اعشق ما يثير غضبك
الأشياء التي تدفعك إلى الجنون هي في الحقيقة فرص عظيمة. والأشخاص الذين يثيرون غضبك هم في الحقيقة مدرسوك الأفاضل. والأمور التي تغيظك هي في الحقيقة هبات قيمة. فكن ممتنا لها. واعشقها.
إن الأشخاص أو الظروف التي تفقدك السيطرة على نفسك لها قيمة فذة، فهي تكشف معتقداتك المقيدة ومخاوفك وافتراضاتك الخاطئة. وقد قال العالم النفسي الشهير كارل يانج: "كل ما يغضبنا في الآخرين يمكن أن يقودنا إلى فهم أنفسنا". نقطة غاية في الأهمية. كم كنت ستدفع لمن يعدك بأن يحدد لك تماماً ما يمنعك من عيش الحياة التي تتمناها؟ كم يساوي حصولك على معلومات صريحة عن سبب عدم وصولك إلى المكان الذي لطالما حلمت بالوصول إليه؟ إن الأشياء التي تغضبك وتغيظك وتضايقك هي الدخل نحو نمو وتطورك وارتقائك كإنسان. إنها معالم على الطريق ترشدك إلى ما تحتاج إلى العمل عليه والاهتمام به، وإلى المخاوف التي عليك أن تواجهها وتتحداها. إنها هبات للتقدم والازدهار. بإمكانك أن تلوم من يثيرون غضبك وتلقي بالمسئولية كاملة عليهم. أو بإمكانك أن تتصرف بحكمة، وتغوص في أعماق ذاتك لتكتشف أسباب ربود فعلك السلبية. استغل التحديات التنمية إدراكك بذاتك. لأنه كيف يمكنك التغلب على خوفك من شيء لا تدرکه حتی؟ وكيف يمكنك تجاوز مشاعر قلق وإحساس بالخطر لا تعرف حتى أنها بداخلك؟
عندما تبدأ في التركيز على نقاط ضعفك الشخصية وإلقاء الضوء عليها وتحمل مسئوليتها، فسوف تبدأ عندئذ فقط في رؤيتها. فالظلال التي تتعرض للضوء هي التي تبدأ في الاختفاء. سوف تصبح أكثر قوة وفعالية ووعياً بالإنسان الذي كان يفترض أن تكونه. وسوف تبدأ في رؤية العالم من منظور مختلف.
الأشخاص أو الظروف التي تفقدك
السيطرة على نفسك لها قيمة فذة؛
فهي تكشف معتقداتك المقيدة
ومخاوفك وافتراضاتك الخاطئة.
وقد كتب خليل جبران ذات مرة، وهو واحد من المفكرين المفضلين عندي: "لقد تعلمت الصمت من الثرثارين، والتسامح من المتعصبين، والرحمة من قساة القلوب، ولكن الغريب هو أنني أشعر بالامتنان تجاه هؤلاء المعلمين". لذلك ففي المرة القادمة التي يغضبك فيها زميل لك في العمل، أو يجعلك ابنك المراهق تفقد أعصابك، أو يغضبك نادل وقح في مطعم، فتوجه إلى هؤلاء، وامنحهم حضناً. اشكرهم على الهبة التي منحوك إياها. لأنهم قد فعلوا ذلك في الحقيقة.