اجعل الناس يشعروا
بمشاعر طيبة
يتعامل الناس مع من يجعلونهم يشعرون بمشاعر طيبة. فالبشر كائنات عاطفية. نحن نرغب في مصاحبة هؤلاء الذين يجعلوننا نشعر بالسعادة والتميز والرعاية والأمان.
وهناك اثنان من الناس أرغب في تقديمهما إليك: الأول مزارع يدعى ستيف، والثاني يمتلك متجراً للبيع بالتجزئة ويدعى جاك، وهذان الاثنان يعرفان عن تأسيس العمل أكثر مما يعرفه معظم الرؤساء التنفيذيين. يقوم ستيف ببيع اليقطين. وأنا أعيش في كندا، وكل خريف نستقل أنا وأولادي سيارتنا لمدة نصف ساعة حتى نحصل على اليقطين للاحتفال بالهاويين من هذا المزارع الذي لا يبدو عليه التقدم في السن أبداً. وبالطبع يمكننا شراء اليقطين من محل البقالة المحلي الذي لا يبعد عن منزلنا إلا خمس دقائق. ولكننا حينئذ كنا سنحرم من المشاعر الذي يولدها ستيف بداخلنا. وهو يتذكر أسماءنا. ويضحكنا. ويروي لنا قصصاً وحكايات. ويذكرنا بأفضل ما في هذا العالم والمزارعون عموماً بارعون في ذلك. ثم نرجع من عنده ومعنا كمية كبيرة من اليقطين، وقلوبنا مليئة بالسرور والبهجة. وبالمناسبة، يعد ستيف ناجحاً في عمله جداً.
والآن نتحدث عن جاك، الذي يدير متجر للبيع بالتجزئة كما قلنا. وعندما نذهب إلى هناك أنا والأولاد، يلقي علينا التحية بأسمائنا. وهو يعرف تاريخ أعياد ميلادنا (حيث يدونها في مفكرة صغيرة). وهو يطلب مجلات مثل دوبل Dwell وأزور Azure، وبيزنس تو Business2.0 خصيصاً لأجلي (وبدون أي تكلفة إضافية بالطبع). إن سلوكه لا تشوبه شائبة. وهو يبتسم دائماً. ويجعلنا نشعر بمشاعر طيبة. وهناك خمسة متاجر أخرى على الأقل في الجوار، ولكن جاك أستاذ في تكوين العلاقات. وبالتالي فقد فاز بإخلاصنا وولائنا. وهو بالمناسبة مليونير.
إن الحكيم هو من يحسن معاملة الناس. وهذه استراتيجية ذكية في العمل. عليك إذن أن تكون مثل ستيف، وأن تقتدي بجاك. اجعل الناس يشعروا بمشاعر طيبة تجاه تعاملهم معك. سوف تصبح بذلك رائداً في مجالك. وستستمع بعملك. وهذه هي الغاية المقصودة.
"أحسن إلى الناس، واترك وراءك أثراً لا تستطيع عواصف الزمن أن تمحوه أبداً".
يجعلني هذا أفكر في الكلمات المكتوبة على قطعة من الورق أعطاني إياها أحد المشاركين في ندوة من ندواتي قبل أشهر قليلة، وكانت تقول ببساطة: "أحسن إلى الناس، واترك وراءك أثراً لا تستطيع عواصف الزمن أن تمحوه أبداً". وعندما سألته عمن ألف هذه الكلمات، فرد على بهذا الرد المختصر: "ألفها أكثر الأشخاص الذين عرفتهم حكمة، وهو جدي".