هل تلعب؟
أوصلت ابني، کولبي، إلى بيت صديقه في نهاية عطلة الأسبوع الماضية. وعندما جاء صاحبه إلى السيارة لاستقباله والترحيب به، سألتهما: "ما الذي تنويان فعله یا شباب؟". وجاء الرد بكلمة واحدة قوية: "سنلعب". إجابة ممتازة.
الأطفال معلمونا. ولست أنا المعلم الناصح في البيت، وإنما أولادي من يحتلون هذا الدور. وبعد أن انطلقت بسيارتي عائداً، أخذت أفكر بعمق في أهمية اللعب. کم مرة سألت فيها شخصاً بالغاً: "ما الذي تخطط لفعله اليوم؟"، وأجابك بقوله: "أخطط للعب؟ ربما يكون هذا هو السبب في أن عالمنا اليوم قد أصبح ممزقاً ومحطماً.
الكبار ليسوا أكثر
من أطفال تدهور حالهم.
كيف كانت ستبدو حياتك لو أن بها قدرة أكبر من اللعب؟ كيف كانت ستبدو تجربتك مع العمل لو كنت تؤدي وظيفتك باستمتاع أكبر، أياً كانت هذه الوظيفة؟ كيف كانت ستبدو علاقاتك لو اشتملت على مزيد من العفوية والتلقائية والضحك واللهو والمرح والحماس، بدون تهور بالطبع؟ نحن الكبار نتوقف عن اللعب بمجرد أن نبدأ في تولي مسئوليات الحياة. إن الكبار ليسوا أكثر من أطفال فاشلين. لماذا؟ ليس هذا ما يجب أن يكون عليه الحال. خصص وقتاً إذن للعب. خصص وقتاً تتصرف فيه بقليل من الطيش والحماقة. كن واسع الخيال في العمل، واجعل الفضول جزءاً من حياتك كما كان. استرجع ذلك الإحساس بالدهشة والتعجب الذي كان يراودك عندما كانت الحياة قاصرة على الأحلام والأوهام والخيالات وركوب الدراجة والاستمتاع بكل ثانية من هذه الرحلة التي يطلق عليها العيش. وفي المرة القادمة التي ينظر إليك فيها أحد وحقيبة أوراقك في يدك، ومرتدي الملابس الرسمية، وعلى وجهك أمارات الجد ـ ويسألك ما الذي تنوي فعله اليوم، فأنا أشجعك بشدة على أن ترد عليه بكل ثقة بالإجابة المهمة الوحيدة: "سوف أخرج للعب".