوبا Methyldopa
- المهدئات مثل
- باربتيورات Barbituurates
- بنزوديازبينات Benzodiazepines
- مشتقات الكورتيزون والهرمونات مثل
- بردنزون Prednisone
- حبوب منع الحمل Oral contraceptives
- الأدوية المسكنة للألم مثل
- مشتقات الأفيون Opiates
- أندومثازین Indomethacin
- بعض المضادات الحيوية مثل
- امبسلين Ampicillin
- تتراسيكلين Tetracycline
وهذه مجرد أمثلة لقائمة من الأدوية تستخدم لعلاج أمراض أخرى لكنها تسبب حدوث الاكتتاب نتيجة لآثارها الجانبية على كيمياء ووظيفة المخ.