جدول مواعيدك لا يكذب
هناك عبارة قديمة تقول: "ما تفعله يصرخ بأعلى صوته لدرجة أنني لا أسمع ما تقوله ". تستطيع مثلاً أن تقول إن أسرتك تحتل المكانة الأولى في دائرة اهتماماتك، ولكن إذا خلا جدول مواعيدك تماماً من أي وقت مخصص للأسرة، إذن فحقيقة الأمر هي أن حياتك الأسرية ليست أولوية بالنسبة لك. وتستطيع أن تقول إن المحافظة على صحتك ولياقتك في حالة ممتازة تحتل مكانة أيضاً ضمن دائرة اهتماماتك، ولكن إذا لم يكن جدول مواعيدك الأسبوعي يشتمل على خمس أو ست جلسات لممارسة التمرينات الرياضية، إذن فالواقع الذي يجب أن تواجهه هو أن صحتك ليست مهمة بقدر ما تزعم. وتستطيع أيضاً أن تؤكد أن التطور الشخصي هو مسعى أساسي لك؛ لأنك كلما تحسنت أكثر، أصبحت أكثر فعالية. أرني جدول مواعيدك، وسأكتشف الحقيقة، لأن جدول مواعيدك لا يكذب.
لا يمكن أن يكون هناك نجاح حقیقی وسعادة دائمة إذا كان جدول مواعيدك اليومي غير متناغم مع أعمق قيمك وأهم أولوياتك. وتلك فكرة مهمة أفادت الكثير من عملائي من الرؤساء التنفيذيين الذين أقوم بتدريبهم. إذا كانت هناك فجوة بين ما تفعله في الواقع وذاتك الحقيقية، فأنت إذن أبعد ما يكون عن الصدق والاستقامة. وأنا أطلق على هذا اسم "فجوة الاستقامة". وكلما كانت الهوة بين التزاماتك اليومية وأهم قيمك أكثر عمقاً. قل احتمال أن تكون حياتك ناجحة (وقل إحساسك بالسعادة). لماذا؟ لأنك لا تفعل ما تقول إنك ستفعله. وبعبارة أخرى، لأن أفعالك لا توافق أقوالك. لأنك ترتكب جريمة خيانة الذات. وهي أسوأ جريمة على الإطلاق. والشاهد الذي يحيا في أعمق مكان بداخلك -أي ضميرك يرى هذه الجريمة.
جدول مواعيدك هو أفضل دليل
على الأشياء التي تقيمها حقاً،
وتؤمن بأهميتها.
إن جدول مواعيدك هو أفضل دليل على الأشياء التي تقيمها حقاً، وتؤمن بأهميتها.
كثيرون من الناس يقولون كلاماً جميلاً. ولكن لا قيمة للكلام إذا لم يؤيده العمل. فقلل من كلامك، وأكثر من أفعالك. أرني جدول مواعيد، وسأخبرك بأولوياتك. لقد كنت أعمل محامياً، ورأيت أن الشهود في قاعة المحكمة يقولون أي شيء يريدونه. ولكن الأدلة لم تكذب أبداً.