لقد قلت سابقاً إن كل شخص يحب أن يشعر بأهميته. دع الناس يعرفوا أنهم مهمون عن طريق جعلهم يشعرون أنك متأثر ومهتم بما يقولونه. يحدث هذا عن طريق منحهم کامل انتباهك. كلما قل حديثك عن نفسك، زاد شعور الشخص الآخر بأنه مهم. تصرف كما لو كانت وظائفهم أو حياتهم الاجتماعية هي أكثر الأشياء التي سمعت عنها روعة.
كنت مسافر بالطائرة في طريق عودتي إلى بيتي بعد أن ألقيت كلمة أمام خمسة آلاف شخص. كنت مليئاً بالحماس والإثارة بعد خطبة ناجحة للغاية. كان يجلس بجانبي رجل قال إنه يعمل كمحاسب. قلت لنفسي، حسناً، تلك مهنة مريحة، ولكنها حتماً مملة للغاية. بالطبع، لم أصرح له بشعوري هذا. وبدلاً من ذلك، أنصت إليه بينما تحدث عن أسفاره والصفقات المالية المعقدة للمؤسسة الكبرى التي يمثلها.
وطوال الطريق إلى البيت، كنت مفتوناً بما يقول ومن خلال هذه التجربة، ظهرت حقيقة عظيمة. على الرغم من أن الآخرين قد يبدون مملين، ظاهرياً، فإن ما يقولونه كثيراً ما يكون أكثر إثارة وأهمية مما يمكن أن نقوله نحن أنفسنا.
معظم الناس لا يتواصلون حقاً بفعالية لأنهم يحاولون ترك انطباع جيد لدى الآخرين بدلاً من التعبير عن أنفسهم. إنهم ينخرطون في نوع من تحييد الذات، والتراشق اللفظي مع بعضهم البعض. إنهم يستخدمون كلمات لا يفهمها الآخرون ويحاولون كثيراً مخاطبتهم باعتبارهم أدني منزلة بدلاً من التحدث مباشرة إلى الشخص الذي يتحدثون معه، إنهم منهمكون في إظهار ذكائهم لهذا الشخص.
الآخرون يكونون آراءهم فيك من خلال الطريقة التي تتحدث بها إليهم. إذا سعيت للاستعراض أو إثارة إعجابهم بذكائك، يمكنك أن تثق أنهم سيتجاهلونك وينفضون عنك على الفور. ومن ناحية أخرى، إذا لم تتعال عليهم واستطعت التفكير في اهتماماتهم ومشاعرهم، فإنهم سيعتبرونك بارعاً، ومثيراً للاهتمام، وربما حتى متحدث لامع.
أظهرت الدراسات أن ۷۰٪ من الكلمات التي تستخدمها لا يسمعها الآخرون أبدأ. الناس يسمعون فقط ما يريدون، وكما لابد وأنك تعلم بالفعل، فإن أكثر شيء يريدون السماع عنه هو أنفسهم. إذا تحدثت معهم عن أهدافهم، أو اهتماماتهم، أو أفكارهم، أو تجاربهم، أو طموحهم، فستجذب انتباههم على الفور وتحتفظ به دون عناء.