ستة أسباب لوضع الأهداف
أعرف ما تفكر فيه الآن: "روبين، حدثنا عن موضوع جديد ومبتكر ومثير للتحدي. لماذا تكتب عن الأهداف؟ نحن نعرف عن هذا الموضوع. وهو موضوع ممل!". ولكن القليل من ممارسات النجاح هي ما تعد على نفس أهمية تحديد أهدافك بوضوح، ثم مراجعتها كل يوم. والبراعة في وضع الأهداف، ثم التفكير في هذه الأهداف على أساس منتظم، هما من المتطلبات الأساسية للحياة العظيمة. ولكن الغريب أن معظم الناس لا يقضون أكثر من ساعة واحدة كل عام في وضع أهدافهم. وهذا صحيح: يقضي الناس وقتا أطول في التخطيط لعطلات الصيف مما يقضونه في التخطيط لحياتهم.
وفي اعتقادي، هناك ستة أسباب رئيسية تجعل من المهم أن تضع أهدافك وتحددها: التركيز، والنمو، والغاية، والقياس، والانسجام، والإلهام. التركيز: أينما يتجه تركيزك، تتدفق طاقتك. كم أشعر بالامتنان لأنني أقوم بتدريب بعض من النجوم الحقيقيين في مجال العمل على النجاح. بليونيرات، ورجال أعمال مشاهير، ورواد في الصناعة. ويعتبر عنصر التركيز من سمات عظمتهم الرئيسية. فهم يعرفون "غاياتهم الحيوية"، أو بعبارة أخرى، الأهداف الأساسية التي يحتاجون إلى تحقيقها للوصول إلى التميز، ثم يركزون على هذه الأهداف تمام التركيز. فالأهداف تولد التركيز. فكرة بسيطة ولكن فعالة.
النمو: وضع الأهداف يعزز النمو الشخصي. إن القيمة الحقيقية في الوصول إلى هدف معين لا تكمن في النتيجة التي تحققت، ولكن فيما صنعته منك الرحلة التي قطعتها في سبيل تحقيق هذا الهدف على المستوى الإنساني.
الغاية: من السهل أن تعيش الحياة مصادفة، وتنتقل من يوم أخر كيفما اتفق. ولكنك إذا لم تؤثر في الحياة، فإن لها طريقتها الخاصة في التأثير عليك. ومن خلال تحديد أهدافك بدقة، ثم مراجعتها لمدة خمس دقائق كل صباح، فستمارس بذلك تأثيرك على الحياة وتتحلي بروح المبادرة، بدلاً من الاستسلام بمجرد الاستجابة للأحداث. ومن خلال وضع الأهداف أيضاً، سوف تحدد لنفسك إطاراً للعمل أو منظومة من القرارات التي تمكنك من أخذ خيارات أفضل. سوف تصبح قادراً على أن ندرك ـ في غضون ثوان قليلة. متى قد انحرفت عن خطتك. وسترتكب عدة أقل من الأخطاء، وستتمكن من إنجاز مهام أكثر في وقت أقل. وكما قال الروائي سال بيلو: "الخطة تريح الإنسان من عذاب اتخاذ القرار".
وضع الأهداف هو محاولة جريئة البلوغ الحياة التي تتمناها، وعمل بطولي لأنك تحاول الاستفادة من كل ما وهبه الله لك من قدرات.
القياس: قمنا بإعطاء فريق إدارة إحدى خطوط الطيران الشهيرة بعض التدريب على القيادة. وفي أخر زيارة لي، اصطحبني الرئيس التنفيذي المسئول عن إدارة الشركة في جولة في مطارهم الرائع. وفي واحدة من غرف الاجتماعات التي يستخدمها طاقمه شاهدت ورقة ملصقة على الجدار كتب عليها: "ما يمكن قياسه، يمكن تحسينه". فكرة مهمة. إن وضع الأهداف يمنحك شيناً يمكنك قياسه. على سبيل المثال، إذا كان هدفك أن تقلل نسبة الدهون في جسمك إلى ۱۲٪، فلديك بذلك معيار يمكنك قياس تقدمك استناداً إليه. وبينما تجري عملية القياس، يصبح لديك أساس للتحسن. وعندما تدرك أهدافك بشكل أكثر وضوحاً، يصبح في مقدورك اتخاذ قرارات أفضل. والقرارات الأفضل ستجعلك تحصل على نتائج أفضل.
الانسجام: سوف أطلعك على أحد أفضل "أسرار النجاح": احرص على أن نكون أفعالك اليومية منسجمة مع أعمق فيمك. دعني أعبر عن ذلك بطريقة أخرى: لا يمكن أن تشعر بالسعادة إذا لم تكن التزاماتك متوافقة مع مبادئك ومعتقداتك. أليس هذا كل ما تعنيه الاستقامة؟ أن تتأكد من أن أهدافك تعكس قيمك وما تدافع عنه؟ إن وضع أهداف واضحة ومنسجمة مع أهم قيمك هو طريقة ممتازة لبلوغ العظمة الشخصية.
الإلهام: الأهداف تبث في حياتك روحاً وحيوية. إن مجرد تدوين أهدافك على ورقة بيضاء يجعلك تخطو إلى عالم جديد تماماً من الاحتمالات التي يمكن تحقيقها في حياتك. وضع الأهداف هو إعلان من جانبك بأنك ترفض أن تكون عادية. هو محاولة جريئة لبلوغ الحياة التي تتمناها، وعمل بطولي لأنك تحاول الاستفادة من كل ما وهبه الله لك من قدرات. وكما قال مارك توين: "لو رضي كل الناس عن أنفسهم، لما كان هناك أبطال".