هارفي كيتل ونوافذ الفرص
أنا لا أفعل الصواب دائماً (فقد أخبرتك أنني لست حكيماً أو معلماً). ولكن من فضلك يجب أن تعرف أنني أحاول جاهداً أن أطبق ما أقوله، وأتأكد من أن تكون تصرفاتي وأفعالي منسجمة ومتوافقة مع كلامي. ولكنني رغم كل شيء إنسان، وهذا معناه أنني أزل أحياناً (فأنا لم أقابل إنساناً كاملاً حتى الآن!). وليك ما أعنيه.
إنني أقضي قدراً كبيراً من الوقت في تشجيع قراء كتبي، وكذلك المشاركين في ورش العمل التي أعقدها عن القيادة على المستوى الشخصي أو على مستوى الشركات، على "الركض صوب مخاوفهم"، واستغلال الفرص متي أظهرت نفسها. فأنا أشجع عملائي على أن يحلموا ويتألقوا ويتحلوا بالجرأة والجسارة؛ لأنني أرى أن عيش الحياة كما ينبغي يكمن في محاولة تحقيق أقصى ما يمكنك تحقيقه والوصول إلى أقصى ما يمكنك الوصول إليه. كما أری أن من يجرب أكثر هو من يحقق النجاح. وأنا في معظم الأحوال أقدم على زيارة الأماكن التي تخيفني، وعلى فعل الأشياء التي تجعلني أشعر بالضيق. ولكنني خرجت عن هذه القاعدة مؤخراً، فمعذرة.
كنت في صالة الانتظار في فندق فور سيزون بوسط مدينة تورونتو، أستعد لإلقاء خطاب لشركة اسمها أدفانسد ميديكال أوبتكس، وتعتبر منذ فترة طويلة أحد عملائنا في مجال التدرب على القيادة، كما أنها شركة مثيرة للإعجاب. نظرت حولي وتخيل من رأيت؟ هارفي كيتل. نعم، هارفي کیتل، النجم السينمائي الكبير، صاحب فيلم Reservoir Dogs. فما الذي فعله مؤلف كتاب "الراهب الذي باع سيارته الفيراري" في هذا الموقف؟ لقد تخليت عن العظمة.
في كل يوم، سوف تفتح لك الحياة
نوافذ صغيرة من الفرص. والطريقة
التي تستجيب بها لهذه الفرص هي
التي ستحدد مصيرك في النهاية.
لا أعرف لماذا لم أثب واقفاً وأتوجه إليه وأكتسب صديقاً جديداً. لقد فعلت ذلك مع لاعب البيسبول الأسطوري بيت روز في مطار شيكاغو (وانتهى بنا الحال ونحن نجلس متجاورين طوال الطريق إلى فونیکس). وفعلت ذلك في الصيف الماضي مع هنري گرافيس، وهو واحد من أنجح الخبراء الماليين في العالم، وكان ذلك في ردهة أحد الفنادق في روما ركنت مع طفلي، وكان رأي نجلي کولبي، وهو في الحادية عشرة من عمره، أنه شخص لطيف). وفعلت ذلك مع السيناتور إدوارد كينيدي عندما رأيته في بوسطن. بل إنني فعلت ذلك مع عازف الجيتار إدي فان هالين عندما كنت طفلاً في هاليفاكس، نوفا سكوشا. ولكنني فوت على نفسي فرصة التعرف على هارفي كيتل.
في كل يوم، سوف تفتح لك الحياة نوافذ صغيرة من الفرص. والطريقة التي تستجيب بها لهذه الفرص هي التي ستحدد مصيرك في النهاية. تخلّ عن هذه الفرص، وستصبح حياتك تافهة ومتواضعة. استشعر الخوف، وانطلق صوب هذه الفرص رغم كل شيء، وستصبح حياتك عظيمة وحافلة. إن الحياة أقصر من أن تعيش على هامشها. وحتى مع أطفالك، ليست أمامك إلا نافذة صغيرة لتطويرهم وتنميتهم ودعمهم للوصول إلى أقصى طاقاتهم. وكذلك لكي تعلمهم معنى الحب غير المشروط. ومتى أغلقت تلك النافذة، فمن الصعب أن تنفتح من جديد...
لو أنني رأيت هارفي كيتل مرة ثانية، فأعدك أنني سأهب للتعرف عليه. ربما يعتقد أنني من المهووسين بالمشاهير حتى نبدأ في تجاذب أطراف الحديث. وعندها سوف يكتشف الحقيقة، وهي أنني ببساطة رجل يغتنم الهبات التي تمنحها له الحياة.